يبدو أن المشوار لا يزال طويلاً حتى الوصول إلى النجاة والسلامة خصوصاً إذا ظل الحال هكذا، صحف كلها بلبلة وواقع يدعو إلى الأسف إذا استمر بهذه الطريقة وهذا الفلتان المفجع.
والموت لا حول ولا قوة إلا بالله نشاهده في اليوم ألف مرة إنها حرب نفسية من الداخل.. تأخر وخراب وضياع والرفاق لا زالوا هم هم لم نجد أو نرى أو نسمع أي تغيير حدث منهم رغم كبر سنهم ورغم كل ما عايشوه وفعلوه ما زالوا عاجزين عن تقديم سبيل واحد للحياة، ما زالوا متمترسين خلف متارسهم يقدمون الشباب ضحية كل يوم. متى نفهم ومتى ننهض ومتى نعيد إلى حياتنا روحها ومتى نخرج من معاقلنا منفتحين على الدنيا وما تغير فيها من أجل اللحاق بالأمم ونسعى إلى التقدم وعافية البلاد والعباد. صحيح إننا لم نشترك معكم في حكم أو سياسات ونحن بعيدون لأننا مواطنون بسطاء نحاول بقدر الإمكان أن نبتعد عن السياسة ونسأل الله أن يصلح حالكم.
أبعدونا عنها واتركوا لنا مجالاً للعيش ولا تعطلوا علينا فرحة الاستمتاع بحب الحياة فنحن سنين وعقوداً نواجه بعضنا بعضاً ليس لنا عدو إلا أنفسنا وإخواننا، لم نر عدواً قد شددنا الرحال والعتاد لمواجهته ومواجهة ما عمله فينا وفي أمتنا، ما زلنا أمام أنفسنا ننازع ونقاتل بعضنا بعضاً.
يا رفاق الخلافات أرى نفسي ـ وأنا في منتصف العقد الرابع من عمري ـ ترى نفس الرؤية السابقة تلاحقنا هذا خرج عن المبادئ الثورية وارتمى إلى الرأسمالية وهذا خرج عن مبادئ الحزبية وارتمى إلى الوطنية وهذا وذاك. وهذا خرج عن حب الجنوب وارتمى للشمال يا الله يا الله أنقذنا وفكنا وارحمنا وأخرجنا وأخرج عقولنا من هذه المحابس والسجون التي نحن أسرى فيها.
الحال يتدهور تدهوراً يجب أن نتداركه سريعاً بحب الوالد لأولاده عطفاً ورحمة وكبر قلب. حب كبير السن لإنقاذ جيل جديد لا يفهم شيئاً من معاني الحياة هذه الأيام.
الكلمة والإرشاد والدخول الصادق الذي يعمل للجميع ومع الجميع من أجل الإنقاذ الذي يرسو بنا جميعاً إلى بر الأمان الآمن الذي يعمل لنا دولة قوية ونظاماً وقانوناً وتعليماً واقتصاداً وحقوقاً وعدالة. وتوحداً صادقاً أمر الله به حيث قال: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا».
هذه مقالتي كتبتها وأنا كلي أسى وحزن على مثل هكذا ضياع وتأخر وفرقة وشتات وتعبئات خاطئة وأحقاد وكراهية وفتن حزبية ومناطقية ونحن يجب أن نكون بعيدين عنها كل البعد ونسأل الله أن يباعد بيننا وبينها كما باعد بين المشرق والمغرب.
ما كتبته من باب النصيحة والتذكير ولست متهماً أحداً أو متحاملاً عليه ولكن هذا الإحساس الأليم دفعني أن أكتب.
وشكراً لمن ساعدني بإيصال رسالتي هذه التي أرى أن الكثيرين ممن يقرؤونها يوافقونني الرأي والإحساس.
اللهم أصلح أحوالنا وأهد كبراءنا وشبابنا وأطفالنا لما فيه صلاح البلاد والعباد.
أبعدونــا عــن الـخــلافــات
أخبار متعلقة