موسكو / كييف / متابعات :دعت روسيا إلى تنفيذ نتائج الاستفتاء الذي جرى أمس الأول بمناطق في شرق أوكرانيا من دون عنف وبطريقة حضارية، في وقت اتهم فيه الرئيس الأوكراني المؤقت أولكسندر تورتشينوف روسيا بالعمل على إسقاط السلطة القائمة في كييف من خلال تأييدها لهذا الاستفتاء.وقال الكرملين -في بيان- إن روسيا تحترم إرادة سكان منطقتي دونيتسك ولوغانسك التي عبروا عنها في الاستفتاء داعية إلى حوار بين المناطق الانفصالية وكييف لحل الأزمة.وشدد الكرملين على ضرورة الانطلاق من مبدأ أن يتم التطبيق العملي لنتائج عمليتي الاستفتاء بشكل متحضر وبدون أي لجوء للعنف، وعبر الحوار بين ممثلي كييف ودونيتسك ولوغانسك.من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لا ترى فائدة من إجراء محادثات دولية جديدة حول أوكرانيا بدون ممثلين عن المناطق الانفصالية في شرق البلاد.وقال لافروف إن الاجتماع مجددا في صيغة رباعية (روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة) ليس له فعليا أي معنى، مضيفا أنه «لا شيء سينجح إذا لم يتم إشراك المعارضين للنظام في كييف في حوار مباشر حول إيجاد مخرج للأزمة».في هذه الأثناء، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن الرئيس فلاديمير بوتين يعتزم الرد على عمليتي الاستفتاء في شرق أوكرانيا عملا بالنتائج، مشيرا إلى أنه من الصعب التوقع مسبقا ما سيكون رد فعله.وقال بيسكوف -في تصريحات نشرتها الاثنين صحيفة كومرسانت- إن السكان في شرق أوكرانيا كانوا مرغمين على التحرك بموجب خطتهم استنادا إلى الوضع في منطقتهم.ووصف المتحدث الانتقادات الغربية لموقف موسكو في الأزمة الأوكرانية بأنها «حماقة مطلقة» وتساءل «لماذا لم يتمكن الغربيون من منع استخدام مدرعات ومنع قتل مدنيين مسالمين؟».وقال «الأهم بنظرهم هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وطي المسألة القانونية المتعلقة بشرعية الانقلاب الذي نظموه» في إشارة لعزل الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش نهاية فبراير الماضي.يأتي ذلك في وقت اتهم فيه الرئيس الأوكراني المؤقت روسيا بالعمل على إسقاط السلطة القائمة في كييف، وإحباط انتخابات الرئاسة المقررة أواخر الشهر الجاري من خلال تأييدها للاستفتاء الذي جرى في مناطق بشرق البلاد أمس.ووصف تورتشينوف الاستفتاء بأنه مهزلة دعائية ليس لها أي أساس قانوني، وقال إن هذه «المهزلة التي يطلق عليها الانفصاليون الإرهابيون تسمية استفتاء ليست سوى دعاية هدفها التغطية على الجرائم والخطف والعنف وجرائم أخرى خطيرة».وقد أكد الاتحاد الأوروبي قبل ذلك أنه لن يعترف بنتيجة الاستفتاء، بينما اعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن الاستفتاء لا قيمة له.وكان الانفصاليون بإقليم دونيتسك الموالي لموسكو قالوا إن 89.07 % من المشاركين في الاستفتاء على الاستقلال صوتوا لصالح انفصال الإقليم عن أوكرانيا.وقال رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات التي شكلتها السلطات الانفصالية رومان لياغين إن89.07 % صوتوا للانفصال في حين صوت 10.19 % ضده، وأشار إلى أن هذه النتائج يمكن اعتبارها نهائية، مؤكدا أن نسبة التصويت بلغت 74.87 %.وتعليقا على هذه التطورات، قالت الأنباء من دونيتسك إن روسيا والانفصاليين يراهنون على إجهاض انتخابات الرئاسة في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الانفصاليين يسيطرون على العديد من المناطق شرق البلاد وبوسعهم تقويض إجراء الاقتراع هناك.ولفتت إلى تصريحات لمسؤولين غربيين حذروا فيها روسيا من محاولة عرقلة الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا.وتخشى كييف والدول الغربية أن يفضي استفتاء الأحد إلى تكرار السيناريو الذي أدى إلى انضمام شبه جزيرة القرم لروسيا في مارس الماضي، مما أدى إلى أسوأ أزمة بين موسكو والغرب منذ نهاية الحرب الباردة.وفرضت الدول الكبرى في الأسابيع الأخيرة عقوبات على روسيا، وهددت بتوسيعها في حال لم تنظم انتخابات رئاسية في أوكرانيا.ميدانيا، سمع دوي عدة انفجارات أمس الاثنين في سلافيانسك معقل الانفصاليين المسلحين في شرق أوكرانيا.وقالت الناطقة باسم الانفصاليين في سلافيانسك ستيلا كوروشيفا إن المعارك استؤنفت في أندريفكا على «خط الجبهة» عند المدخل الجنوبي لهذه المدينة التي تطوقها القوات الأوكرانية في إطار «عملية مكافحة الإرهاب» التي أطلقتها في 2 مايو الجاري.من جهتها، ذكرت وكالة إنترفاكس أوكرانيا للأنباء أن رجلا قتل وأصيب آخر حين حاول الحرس الوطني الأوكراني تفريق حشد خارج مبنى بلدي بمدينة كراسنوارميسك في شرق البلاد.ونقلت الوكالة عن شهود قولهم إن الحادث وقع حين أطلق جنود من الحرس الوطني الرصاص لدى محاولة حشد منعهم من دخول المبنى، ولم تذكر تفاصيل عن إطلاق النار.
روسيا تدعو إلى احترام نتائج استفتاء شرقي أوكرانيا
أخبار متعلقة