يصادف يوم الخامس عشر من آيار/ مايو الجاري حلول ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، عندما قررت الحكومة البريطانية سحب قواتها من فلسطين والتخلي عن سيطرتها عليها وتسليم مسئولية الإنتداب إلى الأمم المتحدة وهي مكائد دبلوماسية اتبعتها بريطانيا، لم تكن بمستطاع الفلسطينيين والدول العربية مواجهتها، وفي 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 صدر القرار رقم (181) الذي قسم فلسطين إلى دولة عربية وأخرى يهودية وفق خطة رسمتها الحركة الصهيونية ووافقت عليها الولايات المتحدة الأمريكية.
كان البريطانيون قد حددوا يوم 3 تموز/ يوليو 1948 موعداً لانسحابهم النهائي من فلسطين وأخبروا الصهاينة سراً بذلك ولكنهم انسحبوا في آيار/ مايو 1948 وتركوا الفلسطينيين في حالة فوضى وتحت رحمة الصهاينة.
في الرابع عشر من آيار/ 1948 أعلن الصهاينة قيام دولة إسرائيل، وما إن مضت بضع دقائق على هذا الإعلان حتى بادرت الولايات المتحدة للاعتراف بإسرائيل.
قامت دولة إسرائيل وعلى مساحة أكبر من المساحة التي حددها قرار التقسيم، ولم يعلن عن قيام دولة فلسطينية والأكثر من ذلك أن الجامعة العربية آنذاك رفضت قيام دولة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، وأصبح مئات الآلاف من الفلسطينيين لاجئين مشردين في الأقطار العربية المجاورة وغيرها حتى يومنا هذا، والشيء العجيب الغريب أننا نلهث اليوم وراء دولة الكيان الصهيوني ليعترفوا لنا بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ما رفضه العرب قبل (64) سنة نطالب أن تعترف به إسرائيل اليوم!!!
أربعة وستون عاماً من التشرد، أربعة وستون عاماً من الجراح والألام والعذابات التي ألمت بالشعب الفلسطيني، أربعة وستون عاماً من التضحيات الجسام وتقديم الشهداء وعشرات الآلاف من المعتقلين وسجون الاحتلال، ونعود لنقبل بدولة على الضفة الغربية وغزة.
وعندما قبلنا بها اليوم يرفضها الكيان الصهيوني، وكل الحكومات الصهيونية المتعاقبة ترفض إقامة دولة فلسطينية على حدود حزيران 1967، رغم كل الإتفاقات التي وقعها العرب والفلسطينيون، ورغم كل التنازلات، ورغم كل القرارات الصادرة من مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة.
اليوم ونحن نعيش هذه الذكرى الأليمة نجد أن القضية الفلسطينية لم تعد قضية العرب الأولى، ولم تعد تحتل الصورة في لقاءات الزعماء العرب، ولم تعد... ولم تعد...، وبات الكل مهموماً بمشاكله الداخلية القطرية، وحتى زعماء فلسطين لم يتمكنوا من إنجاز الحد الأدنى، المطلوب منهم اليوم المصالحة الوطنية الفلسطينية، وأصبح حالنا هو حال الوضع العربي الراهن والمستفيد الوحيد هو الكيان الصهيوني.
الذكرى الـ (64) لنكبة الشعب الفلسطيني
أخبار متعلقة