من رآه وهو يحرث الملعب ويغرس بذوره التي لا تصدأ ويوزع كراته التي لاتخطئ و تمريراته التي تعرف أين تتجه وتستقر فانه حتما سيعرف انه لاعب خارج عن المألوف وطينة وعجينة صنعت بيد عظيم وأنامل فنان لا يعرف النشاز له طريقا ..قدماه تعزف ولا تركل الكرة وجسده كله آذان صاغية لتوجيهات وأوامر عقله المشبع والممتلئ بالفن الكروي واللعب الحديث والجديد على ملاعبنا الكروية فمن رآه لا يقول إلا كلمة (الله) لما يعرضه هذا اللاعب من فنون لم تكن قد دخلت في عالم الكرة اليمنية على الأقل وعزف انفرادي فريد من نوعه علما بأنه لاعب ونجم لا يفقه كثيرا في فن العزف المنفرد إلا إذا دعته الضرورة لذلك وما أكثر الضرورات التي تجبره على ذلك العزف للخروج من مأزق او لبلوغ غاية بأسهل الممرات وأيسرها واقصرها ..إلا انه لاعب جماعي وضارب لإيقاع فريقه إذا حسم الفريق الأمر وأراد الانتصار فهو صاحب اللمسة قبل الأخيرة وهو ملك التمرير الحاسم وهو صائد الفراشات الطائرة التي تزغرد للهدف وهو من يرفع الراية الصفراء إيذانا بالفوز الشعلاوي ..هناك لغة خاصة بينه وبين الكرة لا يعرف أبجدياتها إلا القلة الأقل من قليلة ومفردات لايقرأها إلا من به موهبة مخزونة في لبه ويجيد تصريفها لباقي جسده في حركات انسيابية منسجمة وكل تفصيلات ومفردات جسمه الرشيق تستمع و تلبي طلبات ذلك العقل الصغير المحشور أعلى الرأس وتنفذ توجيهاته بدقة متناهية وسلاسة تفرض عليك المتعة معه حتى وان كنت من خصومه الكرويين ولسان حالك يقول (الله يستر من هذا الموال العدني الذي لا يعرف الكد والتعب ولا يجيد اللعب العشوائي ) إن وطئت قدماه ارض الملعب فهو في طقوس وحصة دراسية غاية الأهمية وبالغة التركيز حتى أن التركيز يعتبره حصنه الحصين وحال فقدانه للتركيز تبدأ فصول التراجع الأصفر رويدا رويدا إلا انه لا يفقد التركيز أن لاحظ معشوقته تتدحرج على الأقدام وكيف يفقد التركيز وهو احد صناع المتعة الشعلاوية التي أهدت لجماهيرها درع آخر دوري قبل تحقيق الوحدة مع بقية عناصر عصر البنكنوت الأصفر المتوهج دائما في أواخر الثمانينات ..وكنا نبحث دوما عن المتعة الكروية إذا لعبت فرق عديدة إلا أن في صدارتها فريق الشعلة ولم لا وهو من يصطف في طابوره الكروي اللذيذ عمالقة أفذاذ من الصعوبة تذكرهم جميعا إلا إن الوقوف أمام كل من علي موسى وأبو علاء وفضيل وما إدراك ما فضيل ذلك الفتى الأشعث صاحب الشعر الطويل المرسل إلى الخلف وصاحب بل صانع الإيقاع والتنين الأصفر إذا قام من غفوته ونهض فلا تستطيع حتى الجبال إيقافه وغيرهم أمثال العملاق حسين صالح واخوانه الذين هم أشبه بـ» كان وأخواتها» في اللغة كذلك هم في الشعلة والديدي والشاعر .. ولكن! ولكن يبقى النجم الخلوق صالح الحاج هو درة الشعلة الحصينة التي لاتقدر بثمن. أنيق من غير زهو راقص بدون إيقاع و صالح الحاج أثناء الضغط على فريق الشعلة بمثابة سفينة نوح الهادي لطريق الفوز وعصا موسى الكاسرة للأحجار والأشجار المعترضة سبيل الناشدين النشيد الأصفر الذي كان آخر نشيد وطني بطولاتي قبل الوحدة . شكرا لكم جميعا فانتم لم تمتعونا فحسب ولكن جعلتم رحلة الإمتاع تمكث عقودا عديدة..وكفى.
|
رياضة
صالح الحاج..(سفينة نوح )
أخبار متعلقة