تصوير وتعليق / ابتسام العسيري :يمضغني الأسى قهرا كلما مررت بالطريق المؤدي إلى ساحل جولدمور وشاهدت هذه البيوت العشوائية وهي تنموا وتتعالى على حافة ذلك الرصيف وتحجب عني أفق البحر المتشح بلمعة الشمس وزرقة السماء.وبينما مدن الشمس في اغلب بقاع العالم تحافظ على بحارها ومنافذها البحرية وتجتهد لتزيينها وتهيئتها بكل ما يجعلها قبلة للمارين والذين يلوذون إليها ليستريحوا من ترهات الحياة تئد اليمن شواطئها تحت رمال اللامسؤولية.. وعدن مدينة عبثوا بشمسها وألبسوها رداء أطماعهم وأنانيتهم.تمنيت أن يبقى ذلك المنفذ على طول الطريق الممتد من ساحل العروسة إلى النفق الصغير في جولدمور مفتوحا كما تفتحت أرواحنا عليه منذ كنا أطفالا.. وحلمت لوهلة أن تستفيق قيادة محافظة عدن من تخاذلها وصمتها لتنقذ هذا الساحل.. وتجاوز خيالي أنانيتهم ورؤيتهم السطحية للمنطقة لأحلم أن قيادة مديرية التواهي فرضت عليهم ترك هذه المنطقة وشأنها.. واستفقت من خيالي حين ذهبت ذات يوم إلى المجلس المحلي لمديرية التواهي وطالبتهم كمواطنة بإنقاذ هذا المنفذ فوجدت تخاذلاً وصمتاً قاتلاً..لهؤلاء الذين يبنون بيوتا على ناصية المنافذ البحرية العامة أقول : لكم أن تمدوا بيوتكم إلى عرض البحر بدلا من التطاول على الرصيف وسوف أتنازل عن حقي وأدعه لكم و للبحر يلتهمكم متى ما غضب منكم ؟! .