تشهد البلاد العربية حراكاً سياسياً مطرداً منذ قيام ما سمي بثورات الربيع العربي، وسمي الحراك السياسي في بلادنا بثورة الشباب التي اجتاحت الوطن وأحدثت تغييراً فعلياً أدى إلى الإطاحة بالنظام السابق الذي أكل القائمون عليه الأخضر واليابس وأوصلوا الوطن إلى زاوية الجمود والانهيار.وراحت تتجاذب الوطن منذ ذلك التاريخ قوى اجتماعية وسياسية واتجاهات ورؤى وأفكار متباينة، وصار الوطن كالجدار الذي يريد أن ينقض بسبب ذلك الشد والجذب والضربات التي تفعل فعل التدمير أكثر من فعل الإصلاح والتغيير نحو الأفضل.فالوطن كاد أن يتمزق والجدار أراد أن ينقض وتتهاوى أحجاره ولبناته بفعل شدة تلك التجاذبات والصراعات التي يريد كل ركن فيها أن يحتويه وأن يسيطر عليه، وأصبح الوطن مثل سفينة تتلاطمها الأمواج وتذهب بها الأعاصير والأنواء نحو المجهول حتى وصلت الأمور نحو التشظي والانهيار.وكل يشد الجدار المهترئ من جهته، فهو كاد أن ينقض على رؤوس أصحابه ويطحنهم طحن الرحى بثفالها.فيا ليت علمي ما الذي كان سيكسبه الفرقاء بعد انهيار جدار الوطن وتمزق شمل الشعب ويذهب جمعه شذر مذر وتذهب ريح أهل الإيمان والحكمة؟ وأين أنتم من (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وأين القلوب التي ألفها الله التي تسعى للملمة الشتات والفرقة وتعمل للتغيير نحو الأفضل.تالله لنكونن من المقبوحين، إن نحن تقاسمنا الوطن بعد انهياره كتقاسم كعكة عيد الميلاد، فيغرس كل منا شوكته في جزء منها ليأكله فلا يبقى منها شيء.كذلك الوطن إن تقاسمته الأهواء والأفكار والأطروحات التي ليس لأصحابها علم ولا يستمعون لصوت العقل والحكمة، سيكون مصيره كمصير تلك الكعكة المأكولة، وستتداعى عليكم الأمم كما تداعت الأكلة إلى قصعتها، فتصبحون على ما فعلتم نادمين، ولات حينها ساعة مندم.فيا أهل الإيمان والحكمة أقيموا جدار الوطن الذي يريد أن ينقض وكونوا يداً واحدة في مواجهة الأنواء والعواصف التي تريد إسقاطه.ضعوا أيديكم في يد الرئيس عبد ربه منصور هادي وأعينوه بقوة على إقامة جدار الوطن الذي يكاد أن ينقض لتصدعه بسبب الضربات المتتالية عليه.أعينوه بقوة في التصدي لتلك الضربات التي تريد إسقاط جدار وطنكم على رؤوسكم.. أعينوه من أجل إخراج الوطن من ذلك المأزق الذي أوقعه فيه حيتان النظام السابق.. وهم الذين يعملون الآن بكل ما أوتوا من قوة من أجل إسقاط جدار الوطن، ويعرقلون عملية ترميمه وإقامته.فالوطن أمانة في أعناقكم يا أهل الإيمان والحكمة فأعينوا رئيسكم على إقامة جداره، ولا تتركوه ينقض على رؤوسكم.فهل أنتم فاعلون؟!
|
تقارير
هلا أقمنا جدار الوطن الذي يريد أن ينقض
أخبار متعلقة