صقر عبد الله ابوحسن على مسافة متقاربة من قمم الجبال الشاهقة والطبيعة الهادئة , تتطرز عدد من القرى المبعثرة في ثوبها الاخضر, معلنة بذلك تشكيل لوحة بالوان طبيعية تغري من يقترب منها, تلك كانت صورة مختزلة عن منطقة «عتمة» والتي تعد من أهم المحميات الطبيعية المعلنة في اليمن, جاء اسمها من «العتمة», بسبب الضباب الكثيف الذي يحيط بها, كطوق يزيدها ألقاً.«التنوع البيئي والحيوي والمعالم السياحية الفريدة», عوامل أهلتها لأن تصبح وجهة رئيسية لعشاق جمال الطبيعة, خصوصا في فصلي الربيع والصيف, و تقع محمية عتمة «البرية» في محافظة ذمار على بعد 58 كم غرباً عن مدينة ذمار وعلى بعد 158 كم جنوب العاصمة صنعاء.يغطي الثوب الاخضر, نسبة 80 - 90 % من إجمالي المساحة، التي تبلغ حوالي 441 كم 2, حيث تحتل المدرجات الزراعية الجبلية حوالي 50 - 60 % منها، والباقي تغطيه الأحراش والغابات والمراعي الطبيعية والتي تمثل 30 % , تمتاز كذلك بوجود أنواع من الأشجار والنباتات الطبية والعطرية الفريدة, إضافة الى بعض الحيوانات والطيور النادرة.وترتفع أدنى نقطة في منطقة عتمة حوالي 920 متراً من سطح البحر, بينما تقع أعلى نقطة على ارتفاع حوالي 2600 متر عن سطح البحر, ويحدها من الشمال ضوران آنس وجبل الشرق ومديرية السلفية التابعة لمحافظة ريمة ، ومن الجنوب وصاب العالي «ذمار» ورحاب القفر التابعة ادارياً لمحافظة أب ، ومن الشرق مغرب عنس «ذمار»، ومن الغرب السلفية وكسمة «ريمة» ووصاب العالي.التفاصيل هنا مختلفة والاشياء الجميلة لا تقاوم اذا جلبت من الطبيعة البكر, فمع امتداد النظر تستنهض فيك اللحظات لهفة البوح بتفاصيل الالق القادم من نسمات نسيم عليل, رش بيد فتاة تبتسم في وجه زائريها طوال العام.وكما تمتاز «عتمة» بسحرها وطبيعتها, تشتهر بقلاعها وحصونها المشيدة على قمم الجبال المعلقة بين اسراب السحاب الماطر, والمعالم المتخمة بتاريخ حافل بالأحداث المتعاقبة منذ مئات السنين, بحسب روايات الاهالي أن عدداً كبير من حصون وقلاع المنطقة بنيت على أنقاض حصون حميرية قديمة مثل حصن «يفاعة» الذي أنشئ على أنقاض حصن حميري قديم, استعملت أحجار الحصن القديم في بناء الحصن الجديد, وعدد آخر من الحصون والقلاع تعود مراحل بناؤها إلى فترات الحملات العثمانية المتعاقبة وعصر الدويلات الإسلامية في اليمن ومن أبرز الحصون حصن «الشرم» الذي صممت مبانيه تصميماً هندسياً فريداً.قبلياً, تتكون مديرية عتمة من خمسة مخاليف تعود تسمياتها الى الحقبة الحميرية «مخلاف السمل, مخلاف رازح, مخلاف بني بحر, مخلاف حمير الوسط, مخلاف سماه», وتضم هذه المخاليف 57 عزلة و 534 قرية, يقطنها145284 نسمة, بحسب التعداد السكاني لليمن عام 2004م.دافعت تلك المحمية عن عذريتها لآلاف السنين, ومازالت, تقاوم زحف الاسمنت بإصرار يشبه اصرار التمسك بالأصالة, وتتذوق الحداثة لتصنع خصوصية متفردة, منازل مبنية صبغت بنكهة يمنية ريفية وبمواد طبيعية خالصة.وتتكون «عتمة» من سلاسل جبلية يقل ارتفاعها كلما اتجهنا غرباً حيث تمثل امتداداً للمرتفعات الغربية المتجهة نحو المناطق السهلية الساحلية لليمن, والتي يتراوح ارتفاعها بين 920 - 2800 متر عن مستوى سطح البحر, وقد أكسبها هذا الموقع مناخاً متميزاً يساعد على سقوط الأمطار في فصل الصيف والتي تصل إلى حوالي 800 ملم في العام, اضف الى ذلك الشلالات والينابيع والغيول المائية المتدفقة على مدار العام, والتي شكلت روافد أساسية لوادي رماع, من الشمال والشمال الشرقي لليمن, ووادي زبيد من الغرب والجنوب الغربي.ولم تقتصر الكنوز على الغطاء النباتي في هذه المحمية, وإنما كشفت دراسات وأبحاث بيولوجية أجرتها فرق متخصصة عن وجود مؤشرات لتوافر معادن عديدة في جبال عتمة أبرزها «الذهب والفضة والحديد».
|
ابوواب
عتـــمـــــــــــة... جمال يقترب من السحر
أخبار متعلقة