رام الله/متابعات:قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس السبت إن رفض إسرائيل اتفاق المصالحة غير مبرر، وإنه مصمم على إنهاء الانقسام، كما أبدى موافقة الفلسطينيين على تمديد المفاوضات مع إسرائيل ثلاثة أشهر بشروط، ملوحا بحل السلطة إذا رفض هذا العرض. وبخصوص المصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، دعا عباس إلى ضرورة توافر النوايا الطيبة لدى جميع الأطراف لإنهاء حالة الانقسام، وأكد أنه «يجب أن نسير بالمصالحة»، قائلا إنه «آن الأوان لرفع الحصار عن القطاع لأن الوضع مأساوي هناك». وأوضح الرئيس الفلسطيني -في كلمته بافتتاح دورة المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في دورته الـ26 بمقر الرئاسة- أن الانقسام سينتهي وستعود الوحدة الوطنية الفلسطينية, مشيرا إلى أن اتفاق المصالحة الأخير قوض شعار إقامة دولة في قطاع غزة يجري توسيعها 1600 متر، وحكم ذاتي في الضفة الغربية. وردا على ادعاء إسرائيل بأن عباس أبرم اتفاق مصالحة مع «الإرهابيين»، قال عباس مخاطبا الإسرائيليين «أنتم أبرمتم اتفاقا معهم زمن (الرئيس المصري المعزول) محمد مرسي، فما معنى أنه ممنوع أن أذهب الآن إلى حماس». وفي شأن المفاوضات مع إسرائيل، شدد على أنه «لا مفاوضات من دون القدس، والعودة للمفاوضات مرتبطة بالتزام إسرائيل بوقف الاستيطان بشكل كامل وإطلاق سراح الأسرى، وإذا كانوا لا يريدون الالتزام بذلك فهناك الحل الآخر: عليهم تسلم كل شيء». وأضاف عباس «نحن نقول لدولة إسرائيل أنتم دولة احتلال، أنتم المسؤولون عن هذه الفراغات، تفضلوا تحملوا مسؤولياتكم، وهذا ما يجب أن نقوله، وهذا ما قلناه، فالوضع القائم لن نقبل به، واستمرار الاعتداءات على المواطنين والقدس لن نقبل به، أنتم دولة محتلة، بلغوا العالم بأنكم دولة محتلة، وفي نظر الأمم المتحدة فلسطين دولة تحت الاحتلال».وأكد أنه «لا مفر لنا إلا بالوصول إلى الحقوق الثابتة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ونحن متمسكون بحق العودة بالاستناد إلى مبادرة السلام العربية وبناء على قرار 194، ونحن لم نسقط حق العودة، ولن نقبل أبدا الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية».وفي ما يتعلق بالأسرى، قال الرئيس الفلسطيني «أسرانا في عقولنا، ولن يهدأ لنا بال إلا بخروج جميع الأسرى من سجون الاحتلال، ولن نقبل إلا بأن يعود كل واحد إلى بيته»، مشيرا إلى أن الإسرائيليين حاولوا أن يخلطوا بين إطلاق الأسرى والاستيطان، أو بين إطلاق سراحهم والمفاوضات، «وقلنا لهم هذا غير صحيح». ويأتي اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني -الذي يستمر يومين ويسعى لتقييم الإستراتيجية الفلسطينية من أجل إقامة دولة- بعد الإعلان الأربعاء الماضي عن اتفاق مصالحة بين وفد رسمي من منظمة التحرير وحركة حماس.ويقضي الاتفاق بتشكيل حكومة توافق خلال خمسة أسابيع، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وأخرى للمجلس الوطني الفلسطيني بشكل متزامن خلال ستة أشهر، ويستهدف إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي بدأ منتصف عام 2007.غير أن هذا الاتفاق لم يلقَ ترحيبا من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، فبينما عدّه الرئيس الأميركي باراك أوباما «غير مفيد» ردت إسرائيل الخميس بإعلانها تعليق محادثات السلام المتعثرة أصلا مع السلطة الوطنية الفلسطينية.في المقابل، أبدت المجموعة الدولية ترحيبها باتفاق المصالحة الفلسطيني، وعدّته خطوة مهمة لتحقيق السلام في المنطقة، وأشاد الاتحاد الأوروبي وفرنسا وتونس ومصر وقطر وتركيا ومجلس التعاون الخليجي بالخطوة الفلسطينية.بدوره، أشاد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني باتفاق المصالحة، كما رحب به أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس التونسي المنصف المرزوقي.
عباس: المصالحة مستمرة وسنمدد المفاوضات بشروط
أخبار متعلقة