صباح الخير
كل من عاش أو شاهد مدينة عدن الجميلة والساحرة، قبل نحو عامين ويشاهدها اليوم، سيدرك الفرق الكبير وما حدث من تغييرات أشبه بالمعجزة في زمن قياسي قصير مقارنة بما كانت تعيشه عدن وأبناؤها. حيث كانت الطرقات بما فيها الطرقات الرئيسية مغلقة وتتراكم الأتربة والقمامات فيها..كهرباء تنقطع لساعات في اليوم على المدينة الحديثة وعانى سكان عدن الكثير والكثير من هذه الانقطاعات إلى جانب تضرر الخدمات الصحية والتعليمية والخدمية إلى جانب غياب السياحة الداخلية التي كانت تتميز بها المدينة طوال العام..هذا إلى جانب الانفلات الأمني الذي جعل عدن والساكنين فيها يعيشون حالة رعب وخوف كل ساعة وليس كل يوم فقط..كل شيء في مدينة عرفها العالم بأنها عروس البحر، كان منهاراً حتى الناس فيها نسوا المدنية وكادوا يتحولون إلى وحوش..أطفال بعمر البراءة يحملون السلاح ويجوبون الشوارع..توقف التعليم نتيجة الفوضى الأمنية..والأدهى غياب السلطة المحلية وكانت عدن يسيرها في الغالب جماعات فوضوية أطلقوا على أنفسهم أنهم (ثوار) ولا أبالغ لو قلت إن البحر توقفت مياهه..البحر الذي كان سكان عدن يهربون إليه حماية من الحر الذي يشتد في الصيف.. واختفت طيور البحر التي سكنت بالقرب من بحيرة صغيرة قرب المطار.أقول كل شيء جميل كان في عدن توقف..حتى كدنا ننسى عدن الليل والسهر الناعم بالأمن والاستقرار..حتى كدنا أن ننسى صوت الموسيقى الذي تحول إلى صوت الرصاص والقذائف التي كنا نسمعها صباحاً ومساءً..اليوم تعالوا إلى عدن..ستقرؤون سطوراً جديدة وحياة أخرى بإذن الله تعالى وبفضل الأبناء والمحبين والعاشقين لهذه المدينة ستكون أجمل من اليوم سيكون الغد مع الصبر والحكمة وبذل الجهود المخلصة غد عدن المدينة التي حلمنا بسحرها ونتباهي بها أمام الآخرين كلما غادرناها للعلاج أو السياحة وحتى في المهمات العملية والرسمية..نعم القادم بإذن الله سيكون أجمل من اليوم في عدن، التي علينا أولاً أن لا ننسى الجهود الكبيرة والمخلصة التي بذلها ربان سفينة عدن في بحر كانت أمواجه تتلاطم وترتفع أحياناً لتصل إلى مستوى الجبال الشاهقة..إنه الأستاذ العزيز ابن عدن وحيد علي رشيد المحافظ الذي رغم اختلافنا معه في أحيان ولقائنا معه في أحيان كثيرة..كان خلق هذا التحول الإيجابي الذي نشهده اليوم في عدن..وسيكون القادم أجمل لو تضافرت جهودنا جميعاً نحن أبناء المدينة والمسئولين المحليين فيها مع جهود الأخ المحافظ..وعملنا يداً واحدة من أجل أن تكون عدن كما كانت عروس البحر الأحمر، فخير عدن وأمنها واستقرارها بيدنا نحن أبناءها أولاً وأخيراً.