طفح المجاري اصبح ظاهرة مشاهدة في معظم مديريات عدن يعاني منها المواطن الذي يعيش هنا بصورة دائمة وتعطي انطباعاً سيئاً لمن يأتي إلى عدن للزيارة والسياحة أو لقضاء بعض الاعمال الخاصة به ولم تقتصر هذه الظاهرة من طفح المجاري المزعجة والمؤذية على مناطق نائية من ضواحي عدن بل امتدت إلى الأسواق والشوارع الرئيسية في أهم المدن بما فيها مدينة كريتر التي تشاهد فيها من حين لآخر جداول مياه الصرف الصحي وهي تخترق أهم شوارعها بما فيها السوق الطويل مخلفة تلك الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتفسد على الناس حياتهم وانشطتهم المختلفة حيث تستقر تلك الجداول في الأرض المنخفضة مكونة العديد من المستنقعات والبحيرات الآسنة التي تكون مصدراً لتوالد البعوض والحشرات الضارة وبالتالي مصدر للأمراض والأوبئة المختلفة ناهيك عن الروائح الكريهة التي تستمر لفترة طويلة.وفي مديرية خورمكسر وتحديداً حي السعادة يعاني المواطنون في هذا الحي الكثير من بحيرات مياه الصرف الصحي التي يوجد بعضها منذ عدة سنوات دون ان تعطي السلطة المحلية ممثلة بالبلدية والمجلس المحلي ومدير عام المديرية الأهمية المطلوبة للقضاء على هذه الظاهرة والتخلص من تلك البحيرات والمستنقعات الآسنة التي تنبعث منها الروائح الكريهة ويستنشقها الناس في بيوتهم بصورة دائمة ناهيك عن معاناتهم من اسراب البعوض والذباب التي تغزوهم بصورة مستمرة وتسبب لهم الأمراض المختلفة وحولت حيهم إلى حي التعاسة بدلاً من حي السعادة.ولا شك ان درء المفاسد مقدم على جلب المنافع وانطلاقاً من هذه القاعدة الشرعية فإن على السلطة المحلية بعدن وبمختلف تكويناتها ان تضع الاولوية في عملها للقضاء على هذه الظاهرة (طفح مياه المجاري)التي انتشرت في معظم مديريات عدن وسيعد النجاح في ذلك من أعظم انجازات السلطة المحلية في محافظة عدن.لقد كان الزائر لعدن عندما يذهب إلى أسواقها وشوارعها المختلفة لا تفارقه روائح البخور والعطور والرياحين المختلفة باعتبار ذلك إرثاً حضارياً اشتهرت به منذ القدم مما يجعل الزائر لتلك الأسواق يشعر بالسعادة الغامرة ويحمل الذكريات الجميلة عن عدن النظافة والروائح الزكية فما بالنا اليوم لا نعيد لها سيرتها الأولى التي عرفت بها وتميزت بها كعنوان للنظافة والروائح الزكية الجميلة التي تبعث في النفوس الشعور بنشوة السعادة وحلاوة الحياة وحسن التعامل بين الناس.وإذا ما اخلصنا جميعاً لعدن خاصة من بيدهم الأمر في السلطة المحلية بأجهزتها المختلفة فسوف نستطيع القضاء على تلك التشوهات التي تعاني منها عدن والتي يأتي على رأسها وفي مقدمتها التخلص من ظاهرة طفح المجاري والقضاء على الاسباب المؤدية إلى هذه الظاهرة الخطيرة والمؤذية .. لأن عدن تستحق الأفضل حتى تكون الأروع والأجمل .. وكانت قبل باريس أرض العطور والبخور منذ التاريخ الأول.
أنقذوا عدن من طفح المجاري ...!
أخبار متعلقة