للمعنيين فقط
ما كانت لتعوزني ابداً خصوبة ووفرة المناسبات والمحطات وغنى الذكريات التي تجيش في النفس وتستوطن الروح وتمتد عبر مفاصل العمر لأباشر الكتابة عن زملاء وزميلات مهنة الحرف والكلمة وعن أيام الأرق والألق، والتجدد والملل والخوف والأمان، والتردد والاقدام التي تقاسمنا أوقاتها معاً وعشنا حلوها ومرها بكل حب وسخاء وتلازم تظللنا صفحات صحيفتنا (14 أكتوبر) تنثرنا وتلملمنا سطورها وعناوينها اليومية، تحملنا بلا كلل ولا ملل إلى فضاءات أجد وأبعد وأرحب وابقى من مساحات مكاتبنا وأروقة اجتماعاتنا وتحركاتنا ترسمنا مشاعر وهموم وعلاقات.ننقطع لنعود نتفيأ منها وفيها حيث نشاء نثراً وشعراً وأدباً وسياسة، خبراً وتحقيقاً ولقاءات وصورة وزمالة.تفاصيل ثرة كانت لنا لا بعض أيامنا بل ما فات منها وما تبقى فيها لا نستطيع أو نقوى على التحلل منها أو الخروج عنها أو نسيانها أو تناسيها وإن حاولنا، أو منع حضورها وملازمتها لنا، رغم طول وتشعب المسافات والطرق التي باعدت بيننا بدءاً من الموت الذي تخطف جلنا وأبقى على ما أبقى منا كل في مكان إما خارج الوطن أو داخله مكملاً مشواره مع الصحيفة أو بدونها وانتهاء بالبقاء على قيد الحياة، هذا البقاء المجحف الذي لولاه لما تسنى لي أن أعيش واشتم شيئاً من عبق الاحتفال بأعياد الميلاد التي اعتدنا ان نقيمها لكل زميل وزميلة طيلة أيام السنة مجددين ايامنا بالفرح والسعادة والألفة.هذه المناسبة التي ظننت ان أزمنة الاحتفاء بها قد ولت بموت وتفرق وتباعد ذلك الصف الواسع من الزميلات الصحفيات (سلوى صنعاني، ضياء واقبال محمد عبدالله، وكوثر شاذلي، ونبيلة عبده محمد،وهدى فضل، ونبيلة السيد، ورجاء، واسماء فضل، ونجوى، وإقبال الخضر، وسميرة محمد، ولبنى الخطيب، وخيرية شايف، وايمان رستم، وجميلة مكرد، ونادرة عبدالقدوس، وافراح صالح، وشفاء منصر، ونهلة عبدالله، ود. زينب، سوسن شطارة، وداد شبيلي) اللاتي لم اجد ابداً من ذكرهن والوقوف احتراماً واجلالاً بين ايديهن من خلال زميلتهن جميلة شبيلي التي مازالت تضمخ بعبير احتفالها بعيد مولدها في الـ 22 من ابريل من كل عام جنبات صحيفتنا (14 أكتوبر) التي لم تعرف يوماً معنى التنكر والجحود والنسيان.