على طريقة " لا توجد منطقة وسطى..." وجد فريق أهلي صنعاء نفسه مضطرا للمفاضلة بين منافسة الصقر على لقب الدوري، من خلال استكمال تحضيراته للقاء اليوم المهم والحاسم والمصيري ، أو الدفع بكل قواه لمنازلة غريمه الأبدي وحدة صنعاء في الدور الـ32 لبطولة كاس الرئيس.وعلى غير ما كانت تخطط إدارة النادي والجهاز الفني واللاعبون، فقد فرض على الفريق الاختيار بين المهم والأهم ، فكان أن انحاز اللاعبون للأهم من وجهة نظرهم ألا وهو بطولة الدوري التي بذلوا من اجلها الكثير من الجهد والعرق وأحيانا الدم، وبلغوا فيها حدا لا يمكن الارتداد عنه.اختار الفريق أن يدخر جهده لـ( مباراة الدوري) أمام الصقر، لكنه ـ أيضا ـ لم يسلم من ( أذى ) لقاء الكأس ، من خلال النتيجة السلبية بتأثيراتها النفسية المتوقعة، وإصاباتها بالنسبة لبعض الأساسيين الذين دفع بهم المدرب ، وإحباطها باعتبارها جاءت على يد الغريم الأزلي وحدة صنعاء.لم أتحدث مع لاعبي الأهلي في الأمر، ولم تصلني شكواهم، لكني أتصور أن سيناريو المفاضلة بين ادخار الجهد لمنافسة الصقر على الدوري نهاية الأسبوع، أو بذله من اجل إزاحة الوحدة من الكأس في بدايته، خطر في أذهان اللاعبين بعد أن فرض عليهم خوض مباراتين مصيريتين في اقل من أسبوع.وبغض النظر عما إذا كان لاعبو ( الإمبراطور) قد اختاروا الخروج من الكأس على يد (الزعيم ) أو أن ذلك من نسج خيالي، فاني اجزم هنا أن ( لجنة نزار ) ـ عفوا ـ لجنة المسابقات وضعت أهلي صنعاء أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما ، ولم تترك له منطقة وسطى.. تماما كما قال قباني لصاحبته.ولأن الأمر هنا ابعد ما يكون عن الرومانسية وعن دفاتر الشعر، فقد سقط الأهلي في نار ( الوحدة ) يوم الاثنين وخرج من الكأس، ويمكن أن يتسبب الإرهاق والتداعيات النفسية للخروج بسقوطه أمام الصقر ( اليوم ) في الدوري.. فيكون قد خسر الموسم كله بمباراة واحدة !قد يقول قائل أن الأهلي يمكن أن يخسر المباراتين من دون تدخلات خارجية وهذا وارد جدا في كرة القدم المجنونة جدا جدا،لكن مبدأ العدالة كان يقتضي النظر إلى مباراته الحاسمة مع الصقر بعين الإنصاف، وألا يوضع بين فكي الكماشة.القول ذاته كان سينطبق على الصقر، لو أن الفريق واجه منافسا قويا في الكأس، ولم يقدر له خوض لقاء سهل أمام شباب البيضاء حسمه بنصف مجهود.اعرف أن بطولة الكأس للموسم الجاري أقيمت على عجل من اجل تفادي الإلغاء والعودة بها إلى الواجهة، وهذا يحسب لاتحاد الكرة ، لكن ذلك لا يبرر القسوة التي تعامل بها الاتحاد مع بعض الأندية وهي تقف أمام أهم منعرج في الدوري.. فهل كان هذا ( التضارب) خارج حسابات الاتحاد وهو يضع المواعيد.. أم أن تلك المواعيد وضعت خصيصا لتكريس الظلم بحق الأندية وفي مقدمتها أهلي صنعاء الذي يعيش وضعا تنافسيا خاصا لم يراعه احد!!.
|
رياضة
على طريقة نزار!!
أخبار متعلقة