قد دفع الانشغال بمشكلة التعليم لمواجهة غديات المستقبل الي زيادة الاهتمام بالبحث في فلسفة التعليم والهدف منه ومدى مواكبته اساليب وطرق التدريس الحالية لمتطلبات العصر ومواكبتها للاكتشافات والتطورات العلمية والتكنولوجية وكيف يمكن اعادة نظم التربية والتعليم بما يحقق التنشئة المتكاملة مع الأخذ في الاعتبار متغيرات العصر وتوقعات المستقبل في مختلف المجالات .ويمكن ان نقول لنظام التعليم الحالي الذي يتولي فيه المعلم التدريس لمجموعة صغيرة من التلاميذ او الطلاب بانه اشبه بالأسلوب التقليدي البسيط المتبع في مشروعات الصناعات الصغيرة ففي كل منهما ينقل المدرس خبرته بطريقة مباشرة الي التلاميذ او الطلاب الذين يكتفون بالترديد او المحاكاة وتقليد ما يتلقونه من معلمهم دون ان يكون لديهم فكرة في التفكير الابداعي الفردي المستقل فالصلة بين المعلم والدارس في كلتا الحالتين ليست علاقة بالمعني الدقيق للكلمة لانها تنقصها التفاعل بين الطرفين بالرغم من وجودهم معا في مكان واحد(الفصل،قاعة محاضرات،...الخ) لفترات طويلة حيث يكتفي المعلم بإلقاء الدرس او التوجيه في الاداء بينما يكتفي الطرف الثاني بالاستماع او الحفظ والتوليد او تنفيذ ما يلقى عليه من إرشادات وتعليمات..من شان هذا الاسلوب ان يجعل دور المعلم هامشيا الي حد كبير في التقدم العلمي الملحوظ والملموس عبر توافر المعلمومات عن طريق الوسائل الجديدة بحيث يمكن الاستغناء عنه اذا عمت هذه الوسائل والأساليب بصور اخرى وتحقيق درجة اكبر من التفاعل والتواصل والدليل على ذلك يمكن تلقي الدارس المعلومات عن طريق أشرطة الفيديو والتلفزيونات وأجهزة الانترنت المتاح (كمبيوتر،هواتف...الخ) دون الحاجة للحضور الي المدرسة او المعهد وهذا الامر اثبت نجاحا في العديد من الدول المتقدمة وكذالك احرزت التلفزيون والمواقع الإلكترونية نجاحا كبير في نشر التعليم عن بعد في كثير من الدول المتقدمة وهذا كله معناه ان النظام التعليمي الحالي لم يعد يتناسب مع مقتضيات العصر ومع التقدم التكنولوجي في مجال الاتصال والمعلومات مع الزيادة الرهيبة في المعلومات عن كل الموضوعات وسوف يزداد التحول نحوها في المستقبل القريب كما سوف تنتشر تدريجيا في بقية العالم كما ما اهم ما يميز هذا الاسلوب الجديد للحصول علي المعلومات هو بإمكان التواصل والتفاهم والتعامل مع اطراف عديدة وكثيرة منتشرة في كل بقاع العالم ببساطة وسهولة وسرعة وبغير تكاليف تذكر ، فتدفق المعلومات لم تعد محتكرة علي سوق الكتب والمعلمين والواقع اصبح من الميسور لمستخدمي هذه الوسائل التكنولوجية الجديدة قيامهم هم بأنفسهم بعملية نشر المعلومات في الوقت الذي يفيدون منها وبالتالي يصبح الدارس او الطالب او التلميذ او الباحث معلما لغيره مما يساعد علي انتشار التعليم و وصوله لناطق اوف فية من البشر كانت محرومة منه طيلة العصور الطويلةالسابقة و ينطبق هذاعليالتعليم العالي العام والجامعي .وقد يكون من السابق لاوانه في المرحلةالحالية تصور إمكان احلا لالكمبيوتر محل المعلم الانسان وان كان هناك نوع من الاعتراف القوي بل والتسليم للدور المؤثر الذي يمكن للكمبيوتر ان يقوم به في مجال التعليم وبدرجة من الكفا ة والإتقان قد لا تتوفر عند المعلم البشري ومع ذلك فاحتمال حدوث هذا التحول أمر وارد وهو ما يثير شيئا من القلق في مصير المعلمين ولكن يمكن ان نقول بهذه المشكلة ليست ثمة ما يبرر هذا الشعور بالقلق علي الاقل في الوقت الحالي او في المستقبل القريب ونجد ان برغم تزايد المدارس في امريكا والدو ل المتقدمة بأجهزة الكمبيوتر و اقبال التلاميذ علي استخدامها والاستعانة بها في تحضير دروسهم فأنه لم يحدث تغيرا يذكرفي نتائج الامتحانات ولم يقدم التلاميذ تقدما ملحوظا يمكن ان تنسب الي استخدام الكمبيوتر وعلي اي حال فان هذه التكنولوجيا الحديثة سوف تجعل من السهل مواصلة التعليم خلال كل المراحل بالنسبة للجميع دون اعتبار بفوارق السن او الجنس او العرق او المسوق الاجتماعي او الاقتصادي السؤال الذي يخطر في بالي هل مدارسة الغد سوف تكون قادرة علي توفير مثل هذا المناخ بعد ان تختفي اساليب التعليم ويحل التعامل بين التلميذ والمعلم عبر الشبكات فقط ويختفي المعلم والمدرسة والذكريات الجميلة في المدرسة؟؟؟لنترك الاجابة للغد القريب بمشيئة الله
|
آراء
التعليم في اليمن ..وتحديات الغد
أخبار متعلقة