الآن.. ما شاء الله تبارك الله.. عادت الحياة لشارع المناضل الجسور الفدائي الشهيد عبد النبي مدرم، رحمة الله عليه، عادت إليه الحياة وعاد رونقه الذي كان وأحسن مما كان، وهذا يعود فضله إلى كل من أسهم بالتنوير والترميم والصيانة والاهتمام.. والمطلوب الآن حمايته كحمايتنا لأعيننا، إن كنا فعلاً نحب الحياة، والشارع حق عام، وينبغي الحفاظ عليه باستمرار.
* والشارع الرئيسي (المين روود) أيام زمان، استأثر باهتمام كل الحكومات والدول المتعاقبة، سواء في عهود (الانفصال التشطيري) أم فيما بعدها.. وهي عهود لا يمكن الثبات في تسمياتها لأنها من العبث والمضاعفات التي ولدت ما نحن فيه، ولكل واحد منا هاجسه ورغبته في الأسامي.. وما علينا إلا أن نفكر بالآتي.. والحفاظ على الحاضر.. مهما كانت الصعاب والمبررات!
* ولأننا قد ذقنا المر لأكثر من عام حول هذا الشارع ومنه و بسببه، فإن الواقع اليوم أحلى وأجمل، ولا ينبغي أن نحسب ذلك لجهة ما، لنقوم بردود أفعال مدمرة، فمن يصلح جزاه الله عنا خيراً، حتى لو كان من (واق الواق) ومن يخرب لابد من الوقوف بوجهه وإرجاعه لصوابه، حتى ولو باستخدام القوة، لأن القضية هي (أخلاق مدينة وأمة).. وحتى لا يقال عنا (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم).. علينا أن نشكر الله على هذه النعمة، وأن نشكر القائمين على هذا الجهد، وأن نلعن الخراب والتخريب والمخربين، وأن نترحم على الشباب الشهداء الذين سقطوا في (مدرم) تحت أي ظرف كان.. فهؤلاء هم الشعلة التي ينبغي أن تستمر مشتعلة مذكرة إيانا بما حدث وحتى لا نغمط أهاليهم حقهم في دماء أبنائهم.. أبداً، أبداً..
* لكن.. مع هذا كله.. نريد اهتماماً مماثلاً بالكهرباء والمياه، فعلى الأقل المياه أهون من الكهرباء، تأتي يوماً وتنقطع يوماً آخر، وهنا تبدأ مرحلة الصراع من أجل تعبئة كل الأواني والخزانات (التوانك) لتكفي يوماً آخر.. مع أن عدن لم تكن كذلك، وكان الماء جارياً في القصب والحنفيات طوال السنة.
لكن الحال اليوم زاد عن حده وقد وصل سكان عدن إلى أكثر من (مليوني نسمة) وهذه أعباء تتطلب مواجهتها بالكهرباء والمياه والبيئة وكل مستلزمات الحياة.
أقول لابد من اهتمام سريع بالكهرباء ليذهب عن الناس (الموت الزؤام) بسبب الانقطاعات المتتالية، لابد من عمل حل يوازي ما حدث لشارع مدرم، حتى ولو كانت المقارنة لا تتفق والطرح، لكن الدولة قادرة ويجب أن يكون لديها القدرة على الإيفاء بالعهود، وإلا فإن ليل الفرقة والتسلط سيعود وسنكون كما قال المثل.. (كأنك يابو زيد ما غزيت)!
* الكهرباء قاتلة لنا اليوم.. ولا نقبل بالمبررات.. جيبوا لنا كهرباء من (عند الجن) إذا كان للجن سلطة أو من عند (المصباح السحري وخادمه العفريت).. هيا كيه أعملوها وحولوا أنفسكم إلى حواة ومشعوذين، فإن لم يكن لديكم قدرة على إصلاح الأمور بالسرعة والجودة وحفظ حياة الناس.. فالذي لا يستطيع عمل شيء للناس، عليه ترك منصبه احتراماً للناس ومطالبهم.. فهذه أشياء لا تهاون فيها أبداً.
* الكهرباء.. صارت وباء و(المواطير) مثل العفاريت، أصواتها ورائحتها تجيب الجنان، وأعصابنا قد تلفت.. فهل نحن على حق أم أنتم الأحق؟!
* أغيثونا.. ولا تقتلونا.. وربنا يغيث كل مستغيث.. آمين.
* والشكر للصين الشعبية التي دخلت قلوبنا وحياتنا بمنتجاتها الإنقاذية حقيقة.. حتى ولو أن بعضها متعب.. لكنها في العموم ريحتنا.. الله يريح عليهم يا رب، ولولاهم لكنا في (جحر الحمار الداخلي)!.
الكهرباء أهم
أخبار متعلقة