نشرت الزميلة الأولى في عددها الصادر يوم الأربعاء 19 يونيو 2013م في صفحتها الأمامية مانشيتاً نصه “جرح فلسطين توقف وسوريا أولى بالجهاد” وتصدر التصريح مانشيت آخر نصه “فتوى تثير جدلاً وسخرية ومعارك طائفية” فيما أعقب ذلك آراء أربعة معلقين:
ـ وهل ستكون أنت وأبوك يا شيخ في مقدمة المجاهدين؟
ـ لماذا لم تتحرك فتاواكم إلا بعد قرار أمريكا تسليح المعارضة؟
ـ متى توقف نزيف “فلسطين”ولماذا لم تصدر فتاوى للجهاد فيها طوال الـ 50 عاماً؟
ـ جزاك الله خيراً يا شيخ.. فتوى مقنعة!
بعد أن فرغت من قراءة المانشيت وآراء المعلقين عليه عادت بي الذاكرة إلى أحداث الربيع العربي الأمريكي الإسرائيلي وهدف ذلك الربيع إلى توصيل الإسلاميين إلى السلطة مقابل ضمان أمن إسرائيل حيث بدت مؤشرات ذلك من برقية رفعها الرئيس مرسي إلى نظيره الإسرائيلي “بيريز” عندما خاطبه بعبارة (صديقكم الوفي).
عادت بي الذاكرة إلى تصريح الشيخ القرضاوي عقب الضربة الإسرائيلية بالصواريخ على الجيش السوري وهو يزحف على معاقل إرهابيين قدموا من كل حدب وصوب برعاية أمريكية وتمويل خليجي، حيث أثنى الشيخ القرضاوي على الضربة الإسرائيلية ووصفها بأنها عمل إنساني.
عادت بي الذاكرة إلى زيارة السفيرة “باترسن” لخيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان في مصر وجاءت الزيارة في ظرف عصيب وذلك صباح الخميس والمؤيدون والمعارضون يحشدون الصفوف لفعالية الجمعة وأعربت السفيرة الأمريكية عن تأييدها لخيرت الشاطر وهي فتنة يراد منها تفجير الأوضاع في مصر.
جاء تصريح الزنداني الابن ليثير اشمئزازنا عندما قال إن جرح فلسطين توقف وهو مؤشر جليل أن الموساد الإسرائيلي مسكون في قلوب هؤلاء المشبوهين لأن المقصود بضرب سوريا هو تفكيك جيشها وهو جيش ضارب وقد سبق تفكيك جيش العراق ويسعون الآن أيضاً إلى تفكيك جيش مصر وبيع كل مقدرات مصر “قناة السويس والسد العالي في أسوان ومجمع الحديد والصلب في أسوان وآثار مصر الأهرام وأبو الهول ومقدراتها الأخرى”.
ويريد هؤلاء المشبوهون تشويه قيم الإسلام ووسطيته بتكريس ذهنية التحريم وإشاعة الإرهاب والتخريب والعودة بالشعوب العربية والإسلامية إلى 2013 قبل الميلاد.
عادت بي الذاكرة إلى ديوان (صهيل وهديل) للتربوي والباحث والمبدع جبران صالح شمسان وتحديداً (ص 39) قصيدة “فتش عن الموساد” جاء فيها:
اعترف مدير الموساد الإسرائيلي في لقاء مع قناة الجزيرة في حلقة من برنامج سمي “سري للغاية” بتاريخ 14 فبراير 1999م قال فيه: في الستينات كنا نرسل فرق اغتيالات إلى عدن والجزائر..” وفي ذلك اعتراف واضح لخط الموساد في تفجير فتن واقتتال وحروب أهلية باستمرار في الوطن العربي والإسلامي.. هنا تنتهي الديباجة ليدخل جبران في القصيدة:
“احذر الموساد يا وطن!
احذره في السماد
وأحزمة الشباب والشراب
في علكة الأطفال أو ملابس النساء
بادرونا بالسموم والمواد”
من هذا الذي لا يريد الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة في الشرق الأوسط وذلك بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية بما يضمن تعايش الشعبين الفلسطيني واليهودي والدخول في عملية تكامل اقتصادي بين دول المنطقة نريد أن نرى منطقة يسودها تسامح الأديان وتعايش الثقافات وتجاوز عقليات التطرف الإرهابي العقيم من هنا وهناك.
يا زنداني صغير لا تقحموا الدين في السياسة لأن الدين ثوابت وقيم أما السياسة كما يقول الإنجليز في أحد أمثالهم (السياسة لعبة قذرة) ولذلك إذا أقحم الدين في السياسة صيرها (أي السياسة) إلى دعارة سياسية والدعارة السياسية رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه.
والله من وراء القصد يا زنداني صغير.
الله أكبر عليك يا زنداني صغير
أخبار متعلقة