الوضع العام في البلد الآن وما أفرزته تداعيات الأزمة وما حدث من أمور كادت معها البلد أن تنزلق في ما لاتحمد عقباه، والحمدلله بعد تسليم السلطة والمضي في إصلاح أمور كثيرة وما صدر من قرارات جمهورية صارمة قد آتت ثمارها ومازالت تؤتي.
وكما نرى فإن حال البلد بدأ يترتب شيئاً فشئياً، لكن ما يؤسفني كثيراً أن أناساً، وأحزاباً تصطاد في الماء العكر تقوم بنبش الماضي وإثارة النعرات وإشاعة الفوضى.
كل ذلك قد آلمني كثيراً وشبهت حال البلد كما العائلة الكبيرة التي يموت عائلها وولي أمرها فيحدث الانقسام والتناحر وتقسيم الميراث، وخصوصاً إذا كان ولي أمرهم متزوجاً أكثر من واحدة. ما يحدث في البلد يشبه بكثير هذه الحالة، لكن البلد حاله كبير وشعبه كبير يحتاج إلى ترتيب متزن وقسمة عادلة وحلول إلى أمدٍ طويل.
حال البلد يحتاج إلى حوار شامل وقضاء عادل ترفع إليه ملفات الوطن بكاملها وتدرس ويأتي الحاكم وما عنده والمحكوم وما عنده لابد من الحل بما يعانيه البلد بقضاء كبير تُجمع له كل الملفات والقضايا والمظالم وعلى الهيئة العليا للقضاء أن تحكم حكماً ينصف جميع من في الوطن ويخفف ما يعانونه. حتى تفرح القلوب ويستقر الحال وتهدأ النفوس وتسير الأمور إلى بر الأمان، كل ذلك لن يتحقق إلا بتكاتف قوي من كل المخلصين والخيرين والعلماء والوطنيين، أما الشعارات المعادية لبعضنا البعض فإنها تخلق الفتن والتناحر والبغضاء وتؤخر علينا استحقاقات نحن محتاجون إليها كثيراً.
لابد من ترتيب حالنا بسرعة وبقلوب مفتوحة .. كفانا تناحراً وكفانا فقراً وتأخراً وقتلاً واقتتالاً وفتناً وعداوات وتمزقاً. لا أحد يكذب علينا، بترتيب حالنا سوف ننهض ويتحسن حالنا، أما بغير ذلك فلن نجني سوى آلام وسيظل حالنا كما هو ـ لابد .. لابد من الاتفاق على حل كل ما نعانيه، فلنكن العائلة الكبيرة المتحدة حتى بعد ذهاب عائلها.
فـلـنـرتـب حـالـنـا
أخبار متعلقة