على ضفافهم
إعداد/ هبة طهـ ولد في دمشق ، سورية. 1935 .- تخرج من كلية الفنون الجميلة ـ القاهرة. 1962 - درجة الدكتوراه في علوم الفن من الأكاديمية الملكية في لندن 1996.- عضو مجلس إدارة الاتحاد العالمي للفنانين التشكيليين في الاتحاد الأوروبي عن الشرق الأوسط منذ عام 1994.-قام بتدريس مادة علم الجمال في المعاهد العالية للفنون المسرحية والموسيقى والباليه.- وصل للعالمية وهو أول فنان عربي يتم اختياره من قبل الاتحاد الأوروبي في عضوية ( مجلس الفنانين لدول المجموعة الأوروبية ) وهو عضو ممثل لدول الشرق الأوسط في المنظمة الدولية للفنون التشكيلية (إياب)، وعضو في مجلس الاتحاد الدولي للفنانين وعضو في نقابة الفنون الجميلة في سورية حصل على الدكتوراة في الفنون، يعمل في الحقل الفني منذ عام 1950 وله مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية والرسومات واللوحات في المجالات والموضوعات التراثية والوطنية والإنسانية التي وصلت للعالمية .- أقام الفنان الدكتور غازي الخالدي معارض كثيرة منها المعارض الفردية والمشتركة في سوريا وفي دول أوروبا والدول العربية ودول العالم ودعي لمؤتمرات عالمية لإلقاء محاضرات وعقد ندوات في مجال اختصاصه الفنون التشكيلية، تقلد عدة مناصب إدارية وقيادية دولياً وفي سوريا، تمت دعوته لإقامة معرض عالمي في باريس لجميع أعماله منذ خمسين عاماً حتى اليوم وبعدها تم ترشيحه لنيل جائزة اليونيسكو عام 1992.- في مجال الكتابة والتأليف، يذكر أن غازي الخالدي عضو مؤسس في اتحاد الكتاب العرب منذ العام 1969، وله مؤلفات كثيرة منها: أربعون عاماً من الفن السوري، ناس من دمشقـ التي أشير إليها ـ كيف نقرأ اللوحة، سعيد تحسين ـ عندما يصبح الفن تاريخاً، علم الجمال نظرية وتطبيق، أطفالنا من خلال رسومهم، فنون الأطفال: التأسيس والمستقبل، فنانون تشكيليون سوريون، حكايات من السيرة الذاتية من تاريخ الفن في سورية، برهان كركوتلي ـ فنان الغربة والحرمان، ناظم الجعفري ـ المؤسس الرائد، عشرة عمر ـ حكايات وخواطر من مرفأ الذاكرة، الخالدي: سيرة أسرة في حياة رجل، مع أدباء العروبة في بلودان.. أرخ غازي الخالدي للحركة الفنية التشكيلية في سورية في كتابه (أربعون عاماً من الفن التشكيلي في سورية) حيث تحدث عن البدايات الأولى للحركة الفنية، وذكر أنها كانت مرتبطة بنشاط عدد قليل من الفنانين التشكيليين، لأن البلاد كانت في ظل الانتداب الفرنسي، لذلك كانت فرص النجاح والتفوق قليلة.. ولكن، رغم ذلك استطاع الفنانون من خلال نشاطهم ومبادراتهم الفردية إقامة معارض خاصة، وترك بصماتهم واضحة لاتزال آثارها واضحة حتى اليوم.وقد أرخ الخالدي، من خلال كتابه، لعدد كبير من الفنانين منهم: عبد القادر ارناؤوط، أدهم إسماعيل، نصير شورى، نذير إسماعيل، سامي برهان، ناظم الجعفري، الياس زيات، محمود جلال، وسوسن، محمود حماد، الفرد حتمل، أنور الرحبي، علي السرميني، أحمد وليد عزت، محمد غنوم، برهان كركوتلي، لؤي كيالي، فاتح المدرس، ممدوح قشلان، حيدر يازجي،.. وغيرهم حيث تناول حياة كل منهم ومكوناته الإبداعية مع نماذج من أعمالهم.وفي مقال كتبه (أديب مخزوم) في شؤون ثقافية - جريدة الثورة كتب:بعد رحيل غازي الخالدي المفاجئ ( 1935 - 2006) تبدأ الحكاية الفعلية لفصول روايته مع الفن التشكيلي بمعرض خاص أقامه في منزل أسرته في الحريقة بمدينة دمشق قبل أن يتجاوز الخامسة عشرة من عمره وجسد فيه سحر المشاهد المحلية بشكل واقعي اقرب إلى الصورة الفوتوغرافية.ولقد وجد نقطة الانطلاق الفعلية بعد أن لمس التشجيع المطلق من والدته على سلوك طريق الفن حين استشف منها إيقاعات النغم الموسيقي في سنوات طفولته الأولى حين تدرجت الوالدة من عازفة على العود إلى عازفة بيانو.ويشير غازي الخالدي في بعض مقالاته إلى أن والدته ساهمت إلى حد بعيد في دفعه باتجاه دراسة الفن في القاهرة، وكان لها الفضل الأول في رعاية موهبته وإيصاله إلى مرحلة البروز والتألق لا سيما بعد رحيل والده المبكر في عام 1962 .غازي الخالدي غاب كفنان وناقد تشكيلي رائد في أوج النشاط والحيوية، حيث يمكن اعتباره حتى اللحظات الأخيرة، أحد أكثر الفنانين التشكيليين تواجداً في المعارض والندوا ت والمحاضرات والمؤتمرات والصحف والمجلات والإعلام المرئي والمسموع. ولقد أقام مجموعة واسعة من المعارض الفنية المنفردة في العديد من المدن والعواصم العالمية ورشح من قبل ا لدوله لنيل جائزة اليونسكو في الفنون خلال عامي 92 و94 إلى جانب اختياره عضواً في مجلس الاتحاد العالمي للفنانين التشكيليين للاتحاد الأوروبي.كما دخلت بعض لوحاته العديد من المتاحف وحاز على مجموعة من الجوائز وشهادات التقدير.ويأتي رحيله بعد أن حقق حلم حياته بصدور كتاب (الخالدي 1950 - 2000) بإيعاز من اتحاد الفنانين في الاتحاد الأوروبي وبتفويض من مؤسسة هديسون للطباعة والنشر في لندن، وهو يقع في 300 صفحة من الحجم الكبير ويوازي في إخراجه وطباعته أجود الكتب الفنية الأجنبية ويتضمن ذاكرة التجربة الفنية والكتابات والصور الوثائقية التي تمتد إلى 65 عاماً في بعض الأحيان حين كان غازي الخالدي في الخامسة من عمره. فالصور الضوئية المنشورة تعيدنا إلى زمن الأبيض والأسود أنها صور مأخوذة من ألبوم شجرة العائلة، وبعضها الآخر مأخوذ من معارضه، مع شخصيات سياسية وإعلامية وفنية وأدبية بارزة، وتعتبر بمجموعها بمثابة مدخل وثائقي يلقي أضواء على نشاطاته حسب المفاصل المختلفة.فالكتاب يظهر كوثيقة فنية تنقلنا مباشرة إلى تفاصيل حيوية لذكريات السيرة الفنية والذاتية، حيث المواقف الصريحة تجاه الفن والحياة والمجتمع والسياسة ولقد جاءت الكتابات بأقلام مجموعة من النقاد والفنانين والأدباء، من ضمنها دراسة نقدية تحليلية مطولة كتبها فرانسوا بيريجيرك أستاذ النقد وعلم الجمال في جامعة السوربون.والكتاب بهذا المعنى يشكل مدخلاً للأجيال القادمة، لأنه خلاصة لتجربة ومعاناة وكفاح فنان اعتبر الفن رسالة وبأن أهم حدث ثقافي واجتماعي في حياة شعب، هو قيام نهضة فنية فيه .وفي جميع مراحله الفنية بقيت العمارة الدمشقية القديمة والطبيعة المحلية مطبوعة في مخيلته وظاهرة في لوحاته فهو لم يقدم لنا لوحات تجريدية أوروبية، وإنما قدم لوحات مرتبطة بهاجس تراثي وبيئوي وتطلع حيوي نحو الاستعانة بالرموز الوطنية والقومية.فالرموز التي اعتدنا على رؤيتها في لوحاته ترتقي إلى مستوى اللغة الفنية المناضلة المعبرة عن وجدان الشعب وضمير الثورة فالمرأة العارية المجسدة في بعض لوحاته هي رمز الأرض المقهورة والمستباحة .اما الحصان فيجسد انطلاقة الثورة مع الجماهير العربية.وغازي الخالدي لم يكن فقط رسام الأشكال الرمزية الجمالية الحية وكان قبل كل ذلك صاحب اللمسة اللونية الملتهبة التي تحولت في خط تصاعدي أو تطور روحي نحو اللونية المحلية التي اتخذها وكمنطلق حيوي للتملص ولو بشكل جزئي منتأثيرات الثقافة التشكيلية الفرنسية التي تركت أثرها الواضح والمباشر على كل النتاج العربي المعاصر.هكذا ازدادت قناعته يوماً بعد آخر بضرورة التعلق بالوهج اللوني الموجود في حياتنا اليومية أو في المشهد المحلي العام. وهو في لوحاته يبقى على ارتباط بالواقع والصورة حتى حين يصل إلى حدود التبسيط والاستواء اللوني بحيث يمكننا الحصول على مساحات لونية تجريدية في المقطع الواحد أو في المساحة الواحدة من لوحته التعبيرية .