ابتسام العسيري :واجهات البيوت تدل على ساكنيها وكما يبدو أن ساكني هذا المنزل يحملون من الأصالة ما تكفيهم للحفاظ على تراث أجدادهم ونمط مدينتهم عبر العقود الماضية دلالة على حبهم لمدينتهم ووعيهم بقيمة القديم وتذكيرا بتاريخها وتفاصيله التي تحملها هذه الشرفات المصنوعة من المشغولات الخشبية، والتي كانت تسمى قديما بالمشربيات.إن هذا الطراز من البناء لم يصنع هدرا بل صنع بما يتوافق وطبيعة البيئة في مدينة عدن وطبية العادات والتقاليد .. فبيئيا كما تلاحظون أن هذا البناء من الحجر الشمساني والنوافذ من الخشب ما يخفف من وطأة حر الصيف التي لا تخترق الحجر كما تخترق مادة “البردين” التي صارت المادة الأساسية المستخدمة في بناء المنازل في عصرنا الحالي.. كما ان النوافذ الخشبية بهذا الشكل تؤدي وظيفتين أولا هما: أنها تسمح لضوء الشمس والنهار بالمرور إلى المنزل وهذا مهم للتهوية ونقاء الجو العام فيه.وثانيا يمكن من خلال نوافذ “ المشربيات” أن توضع فيها مزهرية أو حوض صغير فيه زرع أو ورد لجمال وصحة هواء المنزل ، وكانوا قديما يستخدمون هذه النوافذ أما لوضع جرار المياه لتبريده أو للتحقق من زائري البيت من قبل ربته دون أن تكشف وجهها .