بعد تهديد «أنصار الشريعة» لها
واشنطن / متابعات :طلبت وزارة الخارجية الأميركية من رعايا الولايات المتحدة مغادرة ليبيا «على الفور» بسبب الوضع «الطارئ وغير المستقر» الذي يخيم على البلاد، وذلك بعد ساعات من تهديد جماعة أنصار الشريعة لأميركا إذا تدخلت في الأزمة الليبية واتهامها بدعم حفتر.وقالت الوزارة في تحذير جديد بشأن السفر «تحذر وزارة الخارجية المواطنين الأميركيين من السفر مطلقا إلى ليبيا وتوصي المواطنين الأميركيين الموجودين حاليا في ليبيا بالرحيل على الفور».وجاء في المذكرة أنه بسبب «المشاكل الأمنية» التي تشهدها ليبيا، لم يعد لوزارة الخارجية سوى طاقم محدود في السفارة بالعاصمة الليبية طرابلس، وليس لها سوى وسائل محدودة جدا لنجدة المواطنين الأميركيين في ليبيا، وحذرت المواطنين الأميركيين من السفر إلى ليبيا.وكان التحذير الأميركي السابق بشأن السفر إلى ليبيا صدر في 12 ديسمبر الماضي، حيث نُصح الأميركيون بشدة بألا يسافروا إلى طرابلس إلا في حالة الضرورة وعدم السفر إلى خارج العاصمة الليبية.ويأتي التحذير الأميركي بعد ساعات من تحذير زعيم جماعة أنصار الشريعة في بنغازي (شرقي ليبيا) محمد الزهاوي الولايات المتحدة من التدخل في الأزمة الليبية، علما أن هذه الجماعة تتهم بالوقوف وراء هجمات عدة على مصالح غربية، وخصوصا هجوم 11 سبتمبر 2012 على القنصلية الأميركية في بنغازي الذي قتل فيه السفير الأميركي وثلاثة من معاونيه.وتوعد الزهاوي أميركا بأنها ستواجه ما هو أسوأ من الصراعات التي خاضتها في الصومال أو العراق أو أفغانستان.واتهم الزهاوي الإدارة الأميركية بدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، كما اتهمها بدفع ليبيا نحو الحرب الأهلية وإراقة الدماء.ودعت الجماعة -التي صنفتها واشنطن بأنها «تنظيم إرهابي»- في بيان بُث عبر قنوات تلفزيونية ليبية إلى عدم الاستماع إلى «من يريدون تقسيمنا»، متهما حفتر بأنه «عميل للمخابرات الأميركية»، وتوعده بالمصير ذاته الذي لقيه الراحل معمر القذافي.وأكد الزهاوي تصميم جماعته و»حلفائها» على «قتال الطاغية حفتر»، متوجها بخطابه خصوصا إلى القبائل الليبية التي دعاها إلى عدم «جرّ أبنائها إلى الفتنة». كما اتهم دولا عربية بالوقوف وراء تحركات حفتر، واتهمه بالسعي فقط إلى السيطرة على السلطة وإعادة الدكتاتورية إلى ليبيا.في سياق متصل قصفت مقاتلة في سلاح الجو التابعة لقوات الجيش الليبي الموالية للواء خليفة حفتر، مساء الأربعاء، مقر «كتيبة شهداء 17 فبراير» الإسلامية في منطقة القوارشة الواقع في المدخل الغربي لمدينة بنغازي، دون أن تخلف ضحايا.وأكد أحمد الجازوي، المتحدث باسم «غرفة ثوار ليبيا»، لوكالة «فرانس برس» أن «مقاتلة قصفت معسكر كتيبة شهداء 17 فبراير بصاروخين».وأضاف أن «القصف لم يخلّف ضحايا في صفوف الثوار، فيما تعامل هؤلاء بالمضادات الأرضية مع المقاتلة العسكرية حتى غادرت محيط المنطقة».ونقل شهود عيان لوكالة «فرانس برس» أنهم شاهدوا مقاتلة تحلق في محيط المعسكر ثم سمعوا دويّ انفجارين هزّا المنطقة.وغرفة ثوار ليبيا تضم عدداً من كتائب الثوار السابقين، على رأسها «كتيبة شهداء 17 فبراير» الإسلامية و»قوات درع ليبيا».وكانت كتيبة «أنصار الشريعة الإسلامية» حاصرت مقر مديرية أمن بنغازي ليل الثلاثاء، لكن متحدثاً باسم قوات الصاعقة، وهي قوة نخبة في الجيش الليبي، أوضح أن هذه القوة تمكّنت من فكّ الحصار.وكان حفتر شنّ في 16 مايو حملة عسكرية أطلق عليها «معركة الكرامة» ضد ما وصفها بالمجموعات الإسلامية «المتطرفة»، خصوصاً في بنغازي والتي اعتبرها «إرهابية».وحظيت هذه الحملة بدعم العديد من الوحدات العسكرية والميليشيات، كما أيدها عدد كبير من الأهالي.يذكر أن حفتر قد شنّ في 16 مايو الجاري حملة عسكرية أطلق عليها «الكرامة» ضد من سماها «مجموعات متطرفة» خصوصا في بنغازي (شرق) واعتبرها «إرهابية».وحذر رئيس الجماعة -التي ظهرت بعد الإطاحة بنظام القذافي- من أن إصرار حفتر «على هذه الحرب القذرة سيفتح أبواب جهنم عليه وعلى المنطقة».