في مسائية تكللت بالحب والفن والجمال في منتدى (بن جازم) في الهاشمي بالشيخ عثمان، طاب نسيم هذه الأمسية مع الباحث والكاتب صالح حنش في يوم الأربعاء الموافق (11/6 /2014م) في هذه المحاضرة والموسومة بـ(التفاضل والتكامل في الأغنية اليمنية) برائحة البوح في الحديث بالتجوال عن الصوت العذب واللحن الجميل والكلمة الجميلة «الأغنية» القوية والمؤثرة ودورها في الذائقة الفنية والذاكرة الوجدانية والجمعية وانعكاسها على المستوى الصوتي الطربي والنغمي في مفردات الأغنية الشجية والمؤثرة والتي غادرتنا ولم نعد نسمع عنها شيئاً إلا من مطرب رحمه الله وظل محتفظاً بصوته، وأنغامه الشجية والعاطفية مازالت عالقة في أذهاننا ووجداننا وذائقتنا الفنية، تطربنا بين الحين والآخر لتذكرنا بروائع الكلمات وأجمل الألحان وأشجى وأعذب الأصوات في أيام الزمن الجميل والطرب الجميل.وإذا ما نظرنا إلى فن الغناء بشكل عام والأداء الطربي بشكل خاص تبين لنا أن فن الغناء يعتبر شكلاً من أشكال البناء الوجداني والحضارة الإنسانية.. بما فيها من أتراح وأفراح وأحزان وسرور وهم وغم ونشاط إنساني واجتماعي وثقافي وفني مكثف متعدد الأحلام والآمال والتطلعات والطموحات، فهو يؤدي بواسطة اللحن والكلمة، كما أنه يعكس واقع وجود الحياة الإنسانية برمتها عبر مراحلها التاريخية المختلفة. إلى جانب أن للموسيقى دورها في التعبير الجمالي والانفعالي والاستمتاع والتذوق الوجداني والروحي، نظراً لما فيها من استرجاع للذاكرة الوجدانية والجمعية محركة للمشاعر والقلوب وذاكرة الحياة.لهذا فقد أتحفنا الباحث والكاتب صالح حنش بموضوعه (التفاضل والتكامل في الأغنية اليمنية) والخصائص المشتركة لها وما يترتب عليها من تقييم سلباً أو إيجاباً لدى المستمع والذائقة الفنية.. مستعرضاً بعض المراحل التي مرت بها الأغنية خلال تاريخ نشوكها ودورها في التاريخ الحضاري والإنساني مسلطاً على أهم الشروط من الصفات والمميزات للأغنية الناجحة والتي تتسم بالعناصر الأساسية الثلاثة للأغنية وهي على النحو الآتي:أولاً: في الأداء الطربيثانياً: في اللحن والموسيقىثالثاً: في النص الغنائيباعتبار أن ذلك التفاضل من التكامل يشكل مبدأ حياتياً وإنسانياً من وجهة نظر الباحث والكاتب صالح حنش وأسلوباً معيشياً متطوراً للمجتمع البشري تمتد جذوره إلى عصور ضاربة في أعماق التاريخ، حيث دلت على ذلك العديد من التجارب الإنسانية على حد تعبيره.وأوضح أن المصادر التاريخية تشير إلى أن الإنسان قد أهتدى قديماً لممارسة الغناء كما يذكر د. محمد القسرائي الأستاذ في جامعة الأزهر بمصر في كتابه (السماع) أثناء رحلته الحياتية في التعرف على كيفية الأشياء من الموجودات من حوله مستخدماً في ذلك حواسه الفطرية ومنها حاسة السمع والتي بها استطاع أن يميز الأصوات الشجية عن غيرها من الأصوات الأخرى، حيث استعذب فيها الإنسان أصوات البلابل وشدو العنادل واستنكروا منها أصوات نهيق الحمير وخوار البقر ومن ثم كيف أعجب وأحس بالحاجة إلى سماع الأصوات العذبة والشجية الناعمة والرقيقة - واضطر إلى تقليدها بنفسه وبصوته في الأغنية.وأشار إلى المراحل التاريخية التي مر بها تاريخ الغناء والموسيقى في مرحلته التاريخية، وكيف تم بها الانتقال من الممارسة الجمعية إلى التخصص وهي المرحلة أو المنعطف المشار إليه في مقدمة ابن خلدون في باب الغناء والموسيقى وكيف تحول هذا الفن من الغناء والموسيقى إلى حزمة من الفنون الإبداعية وحرفة لها صناعها ومحترفوها في حياتنا المعاصرة.مذكراً إيانا أن هناك الكثير من الأسماء التي برزت في هذا المجال الحيوي حيث مثلت فيها الأغنية (الكلمة - اللحن - الأداء) بروزاً واضحاً وصدى لدى الذاكرة الوجدانية والذائقة الفنية والجمعية، حيث تمثل ذلك المجال الإبداعي والحيوي بالفن والثقافة والأدب والشعر في الخصوصية المناخية والبيئية كما زخرت المكتبة الفنية اليمنية بالعديد من الدرر والنفائس الثمينة التي ما أحوجنا اليوم إلى الاستماع إليها ومعرفة أسرارها قياساً بالزمن الماضي والحاضر ما كان بالأمس وزمن الانترنت ودموع الغلابى.
|
ثقافة
صالح حنش والتفاضل والتكامل في الأغنية
أخبار متعلقة