يحتفل أبناء الشعب اليمني بالأعياد المجيدة الخالدة والغالية وفي مقدمتها العيد الخمسون (اليوبيل الذهبي) لثورة 26 سبتمبر الباسلة والخالدة التي قضت على الحكم الإمامي الكهنوتي الغاشم الذي ظل جاثماً على صدور اليمنيين ردحاً من الزمن، ففي هذا اليوم المبارك السادس والعشرين من سبتمبر أزاح الأبطال حكماً طغى وتسلط وتكبر.
حقاً لقد أوجدت ثورة (26) سبتمبر الباسلة والخالدة تحولات كبيرة وعظيمة في شتى المجالات ونقلت اليمن ومواطنيها من زمن القهر والظلم والكبت والحرمان والجمود والانغلاق في عهد الحكم الإمامي إلى مرحلة الانفتاح الوطني - بالتحرر من الظلم والجبروت الكهنوتي الغاشم الذي عانى منه أبناء الوطن سنوات طوالاً - بفضل أولئك الأحرار والأبطال من أبناء هذا الوطن الغالي الذين قدموا أرواحهم رخيصة لتحرير الوطن من قيود العبودية والإذلال التي مارسها الحكم الإمامي الكهنوتي المتخلف على شعبنا.. وقد فتح انتصار الثورة الأبواب الكبيرة أمام الأبطال في جنوب الوطن ليفجروا بعد عام وشهر ثورة (14) أكتوبر المجيدة من أعالي جبال ردفان ضد المستعمر البريطاني الغاضب ليتحد نقم وردفان في وجه التسلط والطغيان، وينتج عنه رحيل المستعمر في (30) نوفمبر عام 1967م.. حقاً لقد كانت الثورة الأم ثورة (26) سبتمبر الخالدة مفتاح الخير وباكورة الأعياد الوطنية وعلى رأسها إعادة تحقيق الوحدة المباركة في (22) مايو 1990م.
ويأتي احتفالنا هذا العام بالعيد الخمسين لثورة (26) سبتمبر الباسلة والوطن اليمني يعاني من ثلاث أزمات رئيسية (سياسية واقتصادية وأمنية) نشبت في وقت واحد مطلع 2011م.
وكما قال الرئيس عبدربه منصور هادي أمام أعضاء مجلس الشورى بتاريخ 9 سبتمبر 2012م : “عندما تأتي الأزمات الثلاث في وقت واحد في أي دولة تطيح بها ونحن في اليمن الحمد لله تغلبنا عليها بالحكمة وتم التوافق بين القوى السياسية على حل الأزمة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتم التبادل السلمي للسلطة وتم التغلب على أكبر أزمة واجهت اليمن في تاريخه المعاصر”.
وللخروج من هذه الأزمات مطلوب استمرار الدعم الإقليمي والدولي لليمن خلال الفترة الانتقالية بما يضمن تحقيق البرامج والمشاريع التنموية وتعزيز الاستقرار السياسي خاصة ونحن الآن على أبواب الحوار الوطني الشامل الذي سيكون من شأنه رسم معالم مستقبل اليمن الجديد بمنظومة الحكم الرشيد وبمصفوفة تمثل عهداً جديداً من أجل المستقبل الآمن، كما أن تدفق الاستثمارات إلى اليمن من قبل أشقاء وأصدقاء اليمن سيوفر فرص عمل جديدة للشباب وهو ما يمثل عامل أمن واستقرار لأن فرص العيش توفرت، لكون المشكلة الاقتصادية تمثل أكثر من 70 % من المشكلة.
إن الإعلان عن دعم اليمن بمبلغ (6) مليارات و (400) مليون دولار من قبل الدول والمنظمات الإقليمية والدولية المانحة لليمن في مؤتمر الرياض للمانحين المنعقد في الرياض خلال يومي 4 - 5 سبتمبر 2012م لدعم البرنامج المرحلي للاستقرار والتنمية في اليمن 2012 - 2014م كما تعهدت عدد من الدول والمنظمات المانحة بإعلان دعمها خلال مؤتمر مجموعة أصدقاء اليمن المقرر عقده في نيويورك نهاية الشهر الجاري.. ذلك الدعم السخي من أشقاء وأصدقاء اليمن مهم في مساعدة اليمن للخروج من الأزمات الثلاث وعلى رأسها المشكلة الاقتصادية للانتقال السياسي في اليمن وفق الجدول الزمني في إطار الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية.. وأيضاً مطلوب من جميع القوى السياسية في الساحة اليمنية العمل معاً كفريق عمل واحد من أجل إخراج اليمن من هذه الأزمات الثلاث السياسية والاقتصادية والأمنية، وضرورة أن يتحمل الجميع في مختلف مواقع العمل المسؤولية لإنجاح المرحلة وتجاوز كل المصاعب والعراقيل والتعاون في كل ما يهم قضايا الأمن والسكينة العامة للمجتمع حتى نصل جميعاً إلى شهر فبراير من عام 2014م موعد الانتخابات القادمة من أجل بناء اليمن الجديد والحكم الرشيد المرتكز على الحرية والعدالة والمساواة والحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن.
ثورة (26) سبتمبر الباسلة عيد الأعياد
أخبار متعلقة