أصدر مجلس الأمن الدولي مؤخراً القرار رقم (2140) حول بلادنا ووضعه تحت الفصل السابع وقرر فيه أن الحالة في اليمن تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين في المنطقة وورد في الفقرة رقم (5) منه ما يلي:(يعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه إزاء استخدام وسائل الإعلام للتحريض على العنف وإحباط التطلعات المشروعة لشعب اليمن في التغيير السلمي) يفهم من الفقرة الآنفة الذكر أن وسائل الإعلام المختلفة سواء كانت صحفاً أو قنوات أو مواقع اليكترونية تعتبر من أخطر الوسائل التي تصنع رأياً عاماً محرضاً يحرك المجاميع ويؤلب بعضها على بعض بل ويشحن شحناً طائفياً أو مناطقياً أو حزبياً أو قبلياً وحتى اصحاب مصالح مستقلين أو غيرهم يوظفون أموالهم في وسائل إعلامية تعمل على زرع الفتنة والكراهية والعداوة بين شرائح أبناء الوطن الواحد بل (وتقرح عصا بين بعضهم البعض) باعتبار ان هذه الوسائل الإعلامية سلاح ذو حدين يمكن توظيفها في الاصطفاف الوطني والتلاحم وإصلاح ذات البين والتصالح والتسامح والحفاظ على الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي ويمكن توظيفها في تمزيق اللحمة الوطنية وفي التشكيك بثوابت الأمة وفي اختلاق الأكاذيب والافتراءات وإلصاقها بالحكومة أو الكيانات أو الأفراد والشخصيات الوطنية النزيهة أو الطعن والتشكيك في أي توافق وطني أو أي مشروع مستقبلي يخدم أمن واستقرار وتنمية البلد وهذا السلوك الإعلامي غير المنضبط وغير المسؤول الذي يصطاد في الماء العكر مستغلاً الحرية المتاحة وغياب هيبة الدولة وسلطتها وانشغالها في ترتيب الأولويات للبيت اليمني الذي عصفت به الأزمة التي حدثت عام 2011م، ومازلنا نعاني منها حتى هذه اللحظة .. فينبغي على الدولة والحكومة من الآن وصاعد ان تقوم بدورها خير قيام وان تضع حداً لهذه السلوكيات الإعلامية النشاز التي تغرد خارج السرب ولا تشعر بالمسؤولية جراء تصرفها هذا ولا تدري بنتائجه في قلوب ومشاعر وافكار الناس الذين تقوم بتحريضهم ضد أي تقارب أو تصالح أو اصطفاف والتشكيك بين أوساطهم في كل منجز تقوم به الدولة أو الحكومة يخدم الصالح لأن وسائل الإعلام هذه لا تعي نتائج تصرفاتها الغريبة والمريبة والعجيبة والمغرضة وتناست بأن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير قد أعرب عن قلقه من سلوك هذه الوسائل الإعلامية المعارضة لمجرد المعارضة فقط وتناست بأن هذه المرحلة تحتاج إلى لملمة الجراح ورص الصفوف والالتفاف حول القيادة السياسية ومعاونة الحكومة في انجاح مهامها خاصة وهي حكومة توافقية والظرف يستدعي التوافق لا التنافر وزرع الفرقة وتمزيق البلاد لأن العالم يريد ان يحافظ على تماسك المجتمع اليمني ولو كان يريد تقسيم البلاد لقسمها كما قسم السودان الشقيق فليع اصحاب وسائل الإعلام البعيدون عن الواقع هذه الإرادة الدولية التي ستعتبرهم من المعرقلين للتسوية السياسية في اليمن وستطبق عليهم العقوبات اللازمة التي ينص عليها الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وهذا السلوك والتصرف الذي تنتهجه بعض وسائل الإعلام المغردة بعيداً وكأنها أتت من كوكب آخر غير كوكب الأرض ومن بلاد غير بلاد اليمن غير عابئة بتلميحات واشارات مجلس الأمن الدولي في قراره الأخير المتعلق بالحالة في بلادنا وأبدى قلقه تجاه استخدام بعض وسائل الإعلام التحريض على العنف واحباط التطلعات المشروعة لشعب اليمن في التغيير السلمي. الجميع يعلم ويعرف بأن شرف المهنة الإعلامية يعتمد على المصداقية في نقل الخبر والبحث عن الحقيقة ونقلها واضحة وصريحة وعلى التوفيق والإصلاح بين شرائح وطوائف واطياف وفئات واحزاب المجتمع ولا يزرع الفتنة بينهم أو يصطاد في الماء العكر وان يعمل على مواكبة الواقع واحترام النظام والقانون ولا يبث الأكاذيب والافتراءات أو يختلقها لأن هذه السلبيات جميعاً ليست من أهداف العمل الإعلامي الصادق مع نفسه والمستقل والباحث عن الحقيقة المساعد في استقرار وأمن وسكينة الوطن والمواطن.اننا نحتاج إلى وسائل إعلام نزيهة تحترم عقلية القارئ والمواطن الذي بدأ يميز بين الغث والسمين من هذه الوسائل الشيطانية التي تفرق بين الأخ وأخيه وتزرع الفتن ما ظهر منها وما بطن.
|
آراء
وسائل إعلام من كوكب آخر ...!!
أخبار متعلقة