في الحقيقة هناك ضرورة تستوجب الحديث عن الأهمية البالغة لدور المثقف في تطوير وتنمية الوعي والعقل الاجتماعي لإدراك الحقائق وما هو مناط به في إطار التنمية الشاملة والحلحلة للكثير من تعقيدات الحياة والمشكلات والمعضلات التي تواجه المجتمع، حيث أن الوضع في البلاد يتجه من السيئ إلى الأسواء بالرغم من الجهود الوطنية الطيبة التي تبذل هنا وهناك، إلا أن ما يلاحظ أنه كلما صفت غيمت بفعل ودوافع أصحاب المصالح الذين يرون بقاء الوضع كما هو عليه فيه مصلحة خاصة بهم ويمد من عمر بقائهم وديمومتهم وهو جزء من خيالهم وأوهامهم المريضة ليس إلا.
والحقيقة التي لابد أن تدرك هي أن بقاء الحال من المحال بالإضافة إلى إدراك أنه لو دامت للغير ما وصلت إليك وبالتالي ما يكون البقاء والدوام إلا لله عز وجل فقط و على كل ذي مصلحة ونفوذ وقوة أن يتقي الله تعالى في نفسه وسلوكه ولا يرمي نفسه إلى التهلكة،وما الحياة الدنيا إلا لهو ومتاع وهي ساعات من يعمل فيها مثقال ذرة خيراً فهو خيرا له ومن يعمل مثقال ذرة شراً فهو شر له والأعمال الباقيات الصالحات خير وأبقى.
يظهر من وقت لآخر نوع من الشطط والشطحات السياسية لدى البعض والغرور الكاذب وشهية مسعورة تجاه الآخرين فتنطلق ألسنتهم بالتهديد والوعيد انطلاقاً من أنهم أصحاب جاه ونفوذ وقوة ومال وسلاح فهذا ينبري قائلاً أنه سيقطع لسان ذاك، وهذا يتوعد بالحرب والمواجهات المسلحة، وهذا يهدد بقلب الطاولة وإطباق السماء على الأرض، وذك يكفر ويحشد عدداًمن المؤمنين لمقاتلة إخوانهم المؤمنين في ظل احتلال الكيان الصهيوني الإسرائيلي الأرض والمقدسات العربية والإسلامية وقتله أخوتنا، أطفالنا، نساءنا وتدميره الأرض والإنسان في بيت المقدس وغزة واريحا وفي الضفة ولا نسمع لهؤلاء الجبابرة حساً ولا خبراً غير الإدانة وجمع التبرعات التي في الغالب يكون مصيرها مجهولاً.
والإخوان يأخذون بعضاً يسيراً من القرآن كما هو حال قول الله تعالى: «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما وأن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي» وهو أمر له سياقه الخاص ولا يعني الدعوة للجهاد وحشد الشباب المؤمنين لمقاتلة أخوانهم المؤمنين بدعم صهيوني أمريكي إسرائيلي تركي عبر قوة حلف الناتو الصهيوني وفي ظل أن الكيان الصهيوني الإسرائيلي يعتدي على الأراضي العربية في بلاد الشام ويقصف ويدمر مواقع قوات الجيش العربي السوري ويهلل الإخوان لهذا العدوان فعن أي جهاد وأي إسلام يتحدثون ويجاهدون.
ونذهب إلى الصلاة فنجد في بيوت الله من يدعو الله تعالى في خطبتي الجمعة وأثناء أداء الصلاة إلى نصرة الأجندات من المخططات الصهيوأمريكية لإضعاف قوتنا وقدرتنا العربية الإسلامية، يدعون الله لنصرة أعمال العنف والإرهاب التي تدمر الحياة وتحرق الشجر والحجر والبشر.. غريب أمركم يا هؤلاء خصوصاً وأن السفن الحربية والبوارج العسكرية والغواصات الحربية الغربية الصهيوأمبريالية تطوف المنطقة العربية في البحر المتوسط والبحر الأحمر وخليج عدن والخليج العربي وصواريخها الكروز وهوم توك عابرة البحار والقارات موجهة نحو الأهداف العربية و الإسلامية وهناك العديد من القواعد العسكرية في منطقة الخليج للحفاظ والدفاع عن مصالحها وأمنها القومي والكيان الصهيوني الإسرائيلي.
والأخوان في لقاءات مستمرة مع السفراء الأمريكان وبقية دول الغرب الصهيونية ودوائر الاستخبارات الأجنبية وتريدون المصلين المؤمنين بالله تعالى والقرآن ديناً ونبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً لله عز وجل أن يقولوا آمين، أن كنتم من أنصار القضاء على الشعب والجيش المصري الذي انتصر في 30 يونيو 2013م لإرادته واسقط حكم الأخوان لاستعادة دور مصر الريادي والقيادي للأمة في المنطقة فهذا شأنكم الخاص وهذا رأيكم لا تفرضوه على الآخرين ولا تحولوا بيوت الله منابر للإعلام السياسي الممنهج لخطاباتكم الفكرية،وكذلك هو الحال لما يدور في سوريا الشقيقة من إعداد وتحضير للعدوان المرتقب الصهيوامريكي عليها.
من هنا يأتي دور المثقف والإعلامي والداعية الإسلامي الرباني للتوعية والتوجيه والإرشاد الديني الرباني لعناصر التكوين الاجتماعي بالمخاطر المحدقة بالأمة العربية والإسلامية وما يحاك ويدبر، وما ينبغي علينا القيام به في مواجهة ومقاومة السياسات الصهيوأمريكية المستهدفة أرضنا وشعبنا ومقدساتنا وحضارتنا وثقافتنا وديننا الإسلامي وقوتنا وعزتنا وكرامتنا وخيراتنا وثرواتنا، إنهم يقتلون أبناءنا وأطفالنا ونساءنا وبعد كل هذا فهل مطلوب منا أن نقول آمين بعد دعوات وخطابات تيار الإسلام السياسي المتحالف مع سياسة تنفيذ خطة الشرق الأوسط الجديد بالفوضى الخلاقة كما يدعون في دول الربيع الأمريكي أثناء صلواتنا في بيوت الله ومساكننا وفي الطرقات والساحات والميادين.
يا هؤلاء متى استعبدتم الناس وقد خلقتهم أمهاتهم أحراراً.
أتذكرون قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتتذكرون آيات القرآن الكريم بشأن الجهاد من أجل إعلاء راية الحق في سبيل الله تعالى والإسلام في سور البقرة والتوبة والنساء.
عليكم أن تتذكروا أننا شعب أعزنا الله بالإسلام ديناً وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ولن نرضى غيرهما بديلاً فاتقوا الله تعالى .
بيوت الله للعبادة وليست للسياسة
أخبار متعلقة