أريد التحدث عن تدهور مستوى الطب ومعظم الأطباء في اليمن، فعدد كبير من هؤلاء ليسوا في حقيقة الأمر أطباء، بل صناع عاهات وقتلة، مات الضمير في داخلهم وانعدمت الإنسانية لديهم صار كل همهم الحصول على المال بأي سبيل ضاربين باليمين الطبية عرض الحائط.جدتي الفاضلة رحمها الله شهيدة الإهمال والنصب، في أحد المستشفيات اليمنية حلت قبل أيام الذكرى الأولى لاستشهادها بسبب ورم ضعيف جدا في قدمها اليسرى التي كشفت التحاليل والأشعة أنها جلطة بسيطة وبدلا من إعطائها الدواء الصحيح أعطوها جرعة زائدة عن الحد المقرر لتسييل الدم بشكل ملائم، وكانت النفقات باهظة، إذ بلغ إيجار الغرفة مع التكاليف الأخرى (50 ألف ريال) يوميا، ولكن فوجئنا وبدلا من أن تتحسن حالتها فإن الورم تفاقم بشكل شديد ومتواصل كما أدت الزيادة في الجرعة المسيلة للدم إلى حدوث نزيف داخلي خطير في أعضائها الداخلية. وبالذات الأمعاء ما أدى إلى موتها متأثرة بذلك النـزيف الناتج عن الإهمال والخطأ الطبي فكأننا بذهابنا إلى المستشفى قد أعطيناهم الفرصة لقتلها وليس لعلاجها، وزيادة على ذلك كان علينا أن ندفع مئات الآلاف من الريالات ثمن هذه الجريمة تحت اسم نفقات الإقامة والعلاج.لقد أدى النـزيف الخطير إلى عجزها عن تناول أي طعام أو شراب! وحينها تساءلت وأنا أشاهدها تقع ضحية الإهمال والعلاج الخاطئ.أين قسم (أبو أقراط) وأين الضمير الإنساني؟! وأين سلوك ملائكة الرحمة؟!إن ما يجري في المستشفيات العامة والخاصة في اليمن يدفع إلى التساؤل:أين أسس العلاج الصحيح وأين الرقابة على الأطباء في المستشفيات وأين الإجراءات اللازمة لإخضاعهم للقانون؟ وأين الديانة والضمائر؟إن جريمة القتل هذه لم تقع ضحية جدتي فقط، بل هناك جرائم ترتكب باستمرار ضد المواطنين اليمنيين من قبل المستشفيات العامة والخاصة والعيادات والأطباء والعاملين فيها، بل يمكن القول بأننا في بلد أصبحت فيها المستشفيات كالمسالخ ووسيلة لاستنـزاف المواطن وابتزازه ووكالة للمتاجرة بأجساد البشر وأعضائهم ثم قتلهم في نهاية المطاف بالتشخيص الباطل والعلاج الخاطئ والمواعيد الكاذبة.أعود الآن لإكمال ما بدأت الحديث عنه وهو (قتل جدتي) كانت رحمها الله قد تم وضعها لمدة أربعة أيام متواصلة في شهر رمضان المبارك وبالرغم أن الحالة البسيطة يتم علاجها بسهولة في الدول المتقدمة والمستشفيات التي تلتزم بأسس العلاج الصحيح ولقد كانت من معالم الإهمال أيضاً أن الدكتور المختص لم يعاين المريضة بشكل سليم ولم يشرف على علاجها (جدتي) وإنما أوكل هذه المهمة الخطيرة إلى ممرضة هندية وكان يلقي تعليماته عبر الهاتف من منـزله!! دون فحص سريري للمريضة ومن غير الحالة المرضية الحقيقية و لم يطرأ أي تحسن على حالتها وإنما كانت تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.تلك مأساة جدتي وهي واحدة من آلاف المآسي التي تحدث في المستشفيات الخاصة باليمن إننا أناسا نحترم القانون ونلجأ إليه ولم نفعل ما فعله أقرباء أحد المرضى الذي قام بطعن الدكتور بسبب موت أبيه. فأين السلطة؟ أين الدولة التي تنتشل الناس من براثن القتل باسم الطب نتيجة التشخيص أو العلاج الخاطئ والإهمال وعدم الكفاءة المصحوبة بالجشع والجهل؟.صحيح أن أخطاء الأطباء موجودة في عدد من دول العالم لكنها ليست بهذه الخطورة والكثافة ولا بالشكل الفادح كالذي يحدث في اليمن ويدفع بمئات الآلاف من المرضى القادرين على السفر إلى الخارج للعلاج .لقد أصبحت هناك حالة من العداء والتحدي بين المجتمع بشكل عام وبين الأطباء، بل إن هناك شبه ثورة من الناس على هذه الجرائم الطبية خاصة وبالذات في المستشفيات الخاصة التي لا تكتفي بذهاب أموال المريض واستغلال أهله وذويه وإنما تضيف إلى ذلك قتله.
عن الطب والأطباء في اليمن
أخبار متعلقة