ندرك جميعا أن الأخ رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي قد تولى مقاليد الحكم في ظروف معقدة وصعبة يواجه فيها البلد جملة من التحديات المعقدة والخطيرة وندرك أيضا انه جاء على كرسي السلطة في وقت الدولة بجميع أجهزتها الأمنية والعسكرية والمدنية مغيبة ولم تكن موجودة إذ كانت أشبه بالميت، وندرك كذلك انه أي رئيس الجمهورية قد تولى السلطة في وقت كانت فيه أنابيب النفط خارج نطاق الخدمة وفي وقت كانت فيه محطات الكهرباء خارج نطاق الخدمة، ندرك كل ذلك وندرك أيضا أن رئيس الجمهورية جاء على دولة ليست فيها ابسط مقومات البنية التحتية.
وندرك أيضا حجم الضغوطات التي تواجهه من قبل الفرقاء السياسيين والتي تؤثر سلبا على خروج اليمن من محنته وندرك أيضا أن الجيش والأمن وجميع مراكز القوة لازالت في متناول الأطراف السياسية المتصارعة إلا أن كل تلك التحديات التي تقف أمامه لاتعفيه بأي حال من الاحوال من القيام بواجبه كما ان تلك الصعوبات والمشاكل التي تقف امامه ليست حجة أو مبررا له بأي حال من الأحوال بان يتخلى عن مسئولياته الدستورية والقانونية طالما وقد قبل على نفسه ان يكون رئيساً للجمهورية في ظل هذه الأوضاع .
الرئيس هادي كان على علم ودراية ويدرك أكثر من غيره التفاصيل الخفية والدقيقة التي كانت تمر بالبلد وكيف سيكون حال البلد بعد توقيع المبادرة الخليجية وبعد نقل السلطة ورغم ذلك كله قبل على نفسه أن يكون رئيسا للجمهورية اليمنية وطالما وقد قبل على نفسه أن يكون الرجل الأول في البلد ورئيس الجمهورية فهو مطالب بالقيام بواجبه الدستوري والقانوني ومنح المواطن اليمني الكادح المغلوب على أمره حق الأمن والاستقرار وهو مالم نشهده بعد ، ذلك أن أنابيب النفط والغاز لازالت تضرب في شبوة ومأرب وفي أكثر من مكان كما أن محطات ومولدات الكهرباء هي الأخرى لازالت تتعرض للضرب بين الحين والآخر من قبل الخارجين عن الإنسانية أولا والنظام والقانون ثانيا كما أن التعليم في اليمن بمختلف مستوياته ومراحله يعاني تدهوراً كبيراً وخطيراً ومازاد التدهور في التعليم انه تم الزج به في الصراعات والمماحكات الحزبية والسياسية وهو الأمر الذي جعل التعليم في اليمن يدق ناقوس الخطر ولكن (يافصيح لمن تصيح) فقادة الاحزاب السياسية في معترك على المناصب والكراسي ولايهمهم امر التعليم في شيء كما ان قطاع الطرق الذين ازداد عددهم الايام الاخيرة متواجدون في كل الطرق والمفترقات المؤدية الى جميع المدن اليمنية ويكاد لايمر يوم الا ونسمع ان قطاع الطرق والعصابات قد قتلوا هذا واخذوا مال ذاك كما ان جميع الاغتيالات والاعمال الارهابية لازالت تمارس إضافة إلى انه لم يتم كشف نتائج التحقيقات في جرائم الاغتيالات التي حدثت من قبل ولاندري حقيقة لماذا يتم التحفظ على نتائج التحقيقات في تلك القضايا ولماذا لا يتم كشف نتائجها امام الشعب اليمني حتى يعرف الشعب حقيقة من هي الايادي التي كانت ومازالت وعلى مايبدو ستظل تعبث بأمن الوطن والمواطن واستقراره.
الأخ رئيس الجمهورية مع ان البلد وخلال الايام القليلة القادمة متجه نحو الحوار الوطني لمناقشة جميع القضايا العالقة بغرض ايجاد الحلول العادلة والجذرية لها الا أنه لايزال يعاني جملة من التحديات التي سوف تؤثر سلبا على مجريات الحوار الوطني وبالتالي على نتائجه ومخرجاته ومالم يتم تهيئة الاجواء وفرض هيبة الدولة قبل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني فان نسبة فشل الحوار ستكون قائمة واذا ماحصل وفشل الحوار الوطني لاسمح الله فان البلد حينها ذاهبة الى نفق مظلم قد لاتستطيع الخروج منه ولو بعد عشرات السنين.
الاخ رئيس الجمهورية ينبغي عليك ان تستغل الدعم غير المحدود الذي تحظى به من قبل الامم المتحدة والدول العربية والاجنبية الراعية للمبادرة الخليجية وتفرض الاولويات الملحة التي تقتضيها المرحلة الحالية وبما من شأنه تهيئة الاجواء امام الحوار الوطني كما ينبغي عليك الضرب بيد من حديد وان تفرض هيبة الدولة وان تجعل من الخارجين عن النظام والقانون والعابثين بأمن الوطن واستقراره عبرة لمن اراد يوما ان يسلك مسلكهم او ينهج نهجهم كما انك مطالب اليوم واكثر من اي وقت مضى ان تعيد للوطن والمواطن امنه واستقراره وحتى يشعر المواطن بنعمة الامن والاستقرار التي فقدها منذ زمن كما ان الشعب اليمني يريد منك يارئيس الجمهورية ان تخلص البلد وتنقذها من أولئك الاشخاص الذين عاثوا في الارض الفساد ومازالوا كذلك ومن اي حزب او طرف سياسي كانوا وعدم اشراك هؤلاء في رسم ملامح مستقبل اليمن الجديد ذاك هو ما يريده الشعب اليمني منك يا رئيس الجمهورية.
*رئيس المنتدى اليمني للتعليم العالي
[email protected]
بمناسبة الذكرى الأولى لتوقيع المبادرة الخليجية ..هذا ما يريده الشعب منك يا رئيس الجمهورية
أخبار متعلقة