( 14 اكتوبر ) ترصد وجهة نظر الشباب إزا الارهاب ماضيا وحاضرا ومستقبلا
رصد / مروان صالح الجنزير ( الإرهاب ظاهرة غريبة على الدين الإسلامي والإسلام منه براء ، أن الدين الإسلامي دين تسامح وتعايش بين الشعوب ) كلمات تتردد كلما دخلنا مسجدا وقت صلاة الجمعة وفي كل مساجد اليمن ..الارهاب ، الارهاب ، لكن ماهو الارهاب الذي يهدد حياة المواطن ويعكر فكر شبابنا .في هذا الرصد اراد مجموعة من الشباب والشابات على شبكات التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتويتر ارسال سطورهم لشباب مثلهم يعرفونهم حول حقائق وتاريخ هذه الكلمة التي نالت من امن واستقرار اليمن ارضا وانسانا. عبود سالم الجربي طالب دراسات عليا جامعة صنعاء يتناول الارهاب من منطق علمي قائلا : أن الإرهاب يأخذ أحيانا طابعا رسميا مثل استخدام الولايات المتحدة للأسلحة النووية ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية وما قامت به إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة ، وقد يأخذ شكل تطرف وغلو في الدين كما هو شأن العديد من الجماعات الإرهابية في العالم العربي والإسلامي وما شهدته اليمن مؤخرا من أحداث إرهابية سودت النفس ويظهر ذلك في ماحدث من أعمال قطع رؤوس وتمثيل الجثث على مرأى ومسمع الكاميرات في مشهد يصعب وصفه فقد عبر عدد كبير من الناس عن استيائهم لما وصلت إليه أحداث الإرهاب في بلادنا والذي وصل الئ التمثيل وتحديد السكاكين على أفراد الأمن والجيش ، فمنطق الذبح وقطع الرقاب بات منهجا في كثير من التيارات الإسلامية الجهادية التي تريد تطبيق الشريعة على حد قولها بهذا المنطق الدموي الهمجي . أنيس العوسجي رئيس مؤسسة ( شبك ) لمكافحة الإرهاب يوسع معرفته عن هذا الداء بقوله : الإرهاب ليس له دين ، وليست له جنسية، وهو يصدر من المسلمين ومن غيرهم ، ويصدره العرب ومن سواهم ، والذين صنعوا السلاح أول ما صنعوه وأعدوا آلات الفتك في هذا الزمان لم يكونوا يتوقعون أنها ستكون بأيد مخربة أو مفسدة، فلذلك أتوا بأنواع من الأسلحة هي أسلحة دمار شامل، وهذه إذا وقعت في أيدي من يعتدي بها فإنها ستكون ضررا على الأرض وأهلها ، لأن أصل استعمال هذا النوع من الأسلحة إنما هو للدفاع ، أي للدفاع عن النفس وينبغي أن لا يستعمل أصلا إلا في حالات الضرورة.ما جعل الإرهاب ظاهرة تختص بهذا العصر هو وجود هذه الأسلحة، و قد عرفت كل العصور الماضية معتدين بالسلاح والقوة ، لكن كانت القوة محصورة ، يكون الاعتداء بالسيف .. بالرمح .. أو بالرصاص ، وهذا ما يؤدي لقتل إنسان واحد ، أما اليوم فقد شهد السلاح تطورا هائلا ، ، لكن الساسة الذين بأيديهم أقوى و أعتى سلاح تملكه البشرية، إذ استعملوه ضد البشرية .. ضد الإنسانية .. ضد حياة سكان الأرض حتى البهائم منهم ، فهذا لا شك أنه إرهاب واعتداء، وعلى ذكر البهائم تتعامل القاعدة أو ماتمثل تياراتها في اليمن مصطلح ذبح الشاة والبعير على الإنسان نفسه وماحدث في سيئون لهو ناتج عن الوحشية التي وصلت اليها قلوب منفذي عملية سيئون من جز رؤوس أفراد الأمن في مشهد دموي اقشعرت له الأبدان .نائل سعيد العاقل طالب في كلية الحقوق يستشهد بأعمال عنف جرت في أوروبا في فترات سابقة إذ يقول : ظاهرة الإرهاب ظهرت أول ما ظهرت في أوروبا في الأولوية الحمراء والباسك ، ونحوها من الجيوش كالجيش الجمهوري الايرلندي ، فهذه الحركات قامت بأعمال إرهابية ولو كانت رد فعل ، ولو كانت رد اعتداء ، لكنها تعدت أيضا واعتدت وفجرت ، فجرت أسواقا .. وفجرت محطات قطارات .. واعتدت على الحكومات المعتدية من قبل ، ثم بعد ذلك وصلت هذه الظاهرة إلى المسلمين ، وبدأت الآن تنتشر وتتنامى ، وقامت بعض الأعمال التي تعتبر فتكا وتهديدا لأهل الأرض ، وفيها أذى لهم واعتداء عليهم ، فاليمن وأحداث حضرموت جسدت الواقع الأليم فالدين عندما تموت قلوب معتقديه يصبح هباء يقتل لاتفه الاسباب فما بالك عندما ياتي احدهم وفي يده مضرب حاد او سكين وامامه رجال واطفال ويذبح عبدا من عباد الله لا يعلم ان كان صالحا ام مذنبا فحسابة عند الله فتنفيذ حكم الله على الارض ونفسك هاوية بالمعاصي فانت في ظلام شديد . العلامة المغربي الشيخ الددو من صفحته على الفيس بوك يتحدث عن محتوى شريعتنا الاسلامية الغراء حول مصطلح الارهاب فيقول على صفحته : إذا نظرنا إلى أصول الشريعة الإسلامية وما قبلها من الديانات السماوية نجد أنها تحرم الاعتداء جميعا ، فيوسف عليه السلام قال «مَعَاَذ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونْ» فجعل هذا ظلما ، والرسول صلى الله عليه وسلم لما أتاه عمرو بن أبي أمية الضمري وكان من القراء الذين أرسلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في مهمة سلمية وهي تعليم أهل نجد القرآن، فاعتدى عليهم عامر بن الطفيل فقتلهم وكانوا سبعين من خيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونجا منهم عمرو بن أبي أمية الضمري ورجل آخر معه ، فوجدا رجلين من قبيلة عامر بن الطفيل من بني عامر بن صعصعة فقتلهما عمرو بن أبي أمية الضمري ، فلما جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبرأ من هذا الفعل وقدم ديتهما إلى أهلهما لأنهما لم يشاركا في المعركة ولا رضيا بها.وفي يوم فتح مكة عندما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد لتطهير تلك المنطقة من الأصنام جاء إلى بني جذيمة (وهم بطن من العرب من كنانة) ، فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فقالوا صبأنا فقتل فيهم خالد بن الوليد قتلا ، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد ، هذا خالد بن الوليد سيف الله وسيف رسوله ، ومع ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد. كذلك في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه في وقت الردة ، عندما كانت الحرب بين المسلمين وبين أتباع مسيلمة الكذاب باليمامة ، وقتل فيها خمسمائة من القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قتل بعض الذين أسروا فغضب أبو بكر رضي الله عنه غضبا شديدا وعزل واليه قائد الجيوش خالد بن الوليد بسبب قتل بعض الأسرى ، فالأسرى لا يقتلون في كل الشرائع وبالأخص في الإسلام ، والنبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر أمر بقتل أسيرين هما الحارث بن النضر بن كلدة وعقبة بن أبي معيط ، وسبب ذلك أذاهما لله ورسوله ، وفي النضر نزل قول الله تعالى « وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ» ، فلما قتلهما صبرا جاءه شعر لابنة النضر وهي قتيلة ، تقول فيه:يا راكبًا إن الأثيل مظنة ** من صبح خامسة وأنت موفقأبلغ به ميتًا بأن تحية ** ما إن تزال بها النجائب تخفقمني إليه وعبرة مسفوحة *** جادت بواكفها وأخرى تخنقهل يسمعن النضر إن ناديته *** أم كيف يسمع ميت لا ينطقظلت سيوف بني أبيه تنوشه *** لله أرحام هناك تشققصبرا يقاد إلى المنية متعبا *** رسف المقيد وهو عان موثقأمحمد يا خير صنو كريمة *** في قومها والفحل فحل معرقما كان ضرك لو مننت فربما *** من الفتى وهو المغيظ المحنقأو كنت قابل فدية فلناتينْ *** بأعز ما يغلو لديك وينفقفالنضر أقرب من أسرت قرابة *** وأحقهم إن كان عتق يعتقفقطرت لها دمعتا رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة ، وأوصى أن لا يقتل قرشي بعدها صبرا ، وورد عنه أنه قال لو جاءني شعرها والنضر حي لوهبته لها.ولذلك في الفقه الإسلامي في جميع المذاهب أن العلج الذي لا يفهم له الإنسان لغة ، إذا أشار له مسلم من داخل الأرض الإسلامية أو من الجيش الإسلامي إشارة فهمها العجمي على أن معناها الأمان فدخل بالأمان فهو آمن ولا يحل الاعتداء عليه ، ولو كانت الإشارة على خلاف ما فهم ، وأيضا فإن الكافر من رعايا الدولة الإسلامية أو حتى من ضيوفها المعاهدين إذا أشار إشارة إلى عدو - ولو في حال القتال- من غير المسلمين ففهمها العدو على أنها أمان وظن أن الذي أصدر إليه الأمان من المسلمين فهو آمن ولا يحل للمسلمين الاعتداء عليه ، حتى ولو كان مؤمنه كافرا فهو من رعايا الدولة الإسلامية أو من ضيوفها ، فإن الأمان يسري على المسلمين جميعا ولا يحل التعرض له.هذا الاضطهاد الكبير الذي لم تسلم منه المقدسات، كما نرى في المسجد الأقصى وفي المساجد في فلسطين يؤدي إلى حمية، لأن كل الشعوب لها مقدسات لا بد أن تثأر لها، كل الشعوب أيضا لها عزة نفس لا بد أن تثأر، فكانت هذه الحمية التي وقعت في هذا الزمان من كثير من الشباب الذين ليس لديهم علم بالشريعة، - وهذا في الحالة الإسلامية بالخصوص- ليس لديهم علم بالشريعة يمنعهم من مخالفتها، وقد رأوا الاضطهاد الذي يستعدي منهم أن يثأروا، ووجدوا هذه الأسلحة الفتاكة التي لا يمكن أن تستعمل إلا وحصل إرهاب، فكل هذه العوامل أدت إلى هذا.في بلادنا الإسلامية وفي الحالة الإسلامية انتشار فكر التكفير، فكر تكفير المجتمع وليس تكفير الدولة فقط، في البداية كان تكفير الدولة هو الخطر، ثم صار تكفير العلماء، ثم صار تكفير الشعوب، وفكرة التكفير هذه جهنمية ومن الأفكار الخطرة، لأن الإنسان إذ اعتقد أنك كافر فيقتضي منه ذلك استباحة عرضك ودمك ومالك.ومن أسباب انتشار فكرة التكفير ايضاً بعض الغلو والتطرف في بعض المفاهيم، لأن العالم الإسلامي كانت فيه حرية في العصور الأولى، حرية نقاش وحوار، وأيضا تشجيع على الاجتهاد، فانتشرت المذاهب وكثرت، والإسلام بذاته يشجع على الاجتهاد، لكن كانت هذه مجرد أفكار مضمونة من الحريات المضمونة، لأن الإسلام يضمن حرية التفكير وحرية التعبير، فألف الناس الكتب وحصلت الحوارات بين مجتهدي المذاهب المختلفة، ولم يكن فيها اعتداء.بينما نلاحظ بكل أسى لدى المتأخرين اليوم أن أصحاب هذه المذاهب ينتصرون لمذاهبهم بالقوة، ويريدون أن يفرضوها بالسلاح، فكان هذا نوعا آخر من أنواع الإرهاب، أو سببا آخر من أسباب الإرهاب، وذلك أن التعصب للمذاهب أصبح متدخلا في التصرف، قديما كانوا إذا أراد الإنسان أن ينتصر لمذهبه ألف تأليفا وأقام حجة وناقش وناظر وجادل، أما اليوم فإذا أراد أن ينصر مذهبه يقتل من يخالفه، أو يحاول الاعتداء عليه، وهذا مخالف للسلوك الحضاري، ولذلك أنا الآن عندي سلسلة من المحاضرات عنوانها “السلوك الحضاري”، السلوك الحضاري مع المخالف، السلوك الحضاري حتى مع البهائم، مع سكان الأرض، الآن الكثير من الناس حياته لا يمكن أن تكون حياة يطبعها التعايش السلمي، مع أن الدين جاء من أجل التعايش السلمي بين الناس، كما يمكنك أن تصل إلى حقك وأصل أنا إلى حقي ولو كنا متخالفين، حتى ولو اختلفنا في كل شيء حتى في أصل الدين وفي الاعتقاد فيمكن أن نتعايش، فالله تعالى يقول: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم».كذلك كثير من الناس يظنون أن أي نوع من التعاون داخل في نقض البراء كما ذكرنا، وقد شاع ذلك لدى كثير من الحركات الموجودة اليوم في العالم الإسلامي، سألت بعضهم بم تكفر الحكام المسلمين، فقال بمظاهرتهم للأمريكيين وأعداء الأمة عليها، فهم ساعدوا الأمريكيين في تدمير العراق وأفغانستان، فقلت لو أنهم غزوا العراق وأفغانستان ودمروهما على رؤوس أهلهما هل يكفرون بذلك، قال: لا، قلت كيف إذا يساعدون على أمر فيكفرون، ولو باشروه لما كفروا، فالمباشرة تقطع حكم التسبب، والتسبب لا يقطع حكم المباشرة.إذا فالفهم الدقيق الذي نحتاج إلى ترسيخه، وأرجو أن يفهم من خلال هذا المنبر الإعلامي الناشئ، أن يفهم أن المقصود بالولاء والبراء ما تعلق بالدين، معناه أن الدين الذي يقتنع الإنسان أنه الحق يجب عليه أن يواليه ويوالي أهله ويحبهم وينصرهم، وبعض الدارسين اليوم يرجع بعضها إلى ظاهرة الفقر أيضا والتخلف في الدراسة ونحو ذلك، وهذه قد تكون في بعض الحالات لكن ليست هي كل الحالات، بل إن كثيرا ممن صدرت منهم أعمال إرهابية من المتفوقين في الدراسة وبعضهم من الأغنياء وأبناء الطبقة رفيعة المستوى.ويضيف الددو: المشكلة اليوم هي أن التعليم النظامي في البلدان الإسلامية لم يعد يهتم بترسيخ العقائد والأخلاق والتربية الصحيحة ، فمقررات التربية الإسلامية هي أضعف المقررات دائما، والذين يدرسونها عادة هم أقل الأساتذة مستوى ، وأقلهم أخذا لمهارات التدريس وطرقه ونحو ذلك ، فلذلك تكون عادة هذه المواد مواد غير أساسية ، ولم يعد الناس يدرسون أبناءهم في البيوت القدر الكافي ، مما يؤثر على عقيدتهم وسلوكهم ، فيمكن أن تجد جيلا من الشباب فهمهم للعقيدة مأخوذ من أساتذتهم من الشباب ، من نظرائهم ، وليس لهم أستاذ كبير ولا عالم يأخذون منه.