يعانون الصعوبة في الاختلاط والتفاعل مع الآخرين
إعداد/ نغم جاسميعتبر التوحد من الأمراض التي تنتشر في بلادنا والعالم العربي والمصابون به شريحة تعيش في المجتمع الذي نعيش بها بمختلف ظروفه، فمنهم من ينظر لهم نظرة رحمة وشفقة أونظرة استغراب فهو يرى شيئاً غير مألوف بنظره ولكنهم يمرون مرور الكرام وتستمر الحياة بشكل طبيعي، وهم تبقى حياتهم مليئة بالمعيقات فلابد من تقديم الدعم وتوفير البيئة الصحية والمناسبة التي تحميهم وتمكنهم من العيش في الحياة بطريقة سليمة وتسهل تعاملهم مع جميع الناس. والتوحّد أو الأوتيزم هو إحدى حالات الإعاقة التي تعوق المخ من استيعاب المعلومات وكيفية معالجتها وتؤدي إلى حدوث مشاكل لدى الطفل في كيفية الاتصال بمن حوله واضطرابات في اكتساب مهارات التعليم السلوكي والاجتماعي، ويعتبر من أكثر الأمراض شيوعاً التي تصيب الجهاز التطوري للطفل . وتظهر إعاقة التوحد بشكل نمطي خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل لكل حوالي 15-20 مولودا / 10.000، وتفوق نسبة إصابة الصبية أربع مرات نسبة إصابة البنات. ويعيش الأشخاص المصابون بهذا النوع من الإعاقة حياة طبيعية وتجدها منتشرة في جميع بلدان العالم وبين كل العائلات بجميع طوائفها العرقية والاجتماعية، ويستمر مدى الحياة وتظهر.وبالرغم من عدم وجود علاج لمرض التوحد، حتى الآن، إلا أن العلاج المكثف والمبكر، قدر الإمكان، يمكنه أن يحدث تغييرا ملحوظا وجديا في حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.الإعاقة تؤثر على طريقة التحدث التوحد هو إعاقة في النمو تستمر طيلة عمر الفرد وتؤثر على الطريقة التي يتحدث بها الشخص و يقيم صلة بمن هم حوله، ويصعب على الأطفال و على الراشدين المصابين بالتوحد إقامة صلات واضحة و قوية مع الآخرين، وعادة لديهم مقدرة محدودة لخلق صداقات ولفهم الكيفية التي يعبر بها الآخرون عن مشاعرهم.و في كثير من الأحيان يمكن أن يصاب المصابون بالتوحد بإعاقات في التعلم و لكن يشترك كل المصابين بهذا المرض في صعوبة فهم معنى الحياة.وجدت دراسة أمريكية أن تعرض الأم لأذى جسدي خلال فترة الطفولة قد يزيد من فرص إنجابها لأطفال يعانون مرض التوحد، وتزداد الفرص مع طول مدة التعرض لذلك النوع من الإساءات.وخلصت الدراسة التي أجرتها كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد عبر مراجعة بيانات أكثر من 50 ألف امرأة، أن من تعرضن لأعلى مستويات الأذى، بلغت احتمالات إنجابهن لأطفال يعانون أحد أنواع التوحد، نحو 60 في المائة.إلا أن أسباب الصلة الواضحة بين الاثنين، كما في نتيجة الدراسة التي نشرت بدورية «جاما للطب النفسي، لا تزال خافية.تعرض النساء للاعتداء له صلة بالتوحدوقالت أندريا روبرت، التي أعدت البحث: «نعلم أن النساء اللاتي تعرضن للإعتداء في مرحلة الطفولة أكثر استعدادا للإصابة بمضاعفات الحمل، مثل التدخين أثناء فترة الحمل، أو الإصابة بمرض السكري أو تسمم الحمل.»وأضافت: «ونحن نعلم كذلك أن الكثير مضاعفات الحمل وعوامل الخطر المرتبطة بالحمل لها صلة بالتوحد.»[c1] تشخيص التوحـد[/c]يتم تشخيص التوحد في الوقت الحاضر من خلال الملاحظة المباشرة لسلوك الطفل بواسطة اختصاصي معتمد وعادة ما يكون اختصاصياً في نمو الطفل أو طبيباًُ وذلك قبل عمر ثلاث سنوات، في نفس الوقت، فإن تاريخ نمو الطفل تتم دراسته بعناية عن طريق جمع المعلومات الدقيقة من الوالدين والأشخاص المقربين الآخرين الذين لهم علاقة بحياة الطفل مباشرة ، ويمر تشخيص التوحد على عدد من الاختصاصيين منهم طبيب أطفال / اختصاصي أعصاب المخ / طبيب نفسي / حيث يتم عمل تخطيط المخ و الأشعة المقطعية وبعض الفحوصات اللازمة وذلك لاستبعاد وجود أي مرض عضوي من الأطباء المختصين ويتم تشخيص التوحد مبنيا على وجود الضعف الواضح والتجاوزات في الأبعاد السلوكية التي تم ذكرها سابقا وإذا اجتمعت ثلاثة أنواع من السلوكيات سويا لدى الطفل يتم تشخيصه بالتوحد، وهناك بعض المراكز العالمية طورت نماذج تحتوي على أسئلة تشخيصية للحصول على أكثر المعلومات وتاريخ الطفل وأسرته منذ حدوث الحمل وحتى تاريخ المقابلة التشخيصية لكي يتسنى لهم التشخيص الصحيح.[c1]أعراض التوحد[/c]إن أعراض توحد تختلف من طفل لآخر بحيث وترتفع تخف من طفل لآخر، ونظراً للاختلاف الطبيعي بين كل طفل وآخر، فإنه ليست هناك طريقة معينة بذاتها تصلح للتخفيف من أعراض التوحد في كل الحالات. وتتفاوت شدة علامات التوحد من طفل لآخر فقد تكون الإصابة من بسيطة إلى شديدة .ومن تلك الأعراض: - ميول للعزلة والبقاء منفردا.- لا يميل للمعانقة .- فتور المشاعر.- اعتماد روتين خاص به يصعب تغييره ( مقاومة التغيير) .- الارتباط غير الطبيعي بالأشياء مثل دمية معينة اوأي لعبة أخرى .- لا يبدأ الحوار ولا يكمله .- الروتين اللفظي ويردد ما يسمعه .- عجز في التحصيل اللغوي واستعمالاته.- عجز في استعمال الأساليب غير اللفظية للتعبير ( حركات جسمية أو التعامل بالإشارات) . - بعضهم لا يبدي خوفا من المخاطر وممكن ايذاء الذات كشد الشعر أو عض نفسه . - القيام بحركات غريبة مثل رفرفة اليدين ، القهقهة بلا سبب.وقد أظهرت البحوث والدراسات أن معظم الأشخاص المصابين بالتوحد يستجيبون بشكل جيد للبرامج القائمة على البنى الثابتة والمُتوقعة (مثل الأعمال اليومية المتكررة والتي تعود عليها الطفل) والتعليم المصمم بناء على الاحتياجات الفردية لكل طفل، وبرامج العلاج السلوكي، و البرامج التي تشمل علاج اللغة، وتنمية المهارات الاجتماعية،و على أن تدار هذه البرامج من قبل أختصاصيين مدربين بشكل جيد، وبطريقة مناسبة.و يجب تشجيع الطفل وتحفيزه، كما يجب التقييم بشكل منتظم، كما لا يجب إغفال دور الوالدين وضرورة تدريبهما للمساعدة في البرنامج، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهما.[c1]أسباب التوحد :[/c]أسباب حدوث مرض التوحد لا تزال غير واضحة للعلماء ولكن الدراسات والأبحاث التي أجريت على الأطفال التوحديين بينت أن هناك ضررا وإصابة في الجهاز العصبي المركزي(الدماغ)،أما إثناء فترة الحمل أو بعد الولادة وخلال السنتين الأولى من عمر الطفل تسبب حدوث مرض التوحد , لكن هل هي بالتحديد جينية أي العوامل الوراثية أو تأثير البيئة مثل التسمم بالمعادن الثقيلة ( الزئبق والرصاص) أو الإصابة ببعض الفيروسات وعوامل أخرى. العامل الوراثي: بانتقال هذه الحالة وراثياً من الآباء إلى الأبناء وكأنها محمولة على جينات، اكتشف العلماء أن بعض الجينات لها دور في التسبب ببعض من الاضطراب وهذه الجينات تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب، بينما يؤثر بعضها الآخر على نمو الدماغ وتطوره وعلى طريقة اتصال خلايا الدماغ فيما بينها. وقد يكون أي خلل وراثي، في حد ذاته وبمفرده، مسئولا عن عدد من الحالات الذاتية.[c1]العامل البيولوجي والعصبي:[/c]تفسر هذه النظرية التوحد بحدوث خلل ما في الجهاز العصبي المركزي، ويعني ذلك أن هناك خللاً ما في المراكز العصبية في الدماغ وخاصة على القشرة الدماغية كما تفترض هذه النظرية أن هناك أسبابا عديدة ومحتملة لحدوث هذا الخلل في الجهاز العصبي المركزي ومنها:- تعاطي الأم الحامل للعقاقير والأدوية والمهدئات.- الالتهابات التي تصيب الأمل الحامل الناتجة عن الأمراض المعدية كالزهري والتهاب السحايا.- نقص الأكسجين أثناء عملية الولادة.العامل البيئي: جزء كبير من المشاكل الصحية هي نتيجة لعوامل وراثية وعوامل بيئية، مجتمعة معا. ، احتمال أن تكون عدوى فيروسية، أو تلوثا بيئيا مثل تلوث الماء ،تلوث الهواء و تناول المواد الغذائية السامة، التسمم بالمعادن الثقيلة.فقد يكون الطفل حاملاً للجين المسبب للمرض ثم يتعرض أولاً لبيئة تسبب ظهور أعراض المرض، ويرتبط التوحد بعدد من الجينات وليس جيناً واحداً.[c1]صفات مرض التوحد[/c]لا يحب الطفل التوحدي الحضن ولا الحمل وهو صغير ولا يتجاوب مع أغاني الأطفال التي تصدرها الأم أو الابتسامات وكل حالة تختلف عن الاخرى فليس هناك قاعدة تضم الجميع،ولكن اغلبهم يشتركون في القصور في ثلاث مناطق تطورية بالنسبة للطفل هي:1ـ القدرة على التواصل .2ـ تكوين العلاقات الاجتماعية .3ـ التعلم من خلال اكتشاف البيئة من حوله كالطفل الطبيعي.السمات الأساسية لنمو الطفل التوحدي:- الصعوبة في الاختلاط والتفاعل مع الآخرين، ويتصرف الطفل كأنه أصم، و يقاوم تغير الروتين، ويضحك بدون مناسبة، لا يبدى خوفا من المخاطر، و يشير بالإيماءات ،لا يحب العناق ، كثير الحركة، لا يستطيع التواصل مع البشر،لديه ارتباط غير مناسب بالأجسام والأشياء ، يطيل البقاء واللعب الانفرادي، أسلوبه متحفظ وفاتر المشاعر، غير اجتماعي مع الآخرين، لا يستجيب لمناداة اسمه، عجز في التحصيل اللغوي واستعمالاته.[c1]المحاكاة:[/c]1. المحاكاة الصحيحة : يستطيع الطفل محاكاة نطق الكلمات والحركات التي تتلاءم ومستوى مهاراته وقدراته .2. اضطراب بسيط في المحاكاة والتقليد: يحاكي الطفل السلوكيات البسيطة مثل التصفيق و نطق الأصوات وقد يتم حثه من حين إلى آخر على محاكاة بعض السلوكيات أو تتأخر استجاباته.3. اضطراب متوسط في المحاكاة والتقليد، يحاكي الطفل بعض السلوكيات جزءاً من الوقت فقط، ويتطلب ذلك محاولة ومثابرة من قبل الكبار، وغالباً ما تتأخر استجابة الطفل لمحاكاة بعض من هذه السلوكيات.[c1] السلوك :[/c] ينفذ حركات متكررة مثل، الهزاز و الدوران في دوائر أو التلويح باليدين. ينمي عادات وطقوسا يكررها دائما. يفقد سكينته لدى حصول أي تغير، حتى التغيير الأبسط أو الأصغر، في هذه العادات . يصاب بالذهول والانبهار من أجزاء معينة من الأغراض، مثل دوران عجل في سيارة لعبة.شديد الحساسية، بشكل مبالغ فيه، للضوء، للصوت أو للمس، لكنه غير قادر على الإحساس بالألم.