آخر كـلام
كم مرةً يجب أن نقول ونكرر القول إن الرئيس «هادي» رجل المرحلة الذي لا تكرره الأيام مطلقاً، لقد أُنشئ الرجل على نارٍ هادئةٍ كثيرةٍ ، تحمل فيها من وعثاء الأيام ما تحمل، ومشت عليه السنون بعجلاتها الثقيلة ، لا أحد يظنُّ أنَّ الرئيس هادي جاء نتاج تُخمة فائضةٍ على بطن هذه البلد المملوءة ترفاً من كل الجنبات ! ، لكلِّ جاحد ناكر نقول أن هادي هُيِّئ لهذه المرحلة العويصة التي تمر بها البلاد برمتها ، والتي قد تنزلق بين طرفة عين وانتباهتها ، من يسمع كل هذا القدح والسب والشتم في حق الرجل يقول أن الرجل لا يصنع شيئاً ، بينما لا يعلم حالته إلا الشديد القوي . إنه يحاول ضبط إيقاع بلدٍ مختلف عن كل القواعد ، بلدٍ موسيقاه صاخبة حدَّ إصابة من يحاول أن يضبط تناغمه بالصمم والذهول ، ومع كل هذا لا يكف الرجل عن العمل الدؤوب ، إنه يحاول أن يبتكر سيمفونيته الخاصة التي تحمل خواص يُشرف ويتشرف بانجازه لهذا البلد المترامي الأطراف، ولكن للأسف نجد الكثير لا يكفون عن خذلانه ، لا يكفون عن أسئلتهم تلك ، ما الذي فعله ، ما الذي أنجزه ؟!! يسألون بمنطق خارج حدود المريخ ويريدون الإجابة أن تصل للأرض ، أي سفهٍ هذا ، الرجل جاء على بلدٍ ممزقٍ شر ممزق ، جاء على جيشٍ يحارب نفسه ، قبائل تتآكل مع بعضٍ ، قضاياً شائكةٌ ملؤها الأحقاد والعثرات . لا يُراد للرجل أن ينجز شيئاً ومهما كلف الثمن يريدون أن ينهوا صيرورته التي ليس همها إلا أن تضع أرجلنا جميعاً ووطننا في الطريق الصحيح البعيد من الانحرافات، ولكن أحداً لا يحسُّ بواجبه ومسؤولياته الوطنية تُجاه وطنه ، إلا من رحم الله ، دعونا من كل ما نقوله وكونوا عقلانيين بعيداً عن الأحكام الجاهزة والمعلبة ، لنجيب ماذا يقول المجتمع الدولي عن الرجل ، إنهم يشيدون به وهم متمسكون به لأنه أمل هذا البلد ومنقذه وهذا ما قاله بن عمر في كلمته في حفل اختتام الحوار الوطني ، ويشيدون به ليس لسواد عينيه ، بل لأن لديهم دراساتٍ علمية دقيقةٍ وواضحة ومعلومات وأرقامٍ تفيد بأوضاع البلد المفخخ من كل جانب . إنَّ الأوضاع في هذا البلد على كفِّ عفريت ، وكل الاحتمالات واردة، ومنها الاحتمال الأسوأ الذي ينذر بالانزلاق إلى مربع الخطر ، الذي لا مناص من دخوله إن احترقت الاحتمالات الأخرى ، الرئيس هادي في هذه المرحلة الفاصلة يعدُّ الاختيار الصائب ، أو فلنعدَّ رؤوسنا للمقصلة التي هي على استعداد لدحرجته في طريق المجهول طريق اللاعودة ، وهذه المرة لا نأمل بالعودة إلى الوضع السابق ، سندور كما يدور الحمار في الرحى ، سنجري كثيراً كي نتجاوز خطوتين ، ولكن للأسف حينها يكون الأوان قد فات، وبذلك نكون قد نجحنا في تجاوز المرحلة ولكن في اتجاه آخر ، اتجاه الحديد والنار والجحيم . البلاد في أمس الحاجة إلينا جميعاً أفراداً وجماعات ، في ظل هذه الاحتقانات والالتهابات المزمنة التي يعانيها هذا البلد المليء بالشياطين البشرية والمليء بالمتآمرين ، المتقاسمين والمحاصصين ، وكل خطأٍ يقع فيه أحدهم يوضع في كفة الرئيس ، فهو من يخطئ وكل الحق عليه ، وإن قام بإجراءات تصحيحية لإصلاح مسارات الانحرافات تلك، سرعان ما ترى الانتقادات تنهال عل شخصه وعائلته ، وسرعان ما تُشخصن ضده وكأنه المجرم لا المنقذ الذي إختار طريقاً صعباً للغاية ودفع الكثير من أجله ، رأينا كيف تم استهدافه في العرضي ورأينا من قبل كيف تم استهدافه في عملياتٍ كادت أن تودي به لولا قدرة الله وستره لا ندري ما الذي كان ينتظر البلد في الضفة الأخرى . الحاجة ماسة كثيراً لكلِّ أبناء الوطن كلهم ومن دون تحديد بخلفياتهم وبانتماءاتهم وهوياتهم، فالمعرقلون كثيرون وما أكثرهم ، والطامعون الرافعون لرايات الفساد والمنضمون تحت لوائه أكثر من أي شيء آخر ، ما أسهل أن يبيع الإنسان ويشتري في بلد طيبٍ كهذا الذي نعتاش تحت سقيفته ، ولكن سنعيش لفترةٍ من الوقت ، وسنعيش ملعونين، طيلة حياتنا ، سنعيش وتحتنا بِركٌ من نار وجحيم ، سنعيش بعد أن بِعْنَا الوطن والواجب والمسؤولية ، وضميرنا يأكلنا من الداخل ولا يكف عن نخر عظامنا الخائرة ، فلنصلي بعدها في الجحيم صلوات الندم والحرمان الحقيقي ، تحت محراب خيانة الوطن الذي سنسأل عنه في كل وقتٍ وحين ، والويل الويل لمن لم يشفع له عمله .الرئيس «هادي» يزور الكويت لساعات ثم يعود ولنركز لساعات ، أي حياةٍ يعيشها هذا الرجل ويقولون عنه أنه نائم في القصر الجمهوري، كيف ينام والانفجارات تسكن أذنيه وتقضُّ مضجعه ، المخربون لا يدعونه ينام وهو المتهم الوحيد من المخربين ويجب أن يستأصل من هذه الحياة كي يرضى المخربون عنه ، يجب ان يترك البلد للبرامكة الذين عاثوا في الأرض مفسدين ، ونحن لا نحرك ساكناً ، لا نعمل شيئاً أيَّ شيءٍ سوى الانتقاد ، وبيع الكلام في المقايل ، أما أن نكون عند مسؤوليتنا فلا وألف لا ، فلنقل ماذا نريد من الرجل ولننتهِ ولكن لنتحمل كافة المسؤوليات التي قد يترتب علينا وفق قراراتنا المشوههة والتي سندفع ثمنها باهظاً .