صباح الخير
كل من يعرف عدن المدينة والبحر والجبل والنوارس والطيور والحدائق.. كل من سبح واغتسل في بحر هذه المدينة الساحرة كل وكل.. سيدرك أنه من الصعب بل والمستحيل أن يولد حتى من يستطيع أن يخدش صورة وجمال هذه المدينة التي وبمشيئة المولى لا تلد إلا من يحمل قلباً عاشقاً ومحباً للحياة ومتسامحاً مع الآخرين.. عدن لا تعرف غير هذا الإنسان الذي ولد من باطن رحمها.. لا تعرف العنف والكراهية ولا حتى من يطلقون على أنفسهم «حماة الدين» والدين الإسلامي بريء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب.. وهم بالحقيقة وإن كانوا في الأصل من غير أبناء هذه المدينة هم جماعات إرهابية يعتقدون أن أسلحتهم وبمختلف أنواعها سوف تهزم عدن وتقتل براءتها وتشوه جمالاها وتخيف الناس منها!! لهم نقول عدن غير.. عدن لن يهزمها أعمال هؤلاء الإرهابيين الذين لا يعرفون من عدن غير اسمها وأن فيها بحراً وجبلاً ممكن أن تحميهم..لا يعرفون أن بحر عدن لا يقبل الجيفة وجبالها لا تأوي الفئران الهاربة..ولعل ما حدث صباح الأربعاء الماضي في المنطقة العسكرية الرابعة بالتواهي كان شاهداً على عظمة هذه المدينة والساكنين الطيبين فيها.. حاولت مجموعة إرهابية وفي يوم هادئ كباقي أيام عدن قتل الأبرياء وفي مقدمتهم حراس أمن واستقرار هذا الوطن.. حاولوا ضرب المدينة الساحرة التي لقنتهم درساً..حاولوا الاحتماء خلف أجساد الساكنين الأبرياء الذين رفضوهم بل قاوموهم وكانوا سنداً لأبطال قواتنا المسلحة والأمنية.صباح الأربعاء لم يتحول كما كان يتمنى الإرهاب إلى صباح أسود.. فبرغم نيران قتلهم إلا أن الطيور حلقت بعد ساعات في السماء.. والناس تجمعوا في المساء في أفراح عرسهم التي تعودت عدن عليها.. ساعات بل دقائق محدودة وحسم الأبطال الميامين مهزلة الإرهاب التي لا تعرفه عدن.. وأكدت المدينة وبحرها وجبالها وناسها الطيبون أن الإرهاب لا مكان له بينهم.. بل ترفضه وعملت على هزيمته في رابعة النهار.. وسطرت عدن ملحمة بطولية جديدة تضاف إلى تاريخها المرصع بالذهب منذ أن حاول المستعمرين احتلالها قبل أكثر من مائة عام.. قاومت بالحجارة مدافع المستعمرين.. سطور وملاحم جديدة سطرتها هذه المدينة يوم الأربعاء الماضي.. هزمت الإرهاب الذي كلما حاول المساس بالمدينة أنهزم..عاشت عدن مدينة الحب والسلام والخير والوئام.. عاشت مدينة البحر المعانق للجبل.. عاشت مدينة الطيور النوارس التي ترقص على أنغام مدينة كما حاول العابثون المساس بها دقت في أوجههم موسيقى الحب والسلام..الموقف الجميل والرائع سرعة النزول الميداني لراعي عدن المهندس وحيد علي رشيد ومعه قادة المنطقة العسكرية الرابعة إلى موقع الحادث..ومعاينة مواقع الأضرار وكذلك تفقد الجرحى في المستشفى للاطمئنان عليهم وتوجيهه بتقديم الرعاية اللازمة لهم.والموقف الأكثر جمالاً وروعة برقية التهنئة التي بعثها المناضل عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية إلى أبطال قواتنا المسلحة ورجال الأمن الذين تصدوا للهجوم الإرهابي الغادر وقدموا لوحة بطولية رائعة جسدت عظمة وقدرة رجال لا يهزمهم الإرهاب ولا يخيفهم الموت.