إن ما يثير التساؤل العجيب والاستغراب الطريقة الممنهجة لدى عناصر القاعدة وغيرها من التنظيمات والجماعات الارهابية واليائسة من الحياة تلك الطريقة التي كادت تقترب من الظاهرة اليومية المألوفة حيث تقوم باستهداف واغتيال عناصر من الأمن والجيش وتدمر المعسكرات والثكنات ونقاط التفتيش وبعض المرافق الأخرى العامة والخاصة ولكي نجد جواباً أو تفسيراً لهذا التساؤل والتعجب والاستغراب ينبغي البحث عن السبب أو الأسباب التي جعلت القاعدة أو أي تنظيم إرهابي يركز على تصفية واستهداف عناصر من الأمن والشرطة ليست صعبة أو معقدة لدى المحلل أو المتابع للشأن اليمني والأوضاع الراهنة للمشهد الوطني، إذا أراد معرفة هذه الأسباب المثيرة للاستغراب وأول هذه الأسباب التي تجعل عناصر القاعدة تستهدف عناصر الجيش والأمن ومقراتها وثكناتها وثغورها ونقاط تفتشيها هو خوف هذه العناصر الارهابية اليائسة من حماة الوطن والساهرين على أمنه واستقراره لأنهم يمثلون القوة الرادعة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن واستقراره وهم بمثابة المناعة والحصانة التي تحمي الجسد من الفيروسات والميكروبات والجراثيم التي تغزو الجسم الضعيف من داخله ومن خارجه فتصيبه بالأمراض الفتاكة التي تهدد حياته بل وتقوده إلى الوفاة لولا هذه المناعة والحصانة الدفاعية الرادعة.فقدان الجسم لمناعته وبفقدانه لهذه المناعة سيتعرض لأي انتكاسة في أي لحظة توصله إلى مفارقة الحياة بسبب هذا المرض.وثاني هذه الأسباب التي تجعل عناصر الإرهاب تستهدف عناصر الجيش والأمن لأنهم رمز لحماية الوطن والسيادة والنظام ولأنهم رمز للانضباط واليقظة والقوة الضاربة التي تمثل اليد القوية القاهرة وتمثل سلطة الدولة وبطشها وجبروتها وهي التي تباشر تنفيذ قرارات السلطة واحكام العدالة والقصاص والزجر والردع والسجن والتأديب للخارجين عن القانون والمنحرفين داخل المجتمع، ولذلك يخاف الإرهابيون من عناصر الأمن والجيش التي تراقب تحركاتهم وترصد سكناتهم وتحصي اخطائهم وزلاتهم وجرائمهم البشعة.ونكاية بالدولة والنظام والسلطة وتثبيطاً لسير عمل الحكومة تقوم العناصر الارهابية باغتيال وقتل عناصر الأمن والجيش وكأن الجماعات الارهابية قد قتلت وهزمت الحكومة والنظام والسلطة وعرقلت عملية البناء والتطوير وأوقفت عجلة التنمية إلى الامام لكي تظل البلد متخلفة عن ركب الحضارة والتقدم وتبعث برسالة إلى العالم الخارجي بأن اليمن بلد ميؤوس من تقدمه وتطوره وازدهاره، لأنه بلد قبلي متخلف من حالته السيئة إلى دولة مدنية حديثة لانه يشهد كل يوم قتل وإرهاب واغتيالات وعدم استقرار وأمن وفوضى عارمة ودائمة تهدد الأمن والسلام العالميين في منطقة حساسة واستراتيجية في جنوب الجزيرة العربية والقرن الأفريقي وممر للتجارة العالمية شرقاً وغرباً.سيقول لك أحدهم وهل كل من يقوم بهذه الافعال الإجرامية البشعة والاغتيالات الغادرة هو من تنظيم القاعدة الإرهابية وما يدريك أنها من ذلك التنظيم العالمي فقد ربما تكون تصفيات ثارية بين عناصر جهوية أو طائفية أو قبلية أغلبها جنائية لا سياسية أو قد تكون صراعات حزبية فقدت سلطتها وتريد استعادتها واستعادة أمجادها المفقودة وقد يكون استهداف عناصر من الجيش والأمن بهدف المساومة بين الحكومة وبين بعض الجماعات من أجل إخراج مجرمين من سجونهم، أو الحصول على مبالغ مالية باهظة من اجل الافراج عن مختطفين بهدف الابتزاز وكل هذا قد حدث في بلادنا ولكن الأبرز والأعم ان هناك من يشير دائماً إلى بصمات القاعدة نظرا لتشابه اساليبها وطرقها في تفجير سيارات مفخخة عن بعد أو عن طريق قنابل بشرية تحمل أحزمة ناسفة رهيبة أو ربما تكون هذه الأفعال الإجرامية تنفيذاً لاجندات خارجية هدفها زعزعة الاستقرار داخل الوطن الحبيب حتى تظل هذه البلاد في آخر قائمة الدول المحتاجة للآخرين، مستغلة بعض النفوس المريضة بداء حب المال وعندها استعداد ان تبيع البلاد بأرخص الأثمان بل ولا يهمها إصلاحها وتطويرها وتنميتها حتى لو قتل الشعب بأكمله وليس أفراد الجيش والأمن فحسب وقد رأينا كيف تم ضبط سفن بحرية محملة باسلحة متجهة إلى بلادنا من بلدان معروفة وإلى جهات داخلية محددة ومعروفة.لكن المحزن والمبكي ان لا يستطيع حماة الوطن حماية انفسهم نظراً لعدم وجود خطة استراتيجية لذلك وأين ضاعت اليقظة وكيف سيق الشعب بمن يحميه إذا كان هذا الجيش والأمن لا يستطيع ان يحمي نفسه أولاً؟.
|
آراء
لماذا يستهدفون حماة الوطن ..؟!
أخبار متعلقة