جاء الربيع العربي بعد مرور عقدين من الزمن على قيام الثورات التي غزت اوروبا الشرقية ، والتي وقف الغرب داعما فيها بقوة ، ورافعا شعار الحرية والعدالة من اجل تصفية حساباته القديمة مع الاتحاد السوفيتي . فالشعارات التي رفعتها الثورات المخملية والبرتقالية في اوروبا الشرقية من الحرية والعدالة والكرامة وحرية الإنسان والاقتصاد الحر ، كان الهدف منها تقاسم مخلفات وتركات الاتحاد السوفيتي وتفكيك يوغسلافيا الاتحادية ومنع قيام روسيا قوية . فالمشروع الأمريكي الغربي في شرق اوروبا قام على جزءين الأول : إضعاف روسيا من الداخل ، ودعم خصخصة روسيا وتفكيكها بالشعارات ذاتها : « الاقتصاد الحر، الانفتاح، الحرية ،الديمقراطية » ، وتم تفكيك روسيا من الداخل ويوغسلافيا من الخارج بواسطة قوات حلف الاطلسي ودعم عصابات المافيا والسلاح وسيطرة رجال المال اليهود على الاقتصاد الروسي ومنطقة البلقان وشركات النفط والإعلام والسلاح .
والمرحلة الثانية من المشروع الروسي احتلال بقايا روسيا والبلدان المستقلة حديثا من الفلك الروسي ولم يجد الغرب طريقة تمكنه من التربع على هذه الدولة وتحويلها إلى دول فاشلة تتاجر بالشعارات ويموت شعبها بحثا عن لقمة العيش والكرامة والحرية سوى إطلاق الثورات البنفسجية والبرتقالية وثورات الربيع لتصحو الشعوب متأخرة من كبوتها وتدرك ان ما قيل مجرد شعارات يريد بها الغرب الرأسمالي السيطرة الاقتصادية والسياسية على هذه الشعوب وخصخصة شركاتها ، ورهن اقتصادها للبنك الدولي والقروض الدولية.
وبعد ان حقق الغرب مشروعه وأنشأ وصايات وأنظمة دكتاتورية وهشة في هذه الدول نسي الإعلام والمجتمع الدولي والغرب الحرية والكرامة والإنسان والديمقراطية وغيرها من الشعارات التي يرددها الآن الإعلام العربي مخدرا ومدغدغا مشاعر الشباب والبسطاء والمحرومين .
الربيع العربي كلمة غريبة لا يعرفها العرب إلا من خلال الوصف وقراءة الكتب ، فالبيئة العربية بيئة قاحلة لا تعرف التوسط سواء كان في الأزمنة والأماكن أو المواقف والآراء الاجتماعية والسياسية. فالأمة العربية تجمدت وتكدست وأغلقت كل باب يؤدي بها التطور وأغرقت في الماضي واجتراره في كل أمور حياتها .
أقبل الربيع العربي إلى الأمة العربية واستغل جو الفتور والجمود وتربع حكام تحت شعارات ثورية وعنترية وخطابية وضبابية ، وكان المشهد الاجتماعي اشد سوءاًً شباب ترك فريسة للإهمال والجهل وجعل فريسة للاصطياد من قبل تجار البشر والمتاجرين بدماء الشباب تحت مسميات إسلامية . كل هذا الفراغ الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي ساهم الغرب نفسه في صناعته، ودعم الحكام وكان يوفر لهم الغطاء وما زال حتى الآن يوفر الغطاء والتغطية لكثير من الدول المتخلفة والقمعية في المنطقة تماشيا مع مصالحه . في هذا الجو الذي يسوده الظلم والقهر كان الشباب مثل الغريق يتشبث بقشة ، فما ان جاءت الشعارات الغربية المدعومة من آلة إعلامية ضخمة وموجهة حتى انفجر الشباب وانطلقوا نحو الساحات وغلبت العاطفة على العقل والانفعال على المنطق ، وظن الشباب المحبطون بأنهم تحرروا من القيود وبأنهم سيحكمون وسيؤسسون الدولة المدنية الحديثة . وعملت وسائل الإعلام على ربطهم بالماضي وجرهم إلى مربع الصراعات وتصفية الحسابات باسم الشرعية الثورية ، وما ان فاق الشباب حتى وجدوا قوى شمولية ظلامية هي من تتصدر المشهد السياسي وتتقاسم السلطة والمناصب وهم منتصبون في الساحات والميادين يصيحون ويهتفون للحرية المنشودة التي فقدوها للأبد هذه المرة .
الربيع العربي الذي ينادي بشعارات فضفاضة وكبيرة ومتناقضة في كثير من الأحيان مثل « الشعب يريد إسقاط النظام ، الشعب يريد الحرية ، الشعب يريد المحاكمات الثورية الميدانية» .. هذه الشعارات الثورية جاءت بحركات اسلاموية أصولية أيديولوجية شمولية إلى الحكم . وهذا من تناقضات الربيع العربي شعارات ثورية تحت قيادة شمولية ليكتشف العالم والشباب فيما بعد أن هناك صفقات واتفاقات تمت بين الغرب وهذه الحركات . جماعات إسلامية سلفية واخوانية وجهادية تخلت عن شعاراتها ومنهجها التي حاربت الناس وزايدت بها لتناصر الغرب وتدعوه للتدخل لقتل الشعب واحتلال بلدانها وأوطانها بشرط ان يوليهم الحكم بل لم يقف الأمر عند ذلك ، بل جعلوا يدعون للغرب والناتو بالنصرة والفوز لكي يحكموا ويمارسوا شهوة التفرد والتسلط على الناس باسم الدين .
انطلق الربيع العربي في اليمن بالشعارات نفسها وبالخطابات ذاتها وتصدر ساحة السبعين ما يسمى بالعلماء والخطباء وتبنوا خطابا يناقض خطابهم السابق فصار الخطاب الجديد : الثورات من الإسلام وقال قائلهم : « أعطيكم براءة اختراع للثورات العربية « لأنه متعود على الادعاء، وصارت الفوضى واحتلال المرافق والزحف الثوري إلى غرف النوم جهادا عند خطباء الساحات ومتبعي الجماعات ، وتبارى الخطباء في بيان محاسن التدخل الغربي وذكر شمائل الغرب في دعم الحرية والديمقراطية التي كانت كفرا وخروجا على الدين واحتكاما لغير شرع الله قبل الربيع العربي . وتأسست ثقافة السب والشتم واللعن والفسق وترسخت في الخطاب الثوري ونسي مشايخ الثورة أن الدين الأخلاق « إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، تغيرت لهجة الخطاب ومفهوم الدين والنهج السلفي وتم تحريف الآيات ولي أعناق النصوص لتواكب المرحلة الثورية، فانتشرت البشارات كما قال خطيب ساحة التغيير بالجامعة: « أبشركم بان الله قد اهلك الرئيس كما اهلك فرعون « وانتشرت الأفراح والزغاريد والألعاب النارية وتم مباركة القتل والغدر في مسجد في صلاة جمعة في شهر محرم . تناسى (علماء) السياسة نصوص السمع والطاعة وولي الأمر وتكاثرت الفتاوى بضرورة الخروج إلى الساحات حتى قال بعضهم : « من لم يخرج إلى الساحة ليس برجل ولينظر إلى دينه « . انقسم ما يسمون أنفسهم (العلماء) وتبنى (علماء) الساحات مبدأ من ليس معنا فهو ضدنا .. من حمل السلاح وقتل فهو قتل ثوري .. وإذا حمل السلاح الآخرون فهو إرهاب وقمع لحرية الشعوب.. صار الزحف نحو مرافق الدولة وتعطيلها وإغلاق مظاهر الحياة جهاداً مقدساً .. وبالأمس كان الخروج عن ولي الأمر جريمة عقوبتها تقطيع الأيادي والأرجل لأنها حرابة على المسلمين.
هكذا تم التلاعب بالدين والنصوص الشرعية وانتقل الخطاب الديني والسلفي مئة وثمانين درجة ، وفي لحظات تخلت هذه الجماعات والمجموعات عن ارث كبير وقديم رفعت فيه هذه الجماعات خطابات متشددة ومتطرفة أحيانا وتفرقت هذه الجماعات واشتدت الحروب المذهبية والفقهية التي امتدت إلى الصراع والاحتراب فيما بينها ، وجرت هذه المجموعات الاسلاموية المجتمع إلى صراعات ومناهج لا تخدم المجتمع ولا تعبر عنه وتبنت كثيراً من القيم والخطابات والمفاهيم وقاتلت من اجل فرضها على المجتمع بقوة الدين أو بقوة السلاح . ودخلت الأمة في صراع ديني ومذهبي تبنته هذه الجماعات وصدرته إلى دول وأماكن كثيرة، تجلى ذلك في أحداث سبتمبر ومن ذلك الحين والأمة الإسلامية والعربية تدفع ثمن هذا الخطاب وتتجرع مرارة المشاريع المغامرة وفرض على الأمة تحمل القتل والقهر والعنف والحرمان واحتلت دول وسقطت دول أخرى بسبب هذا الخطاب والمنهج . وفجأة ودون مقدمات تغير هذا الخطاب وصار خطابا ثوريا وهدم كل ما بناه وفرضه على الناس، وصار الدين لعبة سياسية تتقاسم اوزارها جمعيات وهيئات تتحدث باسم الدين وتدعي النزاهة والاستقلالية والاحتكام للشرع الذي نقضته ونقضت نصوصه في كل متغير ومرحلة سياسية.
من يقرا ويتابع ما سمي ببيان هيئة (علماء) اليمن الذي قدم للرئيس عبد ربه منصور هادي سيجد فيه نقضاً لكل ما أصدرته هذه الهيئة ، وكل المواقف التي تبنتها ، وكأن الهيئة وبيان من يسمون أنفسهم (العلماء) يناقض نفسه ويعود للمربع الأول والى الخطاب الأول السلفي المتشدد الذي زايد به وفرضه على الناس وجر الكوارث والتخلف على المجتمع ، ونلحظ في هذا البيان النقاط الآتية :
• البيان لا يعترف لا بدولة ولا دستور ولا قانون وكأن ما تسمى هيئة (العلماء) هي من تقرر وتفتي وتعطي وتمنع وتمارس الوصاية على الدولة والمجتمع متجاوزة الدستور والقانون والانتخابات .. والسؤال المنطقي من أعطاهم هذه الصلاحيات ، وهل هم أهل لتلك الكلمات والعبارات والوصاية الدينية على الدولة والمجتمع ؟ بل أنهم كانوا طرفا فاعلا في كل الصراعات التي مرت بها البلاد وحرضوا عليها . لذلك يجب محاكمة كل من استغل الدين وتسبب في تفريق المجتمع وتحزبه وتشرذمه .
• البيان خلط الأوراق وحول الصراع في اليمن من صراع سياسي يهدف إلى إقامة دولة مدنية حديثة إلى صراع ديني وما دام من يسمون أنفسهم (العلماء) يقولون بان هذا هو الشرع ، فلماذا نتحاور ؟ ! . فالبيان دعوة خطيرة لتحويل الصراع في اليمن من صراع سياسي إلى صراع ديني .. فالشعارات التي يطرحها الحراك الجنوبي مثلا من فك الارتباط واستعادة الدولة واستفتاء الجنوب وتقرير المصير . ينظر له العالم بأنه صراع سياسي مبرر في عالم السياسة وان هذه المصطلحات والمطالب مطالب سياسية يجوز النقاش فيها . ولذلك أكد الرئيس هادي بأنه لا يوجد خط احمر أو سقف محدد للحوار فكل القضايا مطروحة . وإذا تدخل من يسمون أنفسهم (العلماء) ورأوا ان الوحدة مقدسة وهي من الدين ، فأي شخص يخرج عليها يحل دمه ويجوز قتله ، وفي هذا إعادة لأخطاء حرب صيف 94م التي قامت على فتاوى الزنداني والديلمي و(الإصلاح) ، وأعطت الحرب ملامح حرب دينية يجوز فيها القتل والتصفية والفيد والنهب .
• جاء في البيان «إن الخروج على الحكام محرم شرعا سواء كان بالقول أو بالفعل بنص القرآن والسنة المطهرة والإجماع قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) » . ان الخروج على الحاكم بالقول أو الفعل لايجوز، في هذه العبارة غموض وقتل لمعنى التغيير والنقاش والحوار . فهذه العبارة تكرس الدكتاتورية ، وتشجع على تكفير ورفض من يتحدث وينتقد الحاكم ، فهو في نظر البيان خارج عن الجماعة . والخروج عن جماعة المسلمين يوجب القتل حدا بالكفر والردة ، والأمر الآخر أن هذا الخروج كان مطلوبا وكان شرعا ورفع كثير من الموقعين على الذي رفض الخروج إلى الساحات بأنهم القاعدون عن نصرة الحق والدين. فأي تناقض هذا ؟! وأي لعب على الإسلام ونصوصه السمحة؟!
• جاء في البيان حرمة سفك الدماء وإزهاق الأرواح والتسبب في ذلك . قال تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) . أين من يسمون أنفسهم (العلماء) الأفاضل من فتوى طارق السويدان والقرني الذي يطالب الشعب اليمني بالخروج ، واحتلال المرافق ، وطرد ولي الأمر من بيته بالقوة . هل نسي بعض الموقعين على البيان خطبهم النارية المؤيدة والتي ترى أن الخروج والتظاهر والفوضى جهاد وأعمال يقرها الشرع. فما زالت صورهم وخطبهم موجودة وتردد في قناة (سهيل). فهل هم مقتنعون بما قالوه أم هي المداراة والتقية والسير مع متغيرات المرحلة .
• ومن فقرات البيان « حرمة الاعتداء على المعسكرات والجنود الذين يقومون بواجب حفظ الأمن والنظام في البلاد » . كان المشهد الماضي: جنوداً مناصرين للثورة لا يجوز التعرض لهم . وجنوداً مع النظام ويقومون بحماية الحاكم فيجوز تصفيتهم والتحريض عليهم . لماذا لم يطالب من يسمون أنفسهم (العلماء) الأفاضل بمحاكمة كل من حرض أو أراق دم جندي بريء ، وكم من الحوادث التي جرت لم يدنها ولم يرفضها هؤلاء (العلماء) بل البعض اعتبرها جهادا مشروعا وعملا متقبلا مرضيا. أم سيقال ان الإسلام يجب ما قبله ، ويتم تحريف حديث رسول الله ، وستعطى الحصانة الدينية للذين حرضوا الشباب والثوار على المؤسسة الأمنية والعسكرية وأفرادها . والسؤال من سيعطيهم الحصانة أمام سؤال رب العالمين ؟! .
• ومن نصوص البيان : «حرمة التعدي على المنشآت الخدمية والممتلكات العامة والخاصة» بينما كان أكثر من يسمون أنفسهم (العلماء) الموقعين يخطبون ويطالبون الشباب بالزحف المقدس على مرافق الدولة واحتلالها وفرض شرعية الثورة . وتمت عدة عمليات احتلال لمرافق الدولة وتم فيها الاشتباك بين حراسة هذه المرافق والشباب وأريقت كثير من الدماء . وفي المكلا عندنا دعا المجلس الثوري إلى الزحف لاحتلال ديوان المحافظة ولولا حكمة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية لحصلت مجازر وسقطت أنفس بريئة بسبب التحريض والاستغلال الديني في الصراع السياسي .
• جاء في البيان : « حرمة التعدي على المساجد وتدنيس قدسيتها بالتمترس فيها وإثارة الفتن فيها « . نطالب من يسمون أنفسهم (العلماء) ومنهم من وقعوا على هذا البيان ان يطبقوا ما يقولون وان يلتزموا بفتواهم من منع جر المساجد والمنابر للصراع والفتن وإبعادها عن الفتن والتركيز على ما يجمع الدين من التسامح وبث ثقافة الرحمة . فقد كانت شرارة الثورة والتحريض المنابر والمساجد وحتى بعد الفتوى وخاصة عندنا في حضرموت ما زالت المساجد تستعمل للدعاية الثورية والحزبية وتحريض المسلمين والدعوة للجهاد .
• وفيه : « حرمة الاعتداء على حق التعليم وإغلاق المدارس والجامعات أمام طلاب العلم» رغم أن الثورة رفعت شعار: «لا تدريس ولا تعليم حتى يسقط الرئيس » وكان يطلق في الساحات والميادين بمباركة الموقعين أو بعضهم . كيف يكون الشيء حلالاً وحراماً في الوقت ذاته .
• وفيه : « المظاهرات والاعتصامات الحالية في الطرقات العامة والأحياء السكنية وما يحدث فيها محرمة شرعا وقانونا لما يترتب عليها من مفاسد كسفك الدماء والتعدي على الأمن وقطع للطرقات وإقلاق للسكينة العامة ولما تحمل من شعارات مخالفة للشرع » . تم احتلال شوارع و نصف المحافظات واغتصبت أراض وعطلت مصالح المواطنين لأكثر من سنة وتم ترويع الأطفال بالأنشطة الثورية وإطلاق الرصاص والروائح الثورية دون ان نسمع أي كلمة أو نقد أو فتوى ترفض هذا السلوك رغم مطالب سكان هذه الأحياء الذين خرجوا في مظاهرات سلمية رافضة لاحتلال شوارعهم وبيوتهم.
• جاء في البيان : «حرمة الاستجابة للدعوات والمخططات المغرضة الداخلية والخارجية الداعية لتفريق الأمة وتمزيق الوطن». سميت بعض الجمع في الربيع العربي وفي اليمن جمعة التدخل الأجنبي ورفعت صورة لرؤساء وزعماء أجانب وعرب من قبل الثوار الذين كانوا أمام أعين وإسماع هؤلاء الموقعين أو جلهم . بالأمس العمالة جائزة لأنها ثورية وتحولت أموال وأرصدة لبعض الشخصيات، واليوم هي محرمة شرعا لأنها تفرق الأمة وتمزق الوطن .
• ومن نقاط البيان : « حرمة تضليل الشباب وتعبئتهم والزج بهم في أعمال العنف وما يحصل اليوم لا يعد جهادا بأي وجه من الوجوه « . أمر جيد ومقبول . والسؤال من حرض الشباب وفرقهم وزج بهم في أعمال العنف وما عقوبته في الشرع ؟ وهل يجب ان يحاكم ويحاسب . أم ان البعض مغفور لهم كل ما يقولون ويفعلون ويحرضون؟ ! .
• في البيان : « حرمة الاعتداء على الأعراض والاستهانة بها من خلال السب والقذف والتشكيك في النوايا والمقاصد والتهديدات والتصوير المسيء » . نذكر بالشعارات والألفاظ التي كانت تطلق يوم الجمعة ويرددها المصلون : المحروق ، القاتل ، الكافر، الظالم و..فهل هذه الألفاظ تصدر من مسلمين أو عقلاء ! .
• جاء في البيان : « يوصي (علماء) اليمن بالاهتمام بالنازحين في محافظتي صعدة وأبين والعمل على رفع معاناتهم والعناية بهم « . على مدار سنة من الصراع في أبين لم نسمع فتوى واضحة وصريحة تدين من يقوم بالقتل ولم ترفع أي فتاوى بمساعدة أبين . بل كانت الدعوات والخطب تطالب بالتبرع للمجاهدين في سوريا وليبيا ؟! .
• وفي البيان : « يؤكد (علماء) اليمن على أهمية قيام الجهات الأمنية بمسئولياتهم وخاصة في حماية المقرات والمنشآت الحكومية والمدنية والأسواق التجارية وتقديم الصائل للقضاء ويعد عملهم على استتباب الأمن جهادا في سبيل الله « . وإذا كان هذا الصائل من الموقعين في البيان كيف العمل؟ في البيان قيام رجل الأمن بمهامهم جهاد وبالأمس كان مناصرة للظالم وبعض الجماعات حكمت بكفرهم وطبقت القتل فيهم باسم الشرع ؟ . ما الذي يضمن إلا يكون بالغد هذا العمل ليس جهادا ! .
• وفيه : « يدعو (علماء) اليمن جميع الأطراف إلى الاحتكام للعقل والجنوح للسلم والجلوس على طاولة الحوار للخروج بحلول مرضية « . الدعوة تأخرت سنة وستة أشهر .
• وفيه : « دعوة من أفتى بجواز الخروج على ولي الأمر إلى تقوى الله ومراجعة أنفسهم ومراقبة الله في السر والعلن والالتقاء (بالعلماء) والتحاور معهم على محكم كتاب الله وسنة رسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم « . فإذا أصر من أفتى على فتواه واعتبره جهاداً. ما حكمه هل صائل أم كافر ؟! .
• جاء في البيان : « يحث (العلماء) جميع أبناء الشعب على الالتزام بالبيعة المنعقدة في ذمتهم والوفاء بها عملا بقول الله تعالى (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً) » من يسمون أنفسهم العلماء يتحدثون وكأن اليمن إمارة إسلامية تقوم على البيعة .
• وفيه : « يدعو (علماء) اليمن الخارجين عن الجماعة من عسكريين ومدنيين بالرجوع إلى وحدة الصف ولم الشمل والوفاء بالعهد والقسم » . كلام غير واضح والكل يدعي انه هو الشرعية وعلى الحق.
• جاء في البيان : يحث (علماء) اليمن الجميع بأخذ العبرة من الدول التي اتبعت نهج الثورات والانقلاب المسلح وما تعانيه من اضطرابات أمنية واقتصادية » . هذا الكلام يمثل انقلابا على منهج كثير من الموقعين على البيان . فإذا كانوا خاطئين نطالب بمحاسبة من جر اليمن إلى مستنقع العنف والصراع.
• وفيه : « يدعو (علماء) اليمن الدولة للعمل على حل قضايا إخواننا المواطنين في المحافظات الجنوبية « . إذا كنتم ترون الانفصال كفرأً ، فأي معنى للإخوة في الجنوب . والبعض كفر الجنوبيين وهم من الموقعين على البيان .
• وفي البيان : « يدعو (علماء) اليمن الإعلام المرئي والمسموع والمقروء إلى التزام الحياد وتجنب المهاترات والبعد عن إثارة النعرات الحزبية والمناطقية». هذا أمر سهل ابدؤوا بما قلتموه في وسائل إعلامكم ، والأمر الآخر على (الإصلاح) أن يبدأ بتطبيق ما يدعو له . أم ان ما قيل كلام قد يغير بعد دقائق وفق المصلحة ! .
• وفي البيان : «يوصي (علماء) اليمن وزارة التربية والتعليم العالي بكل أنواعه بالقيام بواجبهم الوظيفي وعدم الزج بالشباب والأطفال في المهاترات الحزبية والسياسية وإضافة مادة علمية للمنهج الدراسي تحث على حب الله ورسوله وحب الوطن وحقوق ولي الأمر وفقا للشريعة الإسلامية « إذا كان لديكم دليل فقدموه ولنخرج إلى الساحات نطالب بمحاكمة وزير التربية .
• وفي البيان : «يطالب العلماء بسرعة كشف حقيقة الاعتداء على جامع دار الرئاسة وسرعة تقديم الجناة للعدالة »الفتوى ناقصة ونطالب بمحاكمة من بشر المصلين بالحادثة واحتفل بها وأشاد بها واعتبرها عملاً بطولياً مشروعاً وتقديمه للقضاء.
• جاء في البيان : « يدعو (علماء) اليمن إلى تشكيل لجنة من العلماء من جميع الأطراف للحوار والتفاهم والخروج بحل مرض للجميع » هذا صحيح إذا كان الخلاف دينياً إما إذا كان سياسيا فلا معنى لكم . والأمر الآخر أن من يسمون أنفسهم (العلماء) طرف في كل هذا الصراع هم وأحزابهم وقبائلهم. فكيف يكونون في الحوار . وهل يوجد مستند قانوني لهذا الطلب بان من يسمون أنفسهم (العلماء) يبحثون عن الحوار كما نصت اتفاقية الخليج وآليتها التنفيذية.
• وآخر نقاط البيان الميمون : « من خلال إطلاع علماء اليمن على كلام أئمة أهل العلم من السلف والخلف تبين لهم أن الخروج بالسلاح على ولي الأمر يعد من أعلى درجات الخروج ويدعون من خرج بالسلاح إلى الحوار والكف عن الاستمرار في قتال القوات المسلحة والأمن وإخافة الآمنين عملا بقوله تعالى(إنما المؤمنون إخوة) فإن كفوا وإلا فحكمهم حكم البغاة» . سبحان الله مغير القلوب . المؤمنون إخوة . وبالأمس لم يكونوا إخوة ولم يكونوا مؤمنين وإنما كانوا بقايا وأزلاماً وزمراً وشرذمة .
قراءة تحليلية في بيان ما يسمى بهيئة (علماء) اليمن!!
أخبار متعلقة