إعلام المرأة والطفل و منظمة اليونيسيف يستهدفان ثلاثين إعلاميا لـ( نماء الأم والطفل) ..
لقاءات / ابتسام العسيري تظل قضايا الأم والطفل محل جدل دائم كونها مرتبطة بتطور المجتمعات ونمائها وكون الاهتمام بها ووضع الحلول والمعالجات لها يختصر مسافات زمنية نحو عملية التغيير والانتقال إلى المدنية وتحقيق أهداف الألفية خاصة في بلد كاليمن يعاني من المشكلات الصحية و الاجتماعية والثقافية التي تقف حجر عثرة في طريق تحقيق تنمية حقيقية .وبما أن “ نماء الأم والطفل” من المواضيع المهمة كان نصب عيني إعلام المرأة والطفل ومنظمة اليونسيف خاصة ، توعية المتخصصين في المجال الإعلامي الذين يعدون الواجهة في تثقيف وتنمية المعارف العامة لدى أفراد المجتمع بكافة وسائله.وكان ثلاثون إعلامياً وإعلامية من أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة قد استهدفوا من خلال ورشة العمل المنعقدة في العاصمة صنعاء الفترة من ( 11 - 14) مايو الخاصة بقضايا “ نماء الأم والطفل “ والتي نظمها البرنامج العام لإعلام المرأة والطفل بالشراكة مع منظمة اليونيسيف، وقالوا لـ 14 أكتوبر : [c1]إعلام ايجابي لتعزيز الوعي المجتمعي [/c]بما أن الإعلام الايجابي ينهض كطرف أساسي في توعية المجتمع والفئات المستهدفة بالقضايا المجتمعة أكدت رئيسة برنامج إعلام المرأة والطفل بوزارة الإعلام انتصار عمر خالد أهمية دور الإعلام في نشر وتعزيز الوعي المجتمعي بقضايا الأم والطفل ، وأن قضايا نماء الأم والطفل من القضايا المهمة التي تلامس أهم الجوانب في حياة المجتمع وتتطلب تضافر جهود الإعلام لتسليط الضوء عليها وتعزيز الوعي المجتمعي حولها.وقالت رغم أن البرنامج يعمل بإمكانيات شحيحة ماليا وفنيا في مختلف وسائل الإعلام الرسمية إلا أنه عمل على مدى سنوات تأسيسه على تدريب وتأهيل الإعلاميين في مجال قضايا الأم والطفل هذا الاهتمام المتنامي وأهداف الألفية، ولفتت إلى أن الإعلاميين العاملين في المؤسسات الإعلامية الرسمية وبالرغم من الإمكانيات الشحيحة قادرون على تحقيق الكثير من الانجازات وتوصيل الرسائل التوعوية المناسبة إلى الفئات المستهدفة بالشكل المطلوب، لافتة إلى إن العقل الإعلامي التواق إلى تقديم الرسالة التوعوية متصاعد يوما عن يوم بدليل أن هناك شريحة واسعة من المجتمع تتابع باهتمام البرامج التوعوية المختلفة ، مثمنة جهود الإعلاميين العاملين في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومنسقي البرنامج العام لإعلام المرأة والطفل بوزارة الإعلام في المحافظات في مساندة جهود البرنامج لدعم قضايا المرأة والطفل وتعزيز الوعي المجتمعي حول هذه القضايا، وطالبت الإعلام الرسمي بالإبداع والتميز واثبات وجوده في ظل التطور الإعلامي والتقني المتسارع الذي يعيشه العالم اليوم .ودعت رئيسة البرنامج العام لاعلام المرأة والطفل الإعلاميين إلى الابتكار والتجديد وتناول قضايا الطفولة بهمة ونشاط ، مشيدة بأداء قناتي السعيدة وسبأ في تبنيهما لقضايا الطفولة واستمرارهما في تقديم البرامج التوعوية المختلفة .ونوهت إلى وجود أشكال جديدة من القضايا التي يواجهها الأطفال في بلادنا وأشكال مختلفة من العنف الذي يمارس ضدهم والتي تتطلب جهود كبيرة لمواجهتها وأن يؤدى الإعلام دوراً رئيسياً في ذلك ، مشيدة بجهود اليونيسيف في دعم قضايا الطفولة في بلادنا .. آملة في أن تساهم المنظمة في دعم البرامج الإذاعية والتلفزيونية المبتكرة التي تتناول قضايا الأطفال في بلادنا .[c1]حصيلة معرفية [/c]خروج المشاركين والمشاركات بحصيلة معرفية ترفدهم بمعارف ومهارات تمكنهم من أداء دورهم في عملية التوعية بقضايا نماء الأم والطفل عبر أجهزة الإعلام المختلفة أهم هدف سعى اليه القائمون على البرنامج العام لإعلام المرأة والطفل .يقول عزيز عبد المجيد المنسق العام للبرنامج “ البرنامج وهو برنامج رسمي بدأ ممارسة أعماله على الساحة الإعلامية في العام 2008م ، يبذل جهودا كبيرة في التوعية المجتمعية للأمومة والطفولة من خلال تنمية قدرات الإعلاميين وتأهيلهم المستمر، وقد عمل من خلال التشبيك بين وسائل الإعلام الرسمية المختلفة في اغلب محافظات الجمهورية من اجل إيصال الرسالة الإعلامية الايجابية لتوعية أفراد المجتمع.وأوضح أن الورشة شملت جانبين في التدريب احدهما نظري بل مقدمة عن أهداف تغيير السلوك والطرق المستخدمة، مواضيع أساسية عن التعليم، الصحة ، التغذية ، والمياه والصرف الصحي ، النظافة الشخصية ، و الجانب الأخر عملي بما يمكن المشاركين من إنتاج العديد من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية حول موضوعات الورشة ، متطلعا إلى قيام أجهزة الإعلام بدورها التنويري والتوعوي بهذه القضية الهامة نحو المجتمع والفئات المستهدفة.[c1]إعلام المرأة والطفل في أرقام [/c]وذكر عزيز عبد المجيد أن عدد الرسائل الإذاعية والتلفزيونية المنفذة خلال الفترة من (2009 - 2013) بلغ 5756 رسالة بزمن بث قدره 372271 دقيقة، وعلى صعيد الصحافة الحكومية بلغ عدد المواضيع الصحفية 7672 بضمنها 12 ملحقاً صحفياً، إلى جانب التدريب والتأهيل للإعلاميين ، حيث بلغت عدد الدورات المنفذة 47 دورة استفاد منها 1235مشاركاً ومشاركة من الإعلاميين، كما نفذ خمسة استبيانات استهدفت 102 من المبحوثين بالإضافة إلى اصدارات بلغت 80008 اصدار حول غسل اليدين بالماء والصابون، مشيرا إلى أن هذه الرسائل الإعلامية أظهرت تأثيرا واضحا في تغيير سلوك المتلقين.[c1]اليونيسف والشراكة الإعلامية [/c]من جانبه أوضح مسئول المتابعة بمنظمة اليونيسيف ماجد الكبسي أن عقد هذه الورشة مثل نقطة إستراتيجية للبدء بشراكة جديدة مع الإعلام كون الإعلاميين والصحفيين هم قادة الرأي بهذا البلد وهم المساهمون والمشاركون في صناعة أهم القرارات التي تهم المرأة والطفل .وقال إن منظمة اليونيسيف تعول كثيرا على هذه الشراكة وتدعم وتحث جميع من هم في الميدان من الإعلاميين والصحفيين أن يعززوا ويساندوا حقوق المرأة والطفل ، مؤكدا ثقته بنجاح الورشة وقدرة المشاركين فيها على توظيف ما سيتلقونه فيها من معارف ومعلومات في خطابهم الإعلامي التوعوي ، وموضحا أن وضع الطفولة في اليمن مترد ويحتاج إلى تكاتف جهود الجميع للنهوض بواقع الطفولة ومواجهة كل أشكال العنف الموجه ضدهم .ولفت إلى أن الورشة ركزت على قضايا نوعية جديدة بهدف تسليط الضوء عليها وحث الإعلاميين على توجيه رسائل توعوية هادفة وموجهة ، مشددا على ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي بما يضمن توصيل رسالة توعوية سليمة إلى المجتمع تحقق الأثر الايجابي المنشود، مستعرضا بعض المؤشرات لبعض قضايا الطفولة في اليمن والتي تحتاج إلى اهتمام وتركيز إعلامي متواصل لمواجهتها .[c1]مراعاة المصلحة الفضلى للطفل [/c]من جانبها أشارت نور الكسادي اختصاصية حماية الأطفال في منظمة اليونيسف إلى أن المنظمة تعمل من خلال شراكة فاعلة مع الحكومة والمجتمعات المحلية في مجال حماية الطفل من العنف والتعرض للإساءة والاستغلال مثل الاستغلال الجنسي وتهريب الأطفال والاتجار بهم، و الممارسات الضارة مثل ختان الإناث وزواج الأطفال، إلى جانب وضع الأطفال في ظل النزعات.وأكدت أهمية دور الإعلاميين في الدعم والمناصرة ورفع الوعي لكافة فئات المجتمع ومن اجل إبراز قضايا الطفولة والمساهمة في إيجاد الحلول والمعالجات لهذه القضايا مع مراعاة المصلحة الفضلى للطفل وعدم إلحاق الضرر به والسرية التامة حتى ينعم الطفل ببيئة حامية.ودعت كافة الجهات إلى توفير بيئة حامية للطفل من خلال تجديد التزام الحكومة والتشريعات الصديقة للطفل وبناء قدرات المجتمع.[c1]ماذا قال المنسقون ؟![/c]إلى ذلك قالت الأخت إفهام منسقة البرنامج في تلفزيون عدن إن دور المنسقين الفرعان للبرنامج في أجهزة الإعلام الرسمية هو العمل على المستوى الوطني والمحلي وبمنهجية صحيحة حول قضايا الأم والطفل ما يمكنهم من القيام بدورهم التوعوي وفق خطاب إعلامي موحد هدفه توجيه اهتمام الإعلاميين بمتابعة هذه القضايا ومواجهة الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال والأمهات والتطبيق قوانين التي تحمي حقوقهم.ولفتت إلى أن مثل هذه الورش تعزز تثقيف الإعلاميين في هذه القضية المهمة وتعمق لديه الإحساس بأهمية تحمل المسؤولية والقدرة على اتخاذ مواقف ايجابية تؤدي رسالة إعلامية ايجابية، مشيرة إلى أن ابرز القضايا التي تطرقت لها الورشة هي قضايا التعليم والصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية بهدف تغيير السلوك والطرق المستخدمة في حماية الأطفال والأمان الاجتماعي.وتوافقها الأخت أروى مسعد مدير إدارة برامج تنمية المرأة والطفل في إذاعة تعز إن دور الإعلام يتركز في تعزيز دور المجتمع على اعتبار انه يقوم بإيصال الرسالة الإعلامية ، وتعتبر الإذاعة منبراً مهماً كونها تصل إلى اكبر قدر من شرائح المجتمع.أما جمال محمد حسين منسق البرنامج في إذاعة عدن فقال : تكتسب أهمية هذه الورشة في الوقت الذي تعيش فيه بلادنا ظروفا صعبة تنتهك فيها حقوق الطفل في ظل قلة وضعف تسليط الأضواء عليها.[c1]إضاءة [/c]يؤدي الإعلام الرسمي جزءا كبيرا من الرسالة التوعوية المتعلقة بقاضية الأم والطفل ونمائها تحت إشراف ومتابعة البرنامج الوطني لإعلام المرأة والطفل وعبر العديد من ورش العمل والتدريبات التفاعلية الخلاقة التي لا تكتفي بالإيضاحات النظرية للإعلاميين ففي اغلب التدريبات التي يتلقاها المتدربون يشاركون في تحويل المعلومات التي يتلقونها إلى حواريات وفلاشات وتنويهات ومواضيع تلفزيونية إذاعية صحفية يتم توثيقها في أرشيف البرنامج للمتابعة والتقييم لمدى وصول المعلومات إليهم وكذا لتطوير المهارات الإعلامية لديهم في هذا الجانب.ولا يخفى على احد ما تؤديه اليونسيف في جانب قضايا الطفل وهذا التعاون بينها وبين البرنامج سيشكل إضافة نوعية في مجال التناول الجاد والمسئول للرسالة الإعلامية المتعلقة بقضايا الطفل في ظل الظروف الصعبة التي خلفت انتشار الكثير من المشكلات الاجتماعية التي يكون الأطفال أول ضحاياها.