في الحقيقة أعتقد أن الوزراء في حكومة الوفاق الوطني أمامهم فرصة ذهبية ليتركوا البصمة التي يريدونها كل من موقعه في هذه الوزارة أو تلكم فموظفوه والشعب عموماً هم من سيقيمون وسيحتفظون له بالتقدير وسيشيرون إليه بالبنان هذا الوزير (ناجح) وخلال فترة محددة أنيطت به مهام عمل الوزارة الفلانية، فأحدث فيها تغييراً نوعياً حقيقياً أوقف نزيف إهدار المال العام، وراجع الخطط والبرامج والآليات وعمل على تطويرها لمواكبة روح العصر وتحقيق الانجاز بكلفة أقل ووقت أقصر وجودة أفضل، واهتم بتحسين دخل وامتيازات وظروف الموظفين والعمل، وحرص على إيجاد غرفة عمليات مركزية لوزارته تجيد عملية الاتصال والتواصل والإقناع وترتبط مباشرة بشخص معالي الوزير لتقوم بدورها على أكمل وجه وبكل دقة ويسر وتتلخص مهمتها بتلقي الاتصالات من كافة محافظات الجمهورية عبر جميع وسائل الاتصال، فتتفهم من المتصل بها ملاحظاته ومقترحاته وشكاواه فتقوم بواجبها تجاهه بالرد عليه إن كانت لديها إجابة أو بتوجيهه التوجيه السليم أو بوعده أنها ستذلل له ما شكا منه وتقوم بذلك أو أخذ عنوانه للتواصل معه في وقت آخر بعد أن تتمكن من الحصول على المعلومة الصحيحة أو التوجيه السليم وتقوم بذلك، وهكذا ويمكن جعل التواصل بين الغرفة والمواطنين موثقة لأغراض الاستفادة منها عند البحث والدراسة، وبهذا الأسلوب الراقي والعملي الواعي الهادف إيجاد خط تواصل مع المواطن لتعزيز الثقة، وكذا معرفة أوجه السلب والقصور والأخطاء والاقتراحات ونوع المشكلات والاختلالات المفترض أخذها بعين الاعتبار والعمل على معالجتها أولاً بأول، وأيضاً الرقابة على الأداء وتفعيل دور كافة الجهات داخل ديوان الوزارة وفروعها ومكاتبها على مستوى عموم محافظات الجمهورية.
ولا شك في أن مثل هذا التوجه سيحقق الكثير، من ناحية سيساعد معالي الوزير بهذه الوزارة أو تلك على التلمس لحقائق الأوضاع، وخدمة المواطنين بصورة مباشرة، وامتصاص العمالة الفائضة بتشغيلها في مثل هذه الأعمال الإدارية غير العادية وإلى غير ذلك.
لذا على الإخوة الوزراء الكرام أن لا يقللوا من دور مثل هذه الغرف العملياتية، لأن الذين عملوا غرف عمليات لنفس الغرض عرفهم الناس وشهدوا لهم بالنجاح وهم فعلاً من الناجحين مثل ديوان وزارة الداخلية (مكتب الوزير) ومصلحة المرور وديوان محافظة عدن و .... إلخ، وهم قليلون طبعاً!! نتمنى أن لا ينزعج أي واحد من المسئولين من هذه الفكرة! فالمتبقي من فترة عمل حكومة الوفاق الوطني قارب على الانتهاء والبرنامج العملي الحكومي طويل وكثير وكبير وعلى مستوى كل وزارة أطول وأكثر وأكبر في ظل شحة الإمكانيات وصعوبات ظروف العمل والاختلالات الطبيعية منها والمفتعلة وضغط الشارع واحتياجات المواطنين والثقافة السلوكية السلبية والمدانة ونشاط الفساد وأساليب المخربين وردود أفعال العاجزين والحاسدين والفاشلين بالشائعات والأكاذيب!!.
المهم هذا كلامنا ولا جاكم شر..
إلى كل وزير .. الوقت قارب على الانتهاء
أخبار متعلقة