عبر التاريخ ..
لم تسقـط ممالك لضعفها المادي أو السياسي فقط .. لا !
سقطت ممالك فقط لأن أهلها عمدوا إلى هدم أعمدتها!
كيف ، لماذا ؟
تبدأ الحكاية هنا ولهذه القضية من الداخل ، من المجتمع ذاته!
بالعـادة تكون تكوينات المجتمع مختلفة من عدة نواح أهمها العادات واللهجة وغيره الكثير الكثير لكن ،عندما يصبح الإختلاف ، إختلافاً في الجانب الديني ، فأبشـر بسقوط ذلك المجتمع ليس بسبب الإختلاف نفسه ، لا !
فهو سنة كونية لن تتغير ، بل بسبب تلك العقول المريضـة المتعطشة للكراهية والحقد .
في تلك المدينة الحبيبة ( عـدن ) ، تعيش طوائف دينية مختـلفة منها الطائفة السنية و الصوفية والشيعية والوهابية ..
حقاً جميل أن تضم عـدن شعباً يعيش بطمأنينة و تآخ وتفاهم رغم إختلاف الأصول والفروع !
لـكن ، هل حقاً تعيش تلك الطوائف بتآخي ؟!
لا ، هنا في مدينتنا الحبيبة ( عدن ) تعيش الأقليـات من الطوائف في خوف ، رعب ، و إنطوائية قد لا تتصور حجمها!
قد لا يعرف البعض من الأساس أن هناك ( شيعة ، صوفية) في مجتمعي ..
لا مشكلة أبداً في وجود الطوائف ..المشكلة البحتة في المضايقات التي يلقونها فقط لأنهم مختلفون !
والسبب : عقول مريضة تريد تفككاً دينياً بمساحة أوسع!
المسجد الحسيني ، بيت من بيوت الله تتعبد فيه الطائفة الشيعية .. يغلق ويعاد فتحه ويغلق ويهدد الناس فيه وتعيش الطائفة برعب ! بسبب طائفة اخرى .. آمنت ان الدين هو مايلائم تفكيرها فقط !
سحقاً !
مايغضب أكثر ، أنهم لا يتم معاملتهم كمواطنين أثروا ويؤثرون ويتأثرون ويقودون و لهم حقوقهم ولهم حق الحماية والعيش بكرامة وأمان !
أفكار الكراهية ، الحقد ، التنافس بين الطوائف ، الأحقية بالوجود .. كل تلك كانت مزروعة بثبات في عقول البعض وكل ذلك موجود ويرى !
على الرغم من أننا نقف على أرضية واحدة هي (الإسلام)!
وعندما نأتي لمشائخنـا ، أئمة المساجد العظام ، يا من تنصحون وتخطبون جمعة بجمعة !
أين دعــوتكم للتوحــد الديني !
أم حب البروز والتفــوق وإثبات الرأي الصحيح ، غلب عليكم!
فئتان شيعية وسنية .. تقفــان على أرض واحـــدة .. وتحمــلان نفس الكتــاب .. ولهم تــاريخ متــوحد .. ومع ذلك ..
كل منهما يحلل دماء الآخــر .
تبدأ المهزلة هنا ، بتحليل الدماء !
لا ويقال أيضاً : أن اليهود الصهاينة خير معاشرةِ من تلك الطائفة !
لا أجد ماقد يصف تلك الكلمات .. إلا أنه للأسف ومن أبناء عـدن من يؤمن بذلك حتى أني سمعتها بأذني لمرات عدة.
الغريب في الأمر .. أن بعض الطوائف المتشددة لو أن مسيحيين يتعبدون بكنائس لن يعيروهم بالاً .. وحين يصبح الأمر عند الشيعة او الصوفية .. تبدأ المضايقات والتحديات الساذجة .
ما السبب !؟
أحقاد تزرع ، وتنمـو بسرعة ، وتنمـو وتنمـو وتظـل نـامية .. إلى موعد النضج وحينها تنضج الثمرة الخبيثة ، عفنها يهدم أعمدة مملكة كانت شامخة !
إن لم نتحد ، ونركز في وضعنا كمواطنين ، وكأخوة مسلمين .. ( لا تقـدم ) !
ما أردت قوله وسأظل أقوله هو :
( أظهـروا طوائفكم حتى لو كنتم قلة وعيشوا كمواطنين كرماء، فالأقليـات تحتــرم دائماً ) !
والإسلام إيمان و أخـلاق قبل أن يكون فقـها.
[email protected]
الأقليــــات تحتــرم !
أخبار متعلقة