لا أحد ينكر أن التربويين قامات تخرج من معاطفهم الأجيال .. فمنهم من رحلوا دون ذكرى أو تذكير .. ومنهم أحياء يتكبدون عناء ومشقة المهنة الإنسانية السامية في ظل عتمة التقدير وشحة الوفاء ونكران الجميل من قبل رؤسائهم! .. ومنهم من على وشك التقاعد دون التسوية المستحقة لرواتبهم! .. ومنهم من استلم ورقة التقاعد خالية من شهادات التقدير والتكريم نتيجة تجاهل وغفلة واستهتار قياداتهم!!.
وهؤلاء التربويون الصفوة في المجتمع لا يجدون من يميزهم ويقدر رسالتهم السامية سوى قلة من المفكرين والأدباء والنقاد والكتاب، ومن أبرزهم المفكر التربوي الفاضل عبدالله فاضل (رحمه الله) الذي طالب الجهات التربوية المختصة بتلبية المطالب الحقوقية الإنسانية بأدبية رائعة حيث قال:
“يجدر بنا في هذا العهد التربوي .. أن نتذكر زملاءنا والذين لم يعودوا معلمين في المدارس والإدارات المدرسية .. ولكنهم مازالوا في ظهرانينا في مرحلة التقاعد، وأنه يجب لهم علينا حق أن نجنبهم من وضعهم في ظروف جامدة حيث هم ونمن عليهم برواتب التقاعد التي قد لا تسمن ولا تغني من جوع في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة جداً .. جداً .. إن من حق زملائنا المتقاعدين من ذوي المواهب منهم بأنهم مازالوا في عيوننا جواهر مخزونة يستفاد منهم في الاستثمارات التربوية ويشكلون في اللجان القائمة جزءاً من تاريخ التربية وكأفراد من صانعيه أو مذكرين بمن سبقهم”.
وهنا يقصد المفكر التربوي الأديب المرحوم عبدالله فاضل مقترح الاستفادة من كافة المتقاعدين التربويين الموهوبين في أعمال وأنشطة تربوية وتعليمية من خلال (اتفاقية التقاعد) ما بعد الخدمة بغرض تحسين حياتهم المعيشية والكسب المثالي لخبراتهم وقدراتهم الإبداعية من أجل تطور العمل التربوي.
نأمل تبني ورعاية هذا المقترح القيم والجدير بالدراسة من قبل قيادة مكتب التربية بعدن وفاء وتقديراً لمربي الأجيال المتقاعدين السابقين، وهم اللاحقون.
والله من وراء القصد
المتقاعد التربوي يستحق كل خير
أخبار متعلقة