سطور
مازن توفيق تزخر بلادنا بتراث شعبي وفلكلوري غني متعدد الأشكال وعلى الرغم من التحولات الحديثة في المجتمع اليمني ، الا أن الموروث الشعبي ظل محافظاً على طابعه على مر العصور فمنه الموروث الشفاهي والحكايات والأشعار والأساطير والأمثال ومن الفنون الحركية الرقص الشعبي. وهذا الشكل من أهم أشكال الموروث الفلكلوري وهو يحظى باهتمام المجتمعات ومؤسسات المجتمع المختلفة وكان لنا نصيب من الاهتمام بالرقص الشعبي والفلكلوري في بلادنا ففي أوائل السبعينات تأسست فرق عديدة للرقص الشعبي في شطري الوطن آنذاك كما تأسست فرق عديدة في مختلف المحافظات اليمنية واهتمت الدولة ممثلة بوزارة الثقافة بهذا المجال فقامت بتأهيل الكوادر المتخصصة كما لعبت الفرق الوطنية دوراً مهماً في التعريف بالموروث الشعبي محلياً وخارجياً وكانت لهذه المشاركات الخارجية أهميتها في إبراز موروثنا الفني والفلكلوري وتألقت هذه الفرق الوطنية وحققت مراكز متقدمة في الكثير من المهرجانات العربية والعالمية. غير أن ذلك الاهتمام يتناقص شيئاً فشيئاً منذ أواخر الثمانينات حتى انقرض نهائياً حيث لم يبق من تلك الفرق سوى هياكلها إذ أصبحت تعاني من عدم الاهتمام والرعاية من قبل الدولة وفي رأيي أن من الأسباب التي أدت إلى انقراض الرقص الشعبي اختفاء العنصر النسائي وكذلك عدم وجود معاهد تقوم بتأهيل الكوادر المتخصصة في هذا المجال، كما أن عدم إتاحة الفرص الكافية لهذه الفرق في المشاركات الخارجية التي تقوم بإبراز موروثنا الفني والفولكلوري يعد سبباً من أسباب تدمير المواهب الفنية الراقصة وتركها العمل في هذا المجال، ومن خلال موضوعي هذا أناشد الجهات المعنية ممثلة بوزارة (الثقافة) أن تهتم بهذا الموروث الشعبي والفلوكلوري وتقدم له ما تستطيع من رعاية واهتمام.