في ظل تفشي البطالة وقلة فرص التوظيف يعاني الكثير من الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة إشكاليات تضطرهم إلى سلوك سبل مختلفة لقضاء فراغهم والتخلص من الشعور باليأس والإحباط فيقبلون بأقل القليل لإثبات وجودهم في المجتمع والحياة عامة من هذه السبل الالتحاق بالمعاهد والجمعيات والمدارس وغيرها للعمل كمتطوعين مثل الأسوياء المتضررين من تلك الأوضاع إلا أن معاناة المعاق أكثر، بسبب إعاقته وأحيانا إذا حالفه الحظ يصبح من ضمن المتعاقدين آملين في التوظيف مستقبلا!ولكنهم يستنفذون صبرهم وثقتهم بالأمل نتيجة المماطلة والمحسوبية ليدخلوا في دوامة الانتظار الطويل والمجهول فإما البقاء وإما الفراغ .. وما بين هؤلاء وهؤلاء تضيع صرخات فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الإعاقة الذين يحلمون بالتوظيف كسراب في الصحراء ليس له بداية او نهاية . ولكونهم أصحاب إعاقة تزداد حاجتهم للعمل حتى لا يكونوا عالة على أحد أو يمدون يدهم للغير لطلب المساعدة والشعور بالذل بسبب العديد من النظرات والمعاملة السيئة من قبل بعض المواطنين وقلة الوعي لدى أفراد المجتمع .اذكر جيدا العام الماضي امرأة معاقة حركياً جاءت إلى مدير إحدى المؤسسات طلبا لتوظيف إحدى ابنتيها المعاقتين أيضا ، فقالت وهي تحكي لي باستغراب عن انتظارها في صالة الاستقبال لمقابلة المعني بالأمر وكان السؤال : ماذا تريدين ؟ فأجابت بكل ثقة جئت لأستخرج لابنتي نصيبها من التوظيف في هذه المؤسسة الحكومية فهذا قرار من وزارة الخدمة المدنية حول هذا الموضوع بأن لذوي الاحتياجات الخاصة نسبة 5 % فقط على الأوراق أما فعليا للأسف لا وجود لهذه الوظائف بل انها تستخدم في العديد من المرافق لصالح الأسوياء متناسين وجود أصحاب الإعاقة المختلفة الذين بحاجة للدعم والوظيفة فتجد في عالمنا هذا ان الوظيفة بالنسبة إلى الأسوياء محسوبة في الغالب على « الشلة » أو «أصحاب الظهور». وماذا نقول عن هؤلاء الذين أثقلتهم الإعاقة وأصبحوا في خبر كان بالرغم من وجود وزارة كان لابد منها أن تعتني بهم فهذا واجب وطني تجاه هذه الشريحة ولكن من سيقوم اليوم بحماية حقوقهم المسلوبة والدفاع عنها. فما كان من تلك المرأة المعاقة إلا الاستمرار في المحاولة بعد أن تم تحويلها من مرفق إلى آخر دون فائدة وهكذا دواليك.. ومر العام دون وظيفة .. ومن هذا المنطلق أطالب وزارة الخدمة المدنية بإلزام مدراء ورؤساء الدوائر الحكومية بالالتزام بالنسبة المحددة لفئة المعاقين في التوظيف والتي دائما نكتب ونعيد حول هذا الموضوع دون فائدة فهل هناك أذن تسمع اليوم أنين ذوي الإعاقة؟..
أين نصيبنا من التوظيف يا خدمة ؟
أخبار متعلقة