وسط دعوات لإنهاء الصراع..
جوبا / متابعات :صد جيش جنوب السودان أمس الأحد هجوما للمتمردين ثلاث مرات على مواقعه بالقرب من بلدة بور التجارية، بينما دعا الصليب الأحمر الدولي طرفي الصراع لإنهاء أعمال العنف، وسط تأكيد أممي لمقتل مدنيين بأيدي مسلحين تابعين لـرياك مشار النائب السابق للرئيس سلفاكير ميارديت.وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان فيليب أجوير إن مواقع الجيش هوجمت هذا الصباح ثلاث مرات في بور الشمالية في منطقة جاديانج، مضيفا أنه تم صد هذه الهجمات وشن هجمات أخرى متلاحقة صباح أمس.وتقع بور على مسافة 190 كيلومترا شمالي جوبا وتناوب الطرفان المتحاربان السيطرة على البلدة ثلاث مرات منذ ديسمبر الماضي، حينما اندلع القتال بين قوات الجيش الشعبي الموالي للحكومة وبين القوات المتمردة.وتخوض القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفاكير ميارديت قتالا -على مدى أكثر من شهرين- ضد متمردين موالين لنائبه السابق مشار، ما دفع هذا البلد المصدر للنفط إلى شفا حرب أهلية.واندلع القتال بادئ الأمر بسبب خلاف سياسي لكنه سرعان ما اكتسب طابعا عرقيا بشكل متزايد، حيث وضع قبيلة الدينكا التي ينتمي لها سلفاكير في مواجهة مع قبيلة النوير التي ينتمي لها مشار.وجاءت الهجمات القريبة من بور، بعد هجوم للمتمردين الثلاثاء على ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل المنتجة الرئيسية للنفط في شمال هذا البلد الذي تعم فيه الفوضى.ويسيطر كل طرف على أجزاء من ملكال منذ أن أغارت القوات الموالية لمشار على البلدة وقاتلت القوات الحكومية.وفي السياق، اعتبر المتحدث باسم الجيش الشعبي أن استعادة القوات الحكومية لملكال من يد المتمردين «مسألة وقت».وكانت مباحثات السلام بين حركة التمرد وحكومة جنوب السودان قد تعطلت الجمعة الماضية في أديس أبابا، بسبب تجدد المعارك في مدينة ملكال الإستراتيجية.من جهتها، أكدت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أنها جمعت شهادات عن عمليات قتل مدنيين بينهم أطفال بأيدي مسلحين تابعين لمشار في ملكال.وقالت الأمم المتحدة -في بيان- إن دورية لبعثتها في جنوب السودان زارت ملكال الخميس الماضي، والتقت شهودا قالوا «إن أفرادا في قوات المعارضة استهدفوا وقتلوا عشرة مدنيين عزل في مستشفى ملكال».وأضافت أن «عمليات القتل هذه وقعت في 19 فبراير على أساس الانتماء العرقي، وأن العاملين لديها شهدوا إعدام طفلين خارج محيط القاعدة الأممية في ملكال التي لجأ إليها آلاف المدنيين». وأضافت أن عملية القتل هذه «ارتكبها شبان مسلحون متحالفون مع قوات المعارضة».