لحج الحسيني ، لحج القمندان ، لحج الخضراء ، كانت مسميات وأوصافاً توصف بها هذه المحافظة الرائعة التي تتمتع بتنوع جغرافي وسكاني قد لا يوجد في محافظة أخرى، اليوم محافظة لحج لم تعد بتلك الأوصاف بفضل الفساد والإهمال الشديد الذي عانت منه طوال عشرين عاماً ، لقد دمرت هذه المحافظة بشكل لا يمكن تصوره ..
كنت في زيارة إلى عاصمة المحافظة قبل أيام لاستخلاص بعض المعاملات في الدوائر الرسمية هناك انذهلت من هول ما شهدته من تردي الخدمات والمعاملات في المرافق الحكومية ، بدءاً من مصلحة الأحوال الشخصية حيث كُنت هناك من أيام لاستخراج بطاقة شخصية وهو " بدل فاقد " لقد هالني ما رأيته منذ بداية وصولي إلى مبنى مصلحة الأحوال الشخصية مبنى عتيق وقديم جداً ، ممرات لا يتجاوز عرضها نصف متر يختلط فيها الرجال والنساء وحر شديد جداً ، وغرف مكتظة بالمراجعين ، وأجهزة كمبيوتر عتيقة ، وموظفين او بالأحرى سماسرة كل يبحث عن زبون (يطلع منه حق القات !! المعاناة تبدأ بشراء ملف عادي لا تتجاوز قيمته 50 ريالاً ويباع للمواطن هناك بـ 500 ريال ، فحص فصيلة الدم في الهواء الطلق وعدم توفر الحد الأدنى من المتطلبات الصحية ، وبعد انتهاء المعاملة طلوع ونزول من مكتب الى آخر تخير بين استخراج البطاقة بشكل مستعجل وتدفع زيادة 2000 ريال أو تنتظر أسبوعاً حتى تحصل عليها بشكل عادي.
مكتب التربية والتعليم حكاية مأساة أخرى من مآسي محافظة لحج .. أوصلني القدر الى مبنى يقال انه مبنى التربية والتعليم في مدينة الحوطة ، مبنى يفتقر إلى ابسط المقومات: عشرات الآلاف من وثائق الطلاب مرمية بشكل مهين في غرف لا تتوفر فيها وسائل السلامة ولا وسائل حفظ الوثائق المهمة ،غرف صغيرة وغير مرتبة وعتيقة لا تصلح أعزكم الله حتى " للبهائم" موظفون يائسون من الحياة يعاملون المواطن باستهتار ولا مبالاة ، غرفة صغيرة لا تتجاوز نصف متر فيها شاب ومعه ختم شغله فقط ختم الأوراق ، وبعد أن تنتهي من مكتب التربية في حوطة لحج ستذهب إجبارا إلى مكتب مدير مكتب التربية بالمحافظة في منطقة صبر حتى يعمد لك الوثائق وهذه معاناة أخرى حيث كنا مجموعة من المراجعين بعد " المرمطة " في الحوطة ذهبنا إلى مدينة صبر وعند وصولنا إلى هناك ونحن منهكون بسبب الحر الشديد وزحمة المواصلات كانت الساعة 12 ظهراً قالوا ( المدير ) روح البيت والختم معه تعالوا غداً !!
نتمنى من الأخ والزميل هشام السقاف الذي تم تعيينه مؤخراً مدير لمكتب التربية في المحافظة أن يحدث تغييراً فعلياً
في مكتب التربية بالمحافظة سواء في البنية التحتية أو الالتزام بالدوام وتحسين مخرجات التعليم.
يكفي تعباً ومرمطة لمواطني لحج الفقراء المساكين الطيبين ، يكفي الاستهتار بالمواطن وتعذيبه وكأنهم يزيدونه على فقره معاناة وبؤساً على قول المثل " فوق إللي به زده " .
لا يتقصر الحال على هذه المرافق هناك ما اهو أدهى وأمر من الخدمة المدنية إلى المرور إلى الشرطة وغيرها من المصالح التي ترتبط مباشرة بالمواطن .
إن وضع عاصمة المحافظة مزر على كافة الأصعدة والمواطن يدفع الثمن، أين المحافظ مما يجري فيها هل يقوم بزيارات إلى هذه المرافق والإطلاع على ما يحدث فيها من فساد ومخالفات وعدم توفر بنى تحتية لخدمة المواطنين . !!
وأخيرا أتمنى أن يصحو ضمير المسئولين في لحج ويجعلوا المواطن وخدمته أولا ... أنقذوا لحج وأعيدوا لها مكانتها فأنتم أبناؤها ولا تنتظروا أن يصلحها شخص من خارجها .
من ينقذ لحج؟
أخبار متعلقة