بغداد / متابعات :أعلن رئيس مجلس محافظة نينوى أن مسلحين اختطفوا أمس الأربعاء القنصل التركي في مدينة الموصل. ونقلت رويترز عن مصادر حكومية تركية قولها إن مسلحين سيطروا على القنصلية التركية بالمدينة العراقية.جاء ذلك فيما سيطر مسلحون أمس على قضاء بيجي بما في ذلك مصافي نفط الشمال، بالتزامن مع السيطرة على مدينة العظم بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد، فيما دعا وزير الخارجية العراقي إلى التعاون لطرد المسلحين، بينما بادر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر للدعوة إلى التنسيق مع حكومة نوري المالكي لتشكيل مجموعات لحماية “المقدسات”.ودعا المالكي لمواجهة المجموعات المسلحة، وقال في كلمة بثت على التلفزيون الأربعاء إن بغداد “ستبني جيشا من المتطوعين إلى الجيش النظامي” لسحق من وصفهم بالأوباش.وطالب القيادات العسكرية بإعادة تجميع الصفوف لمواجهة “الإرهابيين”، وعدم الاستسلام للواقع.وأعلنت مصادر أمنية عراقية أن مسلحين دخلوا مدينة بيجي التي توجد فيها أكبر مصفاة نفطية في العراق، وأشعلوا النار في محكمة ومركز للشرطة.وتزود مصفاة بيجي معظم المحافظات العراقية بالمنتجات النفطية، وتبلغ طاقتها الإنتاجية القصوى 720 ألف برميل يومياً.وأضافت المصادر أن حوالي 250 حارسا في مصفاة بيجي وافقوا على الانسحاب إلى مدينة أخرى بعد أن أرسل المسلحون لهم وفدا من شيوخ عشائر محلية لإقناعهم بالانسحاب.جاء ذلك بعد سيطرة مسلحين هذا الأسبوع على مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق، فيما سقط قتلى وجرحى في هجوم لسيارة مفخخة على تجمع للجيش العراقي ببغداد أمس الأربعاء.وقال الأنباء من أربيل، إن مسلحين استولوا على مقر اللواء 47، التابع للفرقة 12 من الجيش العراقي، في منطقة تل الورد، على الطريق إلى الحويجة غربي المدينة،كما سيطروا على مناطق الرياض والعباسي والرشاد في قضاء الحويجة. وأكدت المصادر حدوث هروب جماعي لجنود الفرقة 12.وكان مسلحون قد سيطروا أول من أمس الثلاثاء على ناحيتين في محافظة صلاح الدين، وفقا لمصدر في الجيش ولمسؤول محلي.وجاءت سيطرة المقاتلين على ناحيتي الصينية وسليمان بيك بعد وقت قصير من سيطرة عناصر مسلحة على مناطق في محافظة كركوك القريبة، ومحافظة نينوى التي سقطت بأكملها في أيدي المسلحين المناهضين للحكومة.من جهته أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن بغداد ستتعاون مع القوات الكردية لطرد المسلحين من الموصل.وقال زيباري على هامش اجتماع للاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية بالعاصمة اليونانية أثينا الأربعاء إن الطرفين سيتعاونان لطرد المقاتلين الأجانب، داعيا كل العراقيين لتوحيد صفوفهم لمواجهة ما سماه بالخطر الجسيم الذي يتهدد البلاد.من جانبه اقترح الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، أمس الأربعاء إنشاء وحدات أمنية تدعى “سرايا السلام” بالتنسيق مع الحكومة العراقية، وذلك بغرض حماية “المقدسات الإسلامية والمسيحية” ممن أسماها “القوى الظلامية”.ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الصدر في بيان قوله “لا أستطيع الوقوف مكتوف الأيدي واللسان أمام الخطر المتوقع على مقدساتنا”، موضحا أنه على أتم الاستعداد للتنسيق مع الحكومة لحماية المقدسات.وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، أن أكثر من نصف مليون عراقي فروا من منازلهم في الموصل بسبب المعارك والقصف المتواصل الذي تشهده المدينة منذ نحو أسبوع. وقد توافدت آلاف من العائلات العراقية إلى مدن إقليم كردستان العراق هرباً من معارك عنيفة شهدتها محافظة نينوى.ويتخوف سكان الموصل من تعرض المدينة لعمليات قصف من قبل الجيش كما يحدث في مدينة الفلوجة (60 كيلومتر غرب بغداد)، وقالت المنظمة إن “هناك عددا كبيرا من الضحايا بين المدنيين”، مشيرة إلى أن “مركز العلاج الرئيسي في المدينة المؤلف من أربعة مستشفيات لا يمكن الوصول إليه نظرا لوقوعه في مناطق معارك”.وقد ألقى محافظ نينوى أثيل النجيفي في مؤتمر صحافي في أربيل أمس اللوم على القيادات العسكرية متهما إياها بترك ساحة المعركة، مشيرا أيضا إلى وجود تنظيمات مسلحة أخرى في الموصل إلى جانب الدولة الإسلامية في العراق والشام.وطالب بمحاكمة القيادات العسكرية التي فرت وتركت مكانها للمسلحين، وقال إن انهيار تلك القيادات جاء بعد “أن أسمعونا الكثير من الأكاذيب” التي أساس لها.وأوضح النجيفي أن السلطات تتحرك باتجاه تكوين لجان أمنية منظمة لإخراج العناصر المسلحة من المدينة، موضحا أنها في الوقت نفسه تسعى لتقديم الإغاثة للمتضررين الفارين من القتال.وقد اعتبرت وزارة الخارجية السورية الأربعاء أن “الإرهاب” الذي يواجهه كل من العراق وسوريا واحد، مبدية استعدادها للتعاون مع العراق “من أجل مواجهة هذا العدو المشترك”.
اختطاف القنصل التركي بالموصل وسيطرة مسلحين بمناطق عراقية
أخبار متعلقة