صباح الخير
فعلت خيراً السلطات بإصدارها قرار منع الدراجات النارية - الموتور سيكل - من التجوال وممارسة مهنة نقل الركاب في كل من محا فظة صنعاء وأمانة العاصمة ومحافظة تعز مع تأكيد على مشروعية إيجاد بدائل عادلة لمن يقتاتون وعوائلهم من ممارسة هذه المهنة.ولعل إيجابية القرار تكمن بهدفه البيئوي وما تسببه العوادم المنبعثة من هذه الدراجات المنتشرة بكثافة من تلوث للهواء والبيئة وما تحدثه من ضوضاء تصم المسامع وتلهب الأعين والأنوف والشبكات الهوائية للبشر ومترتباتها الصحية فضلاً عن الإحاطات الأمنية لاسيما بعد أن أضحت بعض هذه الدراجات تستخدم كوسيلة أساسية لعمليات الاغتيالات وإزهاق الأنفس بالتوازي مع سيارات «الهيلوكس» وقد توخينا أن تتوسع إيجابية هذا القرار لتشمل وتعم كافة محافظات ومدن أراضي البلاد انطلاقاً من مبدأ الاقتداء بالإيجاب ذي النفع والمصلحة العامة وتخفيف بؤر السلب ومنابع إقلاق الأمن والأمان الاجتماعي.. خاصة وأن توسعة حجم الجرائم المقترفة والاغتيالات قد ولدت بين نفسيات ومخيلات المجتمع شعور التوجس والارتياب لمجرد سماع ضوضاء هدير ماكنات هذه الدراجات حد وضع الأيادي على القلوب ونطق الشهادتين وإطلاق تمتمات (اللهم استر.. اللهم الطف يا أرحم الراحمين).غير أن ما يثير التساؤل والاستغراب والاندهاش أيضاً هو الانتشار المفاجئ وعلى حين غرة لمثل هذه الدراجات في أسواق وشوارع محافظة عدن لتشكل ظاهرة قبل أن تكون مرعبة فهي ظاهرة غير مستحبة ودخيلة على المجتمع العدني الذي لم يألف التعايش مع مثل هذه الظاهرة من قبل إلا فيما نذر وللاستخدام الشخصي - الفردي وعلى نطاق ضيق للغاية ولم يألف التعايش مع أمثال من الدراجات النارية الناقلة للركاب وعشوائية إيجاد فرزات ومواقف نقل الركاب تماماً كما هو حاصل في وسط سوق مدينة المعلا وسوقها العام المكتظ بالمارة والمحلات التجارية والباعة على مدار الساعة. الأمر ببساطة يا جماعة الخير هو: هناك من ابتغى أن يكف شرور هذه الظاهرة صحياً وأمنياً ليصدرها إلى عدن وأبنائها الطيبين؟! وكأن لم يكف عدن وأهلها وسكانها المسالمين ما هم عليه من مواجع وفواجع وهموم حياتية ووضع صحي وبيئي مزر للغاية بل وما المبتغى من اختيار عدن في هكذا توقيت بالذات ولمصلحة من يتم ذلك أمام مرأى ومسمع كل الجهات والأجهزة التنفيذية والمحلية والأمنية والعسكرية دون أن يحرك ساكناً ولو من باب نبذ المعصية والضرر الاجتماعي ومراعاة للواجب المهني والأخلاقي والوازع الديني والإنساني على أقل تقدير.. فهل هم فاعلون؟!!