ما قاله الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني على صفحته في الـ (فيس بوك ) ونشرته هذه الصحيفة الحرة.. صحيفة الرأي والرأي الآخر .. كان تحليلاً سياسياً راقياً بمستوى شخصية راقية عرفت بحصافة الرأي واتزان القول.. اتفق معه في كثير مما قاله .. ولعلني أتمكن من أن أعقب عليه بما يقرب من مستوى الحصافة والاتزان المشهوداين للأخ ياسين سعيد نعمان!
أنت فاكر يا أخي ياسين عندما استولت الجبهة القومية على الحكم في عدن بعد أن دحرت جبهة التحرير بمساندة جيش اتحاد الجنوب .. أنت فاكر أول حاجة عملوها.. تسريح مئات من الموظفين القياديين البارزين ممن كانوا يطلقون عليهم (أصحاب المخالق) .. يعني الذين يحملون شهادة ميلاد ( مخلقة) في عدن .. يعني عدنيين .. أبناء وأهالي عدن.. الذين كانوا يمثلون زهرة أهل اليمن على مستوى الوطن العربي كله.. ما حدث صبيحة يوم الاستقلال الوطني عام 1967م واستيلاء الجبهة القومية على عدن كان نموذجاً صارخاً لما وصفه المؤرخ العالمي ( ابن خلدون ) في مقدمته الشهيرة عن طبيعة أهل الريف والبادية الحاقدة والمدمرة لأهل المدينة والحضر.. وهكذا بالتسريح من الوظائف بدون أية حقوق واغتصاب الممتلكات والأراضي والمساكن الخاصة والعامة والطرد والتهجير تم القضاء على أرقى مجتمع مدني عرفته الجزيرة العربية!
دعك سيدي من حكاية توحيد إمارات وسلطنات وولايات في الجنوب تحت راية دولة الجنوب الموحدة بفضل ثورة 14 أكتوبر .. دعك من حكاية ( البنية الثقافية والسياسية التي تشكلت طوال سنوات في خضم الصراع السياسي الذي خاضته الحركة الوطنية من اجل الهوية الوطنية اليمنية للجنوب).. كل ذلك ياعزيزي كان بناءًعبثياً فوق رمال متحركة.. رمال النزعات المناطقية .. انهار البناء .. سقط في يوم واحد ليدفن تحت أنقاضه جثة الحزب الاشتراكي اليمني إلى الأبد.. وما بقي منه ليس سوى خيال مآتة لا يخيف سوى العصافير .. وهكذا أحرقت نار 13 يناير 1986م كل الشعارات الوطنية الزائفة والكاذبة!
ما أريد أن أصل إليه عزيزي ياسين .. هو أننا مافيش فرق بيننا .. شمال وجنوب .. كلنا يا عزيزي ( في الهوى سوا ) .. فلا نزكي أنفسنا .. وخير المصلحين من بدأ بنفسه !
E-mail: [email protected]
في الهوى سوا
أخبار متعلقة