موسكو/متابعات:صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس السبت بأن وجهات النظر الروسية والغربية بشأن الأزمة الأوكرانية تتقارب، مما يمهد الطريق إلى «مبادرة مشتركة» ممكنة، في حين اتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأميركي باراك أوباما للمرة الأولى منذ إعلان العقوبات المتبادلة بين البلدين للتباحث مباشرة حول القضية.وقال لافروف لقناة «فيستي» الروسية إن «وجهات نظرنا تحقق تقاربا»، موضحا أن لقاءه الأخير بوزير الخارجية الأميركي جون كيري في لاهاي واتصالاته مع ألمانيا وفرنسا ودول أخرى تشير إلى أن إمكانية مبادرة مشتركة تقدم إلى أوكرانيا بدأت ترتسم.وأكد وزير الخارجية الروسي أن بلاده لا تنوي إطلاقا عبور حدود أوكرانيا، بينما تقول كييف إن موسكو حشدت حوالي مائة ألف جندي على حدودها الشرقية، مما يثير مخاوف من تدخل في شرق البلاد.من جهة أخرى، طلب الوزير الروسي أن يتم «العمل جماعيا» للخروج من الأزمة، وأن «تتوقف تجاوزات» المحتجين الذين طردوا الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من السلطة.واقترح لافروف إقامة «نظام فدرالي» في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، معتبرا أن الفدرالية ليست «كلمة محرمة»، لاسيما وأنها مطلب لمنطقتي الجنوب والشرق، على حد تعبيره.وفي سياق مواز، قرر الناشط السياسي فيتالي كليتشكو اليوم السبت الانسحاب من سباق الرئاسيات الأوكرانية المزمع إجراؤها يوم 25 مايو/أيار القادم، وأعلن منح دعمه لرجل الأعمال بيترو بوروتشينكو. وأرجع كليتشكو قراره في مؤتمر عقده حزب التحالف الديمقراطي للإصلاح في كييف إلى حرصه على توحيد جبهة الديمقراطيين عبر تقديم مرشح واحد، معلنا أنه ينوي الترشح لتولي منصب رئيس بلدية كييف.في السياق ذاته، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الروسي أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الأميركي لبحث اقتراح أميركي لإيجاد مخرج للأزمة في أوكرانيا.وقالت الرئاسة الأميركية إن هذا الاقتراح سبق أن عرضته الولايات المتحدة وسيكون موضع مباحثات مباشرة بين وزيري خارجية البلدين جون كيري وسيرغي لافروف، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي اقترح أن تقدم روسيا ردا مكتوبا على هذا الاقتراح.ويعتبر هذا الاتصال الهاتفي بأوباما الأول منذ فرضت واشنطن عقوبات جديدة على مسؤولين روس كبار أو مقربين من بوتين إضافة إلى أحد المصارف.وفي وقت سابق ، حض أوباما في مقابلة تلفزيونية الرئيس الروسي على سحب قواته المنتشرة على طول الحدود مع أوكرانيا، قائلا إن كييف تواصل تبني نهج ضبط النفس وعدم التصعيد حيال الأزمة، كما حض روسيا على دعم هذه العملية وتجنب استفزازات إضافية.من جانبه، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد له عدم وجود أي نية روسية لغزو جنوب أوكرانيا أو شرقها.وقال بان إن بوتين أعرب عن قلقه حيال بعض العناصر المتطرفة على طول الحدود، مكررا أنه سعى إلى إقناع موسكو وكييف بخفض التوتر والبدء بحوار مباشر وبناء، منبها إلى أنه في مرحلة التوتر الحاد فإن شرارة تكفي لاندلاع النار مع عواقب غير متوقعة.وجدد الأمين العام للأمم المتحدة تأكيده مواصلة الهيئة الأممية جهودها لتهدئة الأزمة عبر الدبلوماسية ووجود مراقبين لحقوق الإنسان في أوكرانيا.وأعلنت الأمم المتحدة أن 15 من هؤلاء المراقبين بدؤوا عملهم في أوكرانيا ولكن ليس في القرم، وسينسقون مع مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المنتشرين هناك.وأعرب بان عن أسفه لكون الأزمة في أوكرانيا تحولت إلى «أزمة حول أوكرانيا» بين روسيا والدول الغربية، معتبرا أن هذا التوتر يستقطب اهتمام المجتمع الدولي ويمنعه من التركيز على مشاكل أخرى مثل التنمية المستدامة والتبدل المناخي.في السياق ذاته، دعا نائبان أميركيان نافذان أحدهما السيناتور جون ماكين، الجمعة الولايات المتحدة والحلف الأطلسي إلى تزويد الجيش الأوكراني بأسلحة خفيفة وذخائر وأسلحة دفاعية مثل الأنظمة المضادة للدبابات والمضادة للطيران.
لافروف يتحدث عن «مبادرة مشتركة» مع الغرب بأوكرانيا
أخبار متعلقة