هو الفنار إذا أنور ..وهو المنار أن أزهر .. وهو خلاصة الخلاصة في كرة القدم الميناوية .. لاعب متكامل ولاعب شامل ونجم لم تنجبه المصانع والمعامل إلا مرة واحدة ولن يتكرر ..بلعبه للكرة وارتدائه زي الميناء كان اللون السماوي هو سيد كل الألوان .. والضوء الأزرق المنبثق من فنارات تلك البقعة المرتفعة يظلل الجميع وتنصاع تحت لوائه كل ألوان الطيف وأقواس قوس قزح. منيف شايف الحكيمي.. ولد ليكون نجما كرويا عريقا بعراقة منطقته التي سادت وحكمت كل الألعاب الرياضية إلا كرة القدم فكان ظهوره عبارة عن اكتمال دورة القمر وخضوع كل الألعاب الرياضية لفوارس وقباطنة البحار الكروية وباقي الألعاب ..منيف المهاجم الذي أعطى للميناء مذاقا خاصا ومفردة تخاف منها الفرق وترتعش أمامها الدفاعات حتى وان صنعت من المعامل الحمراء أو الخضراء .. منيف شايف “عزرائيل” الحراس ومرهبهم والقابض على أرواحهم بلا رحمة أو شفقة ولسان حاله يقول (هل من مبارز ) ولد نجوميا مع اشراقة الشمس الزرقاء ليكمل عنقود التألق الكروي ويصيغ مع زملائه سيمفونية موسيقية رائعة لم يكتمل فصلها الأخير فحسب ..منيف اللاعب الراقص على أوجاع المدافعين رقصة الحصاد .. والعازف في أجساد المنافسين النشيد الوطني الفائز بكل الألقاب ..منيف نجم نخافه ولا نكرهه .. نحذر منه لكننا نعطيه خاتم الأمان .. نترصده ونتتبعه لكنه يخذلنا كعادته ويحرز في شباكنا أهدافا لاتنسى وأوجاعاً تطول فترة الاستشفاء منها .. إذا لامس الكرة قرعت بمقدمه الأجراس ..وحبست الأنفاس ..ورفعت الرايات البيضاء للحراس ..بل بكل الألوان .. لاعب أنيق شياكته وعطره الفواح لاسكارنا بحلاوة هندامه لكي ننهار من أمامه .. مهاجم تتوسل أمامه الكرات لإسكانها حيث تشاء أو من حيث يشاء .. وهداف هو ثالث ثلاثة لا رابع لهم /نشطان ,أبوعلاء , وهو / مايميزه انه لا يتعامل (تجاريا ) مع الأهداف السهلة والبسيطة وإنما مع الآهات والاجوال التي تحمل في تسجيلها غصة ومرارة في أفواه المنافسين وشهدا دوعنيا لأنصار وعشاق العلو الأزرق . منيف اسم امتزجت به جماليات الكرة وسمو الأخلاق وتعاضدت معه سماحة التواصل وقطع الأوصال إن لبس بزته الزرقاء ..ومنيف لاعب معمر وعاش في الملاعب فترات طويلة منذ أن اجبر على الفطام وبدلا من أن يعطوه كسرة خبز منحوه وأهدوه كرة قدم .. لعب لجميع المنتخبات الفئوية وكان باختصار شديد ..سارق النار والنور والمعرفة لإهدائها للإنسان .. بكت منه وعليه ملاعب الكويت حينما أذاق السعوديين كرات النار المصنوعة من حارة شعبية في منطقة التواهي..وحتى بانتقاله من الأزرق للأخضر ليس حبا للشيخ ولكن كرها بالبطيخ ومنيف سيبقى ذلك الفنار الجميل .. وحين ينتفض نقول بخشوع (يالطيف يالطيف نجنا من منيف) ومنيف قصيدة جميلة حزينة وموجعة للقلب ترددها الشفاه الزرقاء كل ليلة حسرة وبكاء على ذلك النصب الذي نصب لهم والفخ التذكاري لحرمان مدينة بأكملها من الولادة مجددا والاستمتاع بصرخات مشابهة لفطام منيف أو استبسال جباري أو روائح بيت الخطيب ..منيف فنار مدينة إن أضاء رقصت حتى الصباح وان اقفل نامت مبكرا ..وكفى.
|
رياضة
الفنار/ المنار .. منيف
أخبار متعلقة