تزداد النغمة الشعبية المطالبة باختيار الفريق أول عبدالفتاح السيسي رئيساً للبلاد.
وتزداد هذه النغمة يوماً بعد يوم من أيام نجاح ثورة 30 يونيو العظيمة وازدياد قدرة قوات الجيش والشرطة في ضرب تنظيم جماعة الإخوان وتحقيق الأمن في المحافظات وفي الحرب الشرسة الدائرة في سيناء.
ومن المنطقي والطبيعي أن تزداد شعبية الجيش المصري عقب ثورة 30 يونيو، وأن يصبح قائده الفريق أول السيسي هو الرمز الشعبي المحبوب المهيأ شعبياً كي يكون رمز قيادة البلاد في المرحلة المقبلة، لذلك يصبح -من هذا المنظور- الرئيس الذي يريده شعب ما بعد «30 يونيو».
ومن عناصر علو نغمة المطالبة بـ« السيسي » رئيساً، المكونات الشخصية للرجل، فهو يتمتع بشخصية كاريزمية، وقدرة إنسانية تلقائية تخترق القلوب عاطفياً، وتتمكن من الوصول إلى العقول بأقل الكلمات وأبسطها.
وأبلغ دليل على شعبية الرجل في صفوف الشعب المصري حينما قام ظهر يوم الأربعاء بمطالبة الجماهير بتفويض الجيش والشرطة لمقاومة العنف والإرهاب، فخرجت الملايين صباح الجمعة بشكل تاريخي أذهل العالم.
إذن المزاج العام لدى ملايين المصريين يتجه نحو المؤسسة العسكرية ونحو قائدها الفريق أول عبدالفتاح السيسي.
لكن يبقى بعد العواطف 4 أسئلة يطرحها العقل المجرد:
1 - هل تتحقق مطالب ثورتي يناير 2011 و30 يونيو 2013 باختيار مسبق للفريق أول السيسى؟
2 - هل الأفضل للمؤسسة العسكرية أن يبقى قائدها العام على رأسها كضابط محترف أو أن يكون في مقعد رئاسة الجمهورية مرتدياً الزى المدني؟
3 - هل الأفضل للفريق أول السيسي كإنسان وكتاريخ وكإنجاز أن يبقى حارساً للمؤسسة العسكرية الحامية لمصر أو أن يصبح هو شخصياً في سدة الحكم؟
4 - هل الأفضل لمصر وللجيش وللرجل أن يلعب دور «الحامي» أم «رأس السلطة»؟
إن زيادة المطالبة برئاسة الفريق أول عبدالفتاح السيسي هي من القوة بشكل ضاغط جداً مما قد يهزم أي عزوف إنساني لأي مسئول عن تولى أي سلطة سياسية.
الذي أعرفه على قدر فهمي ومعلوماتي المتواضعة أن الفريق أول السيسي زاهد في أي سلطة، وأن أقصى طموحه أن يتمكن مع زملائه في المجلس الأعلى للقوات المسلحة من تطوير وإعادة بناء جيش مصر كجيش قوي وقادر باحتراف على أداء مهامه في حماية الأمن القومي لمصر.
وقرار الشعب، في رأيي، باختيار «السيسي» قد اتخذ بقوة إلى الحد الذي يجعل أى مدني ينوي ترشيح نفسه للرئاسة المقبلة يفكر مائة مرة قبيل أن يقدم على هذه المغامرة الفاشلة.
قرار الشعب اتخذ، لكن الأصعب منه هو قرار الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ولعله الآن يسأل نفسه ليل نهار: ماذا أفعل في مسيرتي الوطنية؟ هل أبقى كمقاتل في صفوف القوات المسلحة أم أنتقل من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر والأصعب لتولي مسؤولية حكم مصر.
الأمر المؤكد أن الرجل في جميع الأحوال بحاجة ماسة إلى صفاء العقل والنفس لاتخاذ هذا القرار التاريخي دون تأثيرات صادقة وعواطف جياشة من ملايين المصريين، ومن بعض القوى التقليدية التي اعتادت الرهان على الجواد الفائز في كل العهود وجميع الأزمنة.
لذلك كله، أطالب الجميع: ارفعوا أيديكم عن «السيسي» واتركوا الرجل يصنع قراره بتدبر وتعقل وحسابات دقيقة، لأن المسألة أكبر من العاطفة وأعقد من مبايعة!
ارفعوا أيديكم عن «السيسي»!
أخبار متعلقة