د. زينب حزام الأطفال يجولون في الحارات بفوانيسهم، وأناشيدهم الجميلة وأصواتهم العذبة، مرحبين بشهر رمضان المبارك. وفي ربوع عدن، كان لرمضان حضور مميز رغم شدة الحر والانقطاع المستمر للكهرباء، إلا أن أهالي عدن يرحبون بهذا الشهر الكريم بالصلاة والصيام والدعوة إلى الله بأن يكون هذا الشهر الكريم شهر الخير والبركة. كلنا نتحمس لصيام شهر رمضان، وحماسنا الأكبر كان للسحور هذه العادة الرمضانية، حيث الاستيقاظ ليلاً لتناول وحبة السحور متعة ومغامرة وكسر روتين الحياة اليومية، وفي عدن تختلف وجبة السحور، حيث تتكون من الخبز واللبن والخضار، وبعد صلاة الفجر، يتم الإمساك حتى توقيت موعد الإفطار بسماع المؤذن، وجبة الأفطار في عدن تتنوع بين الوجبة الخفيفة وهي التمر والشراب ( العصائر المتنوعة، عصير الليمون والبرتقال، والعصائر المعلبة) إضافة إلى السنبوسة وهي تتكون من الدقيق والبصل واللحم المفروم وتكون على شكل مثلت، والباجية وهي مطبوخة من (الدجرة) القمح والبصل والبسباس الأخضر، وهناك الوجبة الثقيلة المكونة من الأرز والدجاج واللحم والسمك ، والصلصة وهي وجبة العشاء ، إضافة إلى الحلويات مثل المهلبية والجيلي والبدنج وغيرها من الوجبات. [c1]الأمسيات الدينية والثقافية في رمضان [/c]ولشهر رمضان بهجته المتميزة، خاصة في مدينة عدن، حيث تنار الشوارع بالأنوار المختلفة وتزدحم الشوارع بالناس، فتزيد المدينة روعة وهدواً وطمأنينة تتناسب مع قدسية الشهر المبارك. والأطفال ينتشرون ليلاً في الحارات والأزقة يحملون الفوانيس الورقية الملونة المضيئة تنير حيزاً صغيراً من الظلام المحيط، بينما البعض الآخر والأكبر سناً يذهب إلى الحلقات الدينية في الجوامع والمساجد لتلاوة القرآن والأحاديث النبوية والاستماع إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء الراشدين والصحابة.. كما يقوم الكبار والصغار بقراءة القرآن وصلاة الترويح التي تستمر حتى ساعة متاخرة من الليل وبعض الناس يواصلون التعبد حتى صلاة الفجر والاعتكاف في المساجد في أيام رمضان الأخيرة. [c1]الأمسيات الثقافية الرمضانية [/c]بعض الرجال يقضي سهراته الرمضانية في المقاهي مثل (مقهلية زكو) في كريتر وهي من أشهر المقاهي العدنية ومقهلية الشجرة في الشيخ عثمان وغيرها من مقاهي الأحياء الشعبية العدنية، حيث يقرأ على السامعين الأشعار والقصص بأسلوب مشوق جميل وبحركات تمثيلية تسهم في تكلمة العرض مثل قصص الزير سالم وعنترة بن شداد ، إضافة إلى الشمر الشعبي والمواضيع المختلفة التي تشغل الناس من الأحداث الساخنة المحلية والعربية والدولية، إضافة إلى مباريات كرة القدم . وآخر أخبار مباريات كأس العالم التي تشغل معظم الشباب.وفي هذا الشهر المبارك، تزدحم الأسواق بالناس، حيث يصحب الآباء والأبناء ليشتروا لهم تجهيزات العيد من الملابس ولوازم أخرى فيختلطون بالفقراء ويقدمون لهم الصدقات والمساعدات ، إضافة إلى الزكاة، وفي هذا الشهر الكريم يستعد الكل بشراء الملابس الجديدة والأحذية الجديدة استعداداً لقدوم العيد، كما تشهد صالونات الحلاقة إقبالاً استثنائياً ، حيث يسهرون حتى ساعة متأخرة من الليل قبل الانتهاء من قص شعور زبائنهم. [c1]نسمات ليالي رمضان [/c]بعد الإفطار والصلاة والدعاء، تأتي نسمات ليالي رمضان ويحلو السمر بقراءة القرآن والدعاء، وهذه النسمات من مفرجات الكروب، وبواعث الراحة، وأسباب هدهدة الروح في عدن، حيث الأسواق المكتظة بالبضائع وزحمة الناس، خاصة في مدينة كريتر والشيخ عثمان حيث اتخذ المعماري القديم ما يكفل استدارة البناء تجاه الشمال، يستقبل النسمات الحانية الرطبة، من التكوينات الغريبة التي لفتت أنظار الزائرين لعدن، حيث ارتبط الفن المعماري بالإسلام، وزينت المنازل بالنقوش الإسلامية، وفي مدينة كريتر نجد العديد من الجوامع والمساجد الصغيرة يعلو فيها صوت الأذان وقراءة القرآن والخطب الدينية في شهر رمضان وغيره من الشهور، وشيئاً فشيئاً تنتقل النسمات من أعماق الكون إلى ثنايا الصدور، وليس مثل صدورنا العدنية في تنسمها للهواء الطيب خلال الليالي الرمضانية المباركة، وما أعظم هذا الشهر المبارك، وأحمد الله على نعمة الصيام والصلاة وعلى تلك النسمات الطيبة وكل ما تأتي به المقادير.
|
ثقافة
العادات والتقاليد الرمضانية في عدن
أخبار متعلقة