إعداد/عصام حسين: تم بناء هذا الموقع عام 1913م كما هو مسجل على المبنى لحجز الأشخاص الذين يعانون من أمراض أو أوبئة معدية قد تنتشر وتضر بسكان المدينة (عدن)، وحظيت (أنا ) بزيارة المكان مع فريق إداري وهندسي للنظر في إمكانية إعادة تأهيله وتشغيله لنفس الغرض السابق الذي بني من أجله.وكما فهمت فإن اختيار هذا الموقع بالذات من قبل الإنجليز تم بعد دراسة وافية لكل المواقع المشابهة لاختيار الأنسب، والخبراء الإنجليز فضلوا هذه الجزيرة دوناً عن سواها لأن تيارات الهواء التي تأتي إليها تعود إلى البحر ولا تدخل إلى المدينة وبالتالي لا تسمح بانتقال العدوى وانتشار الأوبئة من المرضى (في الجزيرة-المحجر) إلى السكان (في المدينة) ..اهتموا بكل التفاصيل حتى تلك التي لا تخطر على بالنا ، مثل غرفة الممرضين والمشرفين حيث حرصوا على اختيار موقع سليم يجنبهم التعرّض للعدوى، والمنظر من داخل المبنى رائع جدا يريح المرضى ويخفف من آلامهم.وتم نحت الصخور لعمل السلالم الموصلة للمبنى الذي بني أساساً من مادّة الخشب والتهوية فيه ممتازة بسبب النوافذ الضخمة الموجود بكل الاتجاهات كذلك هناك شبكة تصريف صحي مبتكرة تعتمد على قنوات صخرية بينها حفر ترشيح متعددة تعمل على فلترة (تنقية) مياه المجاري كي تصل إلى البحر وهي شبه نظيفة لمنع تلوث البحر ! أيضا توجد خزانات منحوتة في الصخر لحفظ مياه الشرب ،لاتوجد كهرباء كما أن الوصول إلى هناك يتطلّب توفّر قارب بحالة جيدة وحجم متوسط .بعض الجهات السيادية في الدولة (قبل سنوات) رفضت فكرة إعادة تشغيل المبنى لأسباب أمنية!!.علما أن أحد العسكريين المتنفذين وكان مديرا للأمن بعدن - قبل سنوات- قد حاول الاستيلاء على الجزيرة والبناء فيها لكنه لم يوفق لأسباب لا نعلمها .فهل يمكن إعادة النظر في هذا الموقع من الناحية السياحية واستغلاله لصالح المدينة.