تنشط هذه الأيام منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية والرسمية لتأهيل وتدريب المعاقين في مجال حل النزاعات ليقوموا بدورهم الإيجابي في المجتمع. إن أهمية المشاركة الإيجابية للمجتمع في حل قضاياه المختلفة وأهمها تعزيز السلم الاجتماعي الذي يتطلب حشد طاقات المجتمع بكل فئاته ومكوناته، وفي طليعته المعاقون، لدعم وتعزيز السلم الاجتماعي من خلال التفاهم والاحترام، والتضامن، و يجب التركيز على المشاريع النفسية الاجتماعية والروحية عبر تطوير سلسلة من البرامج فيما يتعلق ببناء السلام بالتركيز على إزالة النزعة العسكرية، ونزع الأسلحة، من المدن الآمنة وإعادة الهدوء، والحد من الاتجار بالأسلحة، وإعادة توزيع الموارد ونشر العدالة المدنية.وإذا انتبهنا أكثر سنرى إن المعاق هو الضحية الأبرز لكل الحروب والنزاعات وهو صاحب الحِمل الأثقل من كافة تداعياتها.وتشير الإحصاءات حول العالم إلى أن المعاقين وبسبب الواقع الاجتماعي هم أكثر من يعاني في ظروف الحرب إلى جانب الأطفال. إن المعاق بطبيعته المسالمة لا يميل إلى استخدام العنف والقوة في علاقته مع الآخرين وهنا يمكن المراهنة على أن السلام الحقيقي يبدأ أولا في الأسرة، من خلال طريقة التعاطي بين أفراد العائلة على أساس اعتماد الحوار ومنع أي شكل من أشكال العنف، حيث أن دورالجهات المختصة في المجتمع كبير جدا ومحوري في التأثير علي وتوجيه سلوكه وغرس قيم وثقافة السلام، ونبذ كل أشكال العنف، بما يضمن وصول أجيال من المعاقين إلى المستقبل تعلي من شأن السلام والأمن، وترفض كل أشكال العنف والصراع والحروب تحت أية مبررات ، ووضع سياسة خاصة تلاءم حاجات المجتمع بما يسهل المشاركة الفعلية والفاعلة للمعاقين ويحفزهم على اقتحام كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويساعدهم في تذليل العقبات التي تعترض طريق مشاركتهم في الحياة العامة بأن يجعل من أدوارهم أدواراً تكاملية والتأكيد على ما جاء في قرار مجلس الأمن الذي اعتبر المعاق عنصراً فاعلاً وحيوياً في صناعة وتعزيز عملية السلام والأمن، فهو قادر على حل الصراعات .
المعاق .. الحلقة الأضعف في النزاعات والحروب
أخبار متعلقة