صباح الخير
واخيراً صدر وبالإجماع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140 تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وهو قرار يتصف في هذه المرة بالوضوح والشمول ويضع النقاط على الحروف وبقدر ما يتضمن هذا القرار الدعم الواضح من أعلى سلطة أممية في العالم لعملية التغيير في اليمن واستكمال عملية الانتقال السياسي إلى الدولة الاتحادية الحديثة المبنية على المشاركة الشعبية الواسعة في صنع القرار وفي تقاسم السلطة والثروة وكذلك الإشادة بقيادة الأخ الرئيس المناضل / عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي يقود هذه المرحلة الفارقة في حياة الشعب اليمني بصورة تظهر فيها حكمة القائد وشجاعته واقتداره .. فان القرار ينذر المعرقلين لهذه العملية باتخاذ العقوبات المناسبة بحقهم ومحاسبتهم على كل ما يصدر منهم ويشكل تهديداً لأمن واستقرار اليمن حتى تتحقق طموحات الشعب اليمني التي قامت من اجلها ثورة الشباب الشعبية السليمة وفي سبيل تنفيذ هذه العقوبات فقد تبنى مجلس الأمن إنشاء لجنة عقوبات تابعة له مهمتها مراقبة وتسهيل تجميد الأموال ومنع السفر وتقصي المعلومات حول الأفراد والكيانات المتورطة في الأعمال المعرقلة للمرحلة الانتقالية أو تهديد امن واستقرار اليمن ، وهذا يعني أن على قوى الشر والتخريب أن تدرك أن المجتمع الدولي يرصد وبدقة أعمالها الممنهجة لتهديد الأمن والاستقرار وتقويض عملية التغيير السلمي التي يتطلع إليها الشعب وسوف تلقى - لا محالة جزاءها الرادع على أعمالها الإجرامية التي تقترفها بحق الشعب اليمني إن لم ترجع عن غيها وتكفر عن جرائمها باحترام إرادة الشعب وحقه في التغيير وبناء دولته الحديثة وان تخضع لمطالب الشعب في استرداد حقوقه المنهوبة. وقد رحب القرار الاممي بعودة الأموال المنهوبة وهذا الترحيب يتطلب من الحكومة ومن جميع الجهات الرسمية والشعبية المعنية بهذا الأمر أن تتفهمه وتضعه في إطاره الصحيح فهو يعني أن المجتمع الدولي يقف إلى جانب الشعب اليمني في استرداد أمواله المنهوبة وانه سيدعم كل الإجراءات التي تتقدم بها اليمن في سبيل الحصول على هذا الحق وما على تلك الجهات في بلادنا وعلى رأسها الحكومة سوى أن تسرع باتخاذ جميع الإجراءات القانونية التي بموجبها يستعيد الشعب أمواله المنهوبة من أية جهة كانت حتى يستفيد من تلك الأموال في تحقيق النهضة التنموية الشاملة في مختلف المجالات ويؤسس لدولة مدنية حديثة وبالتالي فانه يستغني بذلك عن طلب المساعدات من المجتمع الدولي هذا بالإضافة إلى أن بقاء تلك الأموال بأيدي من نهبوها يشكل تهديداً لأمن واستقرار اليمن فمن خلالها وبها يتم التمويل لعمليات الإرهاب والتخريب في سبيل وقف عملية التغيير السلمية في اليمن وتفويضها وقيام دولة اليمن الاتحادية الحديثة ولذلك فإن الترحيب الاممي بعودة الأموال المنهوبة يضاعف من المسؤلية على اليمن في أن تتحرك لتحقيق هذا الهدف. ومن النقاط المهمة التي تضمنها القرار الاممي دعوة الحكومة اليمنية إلى تحديد جدول زمني قريب لتعيين أعضاء لجنة التحقيق في انتهاكات 2011م مع التأكيد على ضرورة إجراء تحقيقات شاملة ومستقلة ونزيهة في انتهاكات حقوق الإنسان تتماشى مع المعايير الدولية وعلى الرغم من مرور أكثر من عامين على تلك الانتهاكات والجرائم التي مارسها النظام السابق بحق المتظاهرين والمعتصمين سلمياً إلا انه لم يحقق فيها حتى الآن نظراً لهيمنة قوى الظلم والطغيان والفساد على الأوضاع في البلاد ومما يدل على ذلك انه ما زال حتى الآن أعداد من شباب الثورة في غياهب السجن بتهم ليس لها أساس من الصحة ولا يقبلها العقل وإنما انتقام منهم على انضمامهم إلى ثورة الشباب الشعبية السلمية بالإضافة إلى وجود مخفيين منهم قسرياً ولكن العدالة ستطال الظالمين مهما طال الوقت وان لم تطلهم عدالة الأرض فسوف تطالهم عدالة السماء لا محالة. ولا شك أن هذا القرار الاممي الأخير الخاص باليمن قد استلهم في مضمونه العام مخرجات الحوار الوطني الشامل التي اقرها اليمنيون بمختلف تكويناتهم السياسية والشعبية باعتبار هذه المخرجات تشكل خارطة طريق واضحة لليمنيين وهي عبارة عن منظومة متكاملة لقيام الحكم الرشيد في اليمن الذي يتطلع إليه اليمنيون جميعاً في ظل قيادتهم الحكيمة بزعامة الأخ الرئيس المناضل / عبدربه منصور هادي الذي اثبت قدرته على العمل والانجاز في سبيل تحقيق مصالح اليمن العليا والتزامه بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله والتصدي لقوى الشر والتخريب بكل قوة واقتدار ولذلك فان الرئيس هادي بقدر ما يتمتع به من صفات البساطة والتواضع والانفتاح على الجميع إلا انه في الملمات والخطوب يصبح كالطود الشامخ الذي لا يتأثر بعوامل التعرية المختلفة مهما كانت شدتها وتأثيرها. واخيراً نقول للمعرقلين لعملية التغيير في اليمن كفوا أيديكم عن أعمال الشر والتخريب التي تهدد الأمن والاستقرار ولا تتصرفوا كالنعامة فالشعب اليمني يعرفكم ويقف لكم بالمرصاد والمجتمع الدولي يرصد أعمالكم الممنهجة ضد امن اليمن واستقراره وتقويض عملية التغيير السلمية وان لم تفعلوا فانتظروا العقاب والمحاسبة والظلم مرتعه وخيم.