صباح الخير
نهاية الأسبوع المنصرم فجأتني أزمة صحية حادة أقعدتني الفراش على مدى يومين وشعرت أنني أودع الحياة والحمد لله على العمر الذي عشته.. المهم قررت وبقوة من الله تعالى السبت الماضي تحمل الألم والذهاب إلى دكتوري الذي أتعالج عنده في مستشفى الرازي الدكتور إقبال وزير، هو اختصاصي جراحة عامة ومسالك بولية.. وبعد المعاينة والفحص كتب لي روشتة دواء لمدة خمسة أيام فقط وجدت سعرها في صيدلية المستشفى نحو ثلاثة وأربعين ألف ريال .. قلت الحمد لله سأصرف كل راتبي الذي لايزيد عن ستين ألف ريال لشراء الدواء وبعدها يحصل ما يصل بقية الشهر.. غادرت المستشفى واتجهت والكهرباء مفصولة وحر عدن شديد إلى فندق ميركيور وهناك دلفت عالماً غير الذي أعرفه .. لم أزر الفندق منذ فترة طويلة ووجدته اليوم وأنا بمعية أخي الأصغر رشدي غير الذي شاهدته في أخر زيارة اعتقد إنها قبل خمسة أعوام.. شاهدته ليس فندقاً للسكن والأكل فيه كما هو حال الكثير من الفنادق التي شاهدتها وسكنت فيها سواء في الدول العربية أو الأفريقية وحتى الأوروبية بعد أن شاهدت مدينة عدن التي عرفتها منذ زمان بعيد أيام عدن الساحرة.. شاهدت أطفالاً يسبحون في براءة وعلمت أن في محافظة أبين التي لاتبعد عن الفندق كثيراً معارك طاحنة بين قواتنا المسلحة الأبطال وعناصر إرهابية ينتمون إلى (القاعدة ) ولكننا لم نشعر نحن في الفندق بشيء مما نسمع عنه وكأننا في عالم أخر.. نعم أننا في ميركيور عدن.. الذي أعاد إلى المدينة جزءاً كبيراً من هدوئها الذي يحاول العابثون كسر هذا الهدوء .. وجدت في ميركيور شباباً يعملون وهم يحملون عدن في دواخلهم وتجري في دمائهم.. شباب يقودهم مايسترو في العمل الفندقي الصديق فضل الهلالي الذي شاهدته أنا وأخي رشدي في الفندق خلية نحل لا تتوقف عن الحركة والمتابعة وعلمنا أن الأستاذ فضل الهلالي وراء النجاح الذي وصل إليه ميركيور كما كان وراء النجاح لفندق عدن عندما كان مديراً فيه قبل أن يصل اليوم إلى ما وصل إليه من تدهور. فجأة وأنا في الفندق جاء اتصال من الدينامو الذي يقود مجموعة بن لادن الاستثمارية السعودية في عدن وعرف أنني متواجد فطلب محادثتي وشكرني على الاهتمام الذي أبديه لفندق ميركيور .. فقلت له أنا أكتب عن عدن المدينة التي ولدت وكبرت فيها وصارت عشقي .. أكتب عن ميركيور لأنه عدن التي تسحر زائريها ببحرها وطيبة ناسها.. ميركيور جمع بين البحر وطيبة أبناء عدن. وجدت في ميركيور أنني افتح صفحة الأمل الكبير في عودة عدن إلى مجدها السابق رغم ما يواجهه الفندق وقيادته ومستثمروه من صعوبات وتحديات تذيب الجليد لو كان متراكماً في مدينة أوروبية. ميركيور دعوة لزيارته ومشاهدة جمال عدن أيام عزها ميركيور الهلالي وعلوي عمر البار.. صورة دون رتوش لوطن نحلم باستعادة عافيته والخروج من أزمته .. صورة لمدينة عدن وهي تعانق البحر والجبل.تأملات عدن لن تموت طالما وجد ميركيور ووجد شباب يعملون فيه.